جبر البعداني
توكل كرمان في احتفاء بها بساحة التغيير أمس (عدسة محمد العماد)
حاولتُ لم أسطع لها تعريفا
وكأنني لا أُتقنُ التّوصيفا
وأنا لسان الناطقين بشكرها
ولقد مُنِحتُ لمدحِها تكليفا
ولسانُ حالِ الشّعبِ فوّض شاعراً
ولسانهُ لا يعرفُ التّكتيفا
فخرجتُ أرفلُ بالربيعِ مكلّلاً
فلأيّ خطبٍ قد أعودُ خريفا !
في ساحةِ الكلماتِ أرفعُ جبهتي
للشّمسِ طوداً شامخاً ومنيفا
والآن أشعرُ في اليدين برجفةٍ
وأنا الّذي ما قد خُلِقت رئيفا
ما لي أرى الكلماتِ قد جُمعت على
ثغري ولم أقدر لها تصريفا!
قد جئتُ من سباءٍ بجناتِ الرؤى
والشّعرِ حرفاً مخلِصاً وحنيفا
ما خاض في بحر المديحِ مغامراً
إلّا ليمدحَ طاهراً وشريفا
ودخلتُ من بهو المديحِ محمّلاً
صوري الّتي البستُها التّكثيفا!
فوقفتُ في محرابِ سيّدةِ النُّهى
مثل الكفيفِ وما خُلِقتُ كفيفا!
والصّمتُ يلفظني بصمتٍ كلّما
حاولتهُ ويزيدني تعنيفا!
ويمدُّ ما بيني وبينَ تأهبي
لمديحها التّأجيلَ والتّسويفا!
وكأنّما لغة الكلامِ تعطّلت
والمفرداتُ تُكابدُ التّحريفا
أنّي لأعلمُ أنّ قدرَ توكّلٍ
عالٍ ومدحي لا يزالُ طفيفا
ويظلُّ لفظي أن يحاولَ مادحاً
ما قدّمتهُ من الولاءِ ضعيفا !
أتوكّلٌ جاءتكِ نوبلُ عن رضى
تسعى وصدقٍ لم يُصب تزييفا!
تاللهِ ما زادتكِ نوبلُ رفعةً
قدْر الّذي قد زدتِها تشريفا!
فمنحتِ نوبلَ للسّلامِ توكُّلاً
ورفعتِها فلتعذري التّصنيفا !
أغروا توكُّلَ للرّجوعِ فنالَهم
منها العنادُ فجرّبوا التّخويفا !
فأجابهم عنها الصمودُ مردّداً
يأبى المقدّمُ أن يصيرَ وصيفا !
قالوا: توكّلُ في المدينةِ أهلُها
فأتيتُهم وأنا المضمّخُ ريفا !
لأصوغَها للعالمينَ قصيدةً
قد أدهشت لشمولِها التّأليفا !
في صفحةِ الإنجازِ أرسمُها يداً
تبني وفي صُحُفِ الجراحِ نزيفا
وأقصُّها للثّائرين حكايةً
في ظلِّها صار (المشيرُ) عَريفا !
قالوا إلى السّاحاتِ قلتُ خروجها
أملاً يمهّدُ للعبورِ رصيفا !
قالوا إلى الحاراتِ قلتُ أكُفُّها
مدّت إلى كُلِّ الجياعِ رغيفا !
قالوا إلى الفتياتِ قلتُ هُتافُها
كي تنشرَ التّعليمَ والتّثقيفا
قالوا إلى الأطفالِ قلتُ حنانُها
فيضٌ يسيلُ كما تراهُ أليفا !
قالوا إلى الأحرارِ قلتُ صمودها
موجٌ يثورُ كما تراهُ عنيفا !
قالوا إلى الشّعراءِ قلتُ ولاؤها
شعرٌ تنزّل بالبيانِ كثيفا !
قالوا لقد ثقّلت مدحَ توكُّلٍ
حاول بربّكَ أن تكونَ خفيفا
فأجبتُهم والمفرداتُ تعودت
في مدحِها أن ترفضَ التّخفيفا !
ما شاعرٌ يسعى لمدحِ توكُّلْ
إلّا وكان مغامراً حرّيفا !
وأنا أحسُّ المفرداتِ غريبةً
وبغيرها لا تُحسِنُ التّوظيفا !
بل كُلُّ لفظٍ لا يصاغُ لمدحِها
سيظلُّ لفظاً ساذجاً وسخيفا !
لو لم تكن أنثى لما كانت سوى
أغصان زيتونٍ - كفى- فأُضيفا
تاللهِ لو ملكت زمام أمورِنا
ما هادنت حتّى تردَّ ثقيفا !
تاللهِ لن يصلوا إليكِ بخبثِهم
حتّى وأن طلبوا المسيخَ حليفا !
*نشوان نيوز
توكل كرمان في احتفاء بها بساحة التغيير أمس (عدسة محمد العماد)
حاولتُ لم أسطع لها تعريفا
وكأنني لا أُتقنُ التّوصيفا
وأنا لسان الناطقين بشكرها
ولقد مُنِحتُ لمدحِها تكليفا
ولسانُ حالِ الشّعبِ فوّض شاعراً
ولسانهُ لا يعرفُ التّكتيفا
فخرجتُ أرفلُ بالربيعِ مكلّلاً
فلأيّ خطبٍ قد أعودُ خريفا !
في ساحةِ الكلماتِ أرفعُ جبهتي
للشّمسِ طوداً شامخاً ومنيفا
والآن أشعرُ في اليدين برجفةٍ
وأنا الّذي ما قد خُلِقت رئيفا
ما لي أرى الكلماتِ قد جُمعت على
ثغري ولم أقدر لها تصريفا!
قد جئتُ من سباءٍ بجناتِ الرؤى
والشّعرِ حرفاً مخلِصاً وحنيفا
ما خاض في بحر المديحِ مغامراً
إلّا ليمدحَ طاهراً وشريفا
ودخلتُ من بهو المديحِ محمّلاً
صوري الّتي البستُها التّكثيفا!
فوقفتُ في محرابِ سيّدةِ النُّهى
مثل الكفيفِ وما خُلِقتُ كفيفا!
والصّمتُ يلفظني بصمتٍ كلّما
حاولتهُ ويزيدني تعنيفا!
ويمدُّ ما بيني وبينَ تأهبي
لمديحها التّأجيلَ والتّسويفا!
وكأنّما لغة الكلامِ تعطّلت
والمفرداتُ تُكابدُ التّحريفا
أنّي لأعلمُ أنّ قدرَ توكّلٍ
عالٍ ومدحي لا يزالُ طفيفا
ويظلُّ لفظي أن يحاولَ مادحاً
ما قدّمتهُ من الولاءِ ضعيفا !
أتوكّلٌ جاءتكِ نوبلُ عن رضى
تسعى وصدقٍ لم يُصب تزييفا!
تاللهِ ما زادتكِ نوبلُ رفعةً
قدْر الّذي قد زدتِها تشريفا!
فمنحتِ نوبلَ للسّلامِ توكُّلاً
ورفعتِها فلتعذري التّصنيفا !
أغروا توكُّلَ للرّجوعِ فنالَهم
منها العنادُ فجرّبوا التّخويفا !
فأجابهم عنها الصمودُ مردّداً
يأبى المقدّمُ أن يصيرَ وصيفا !
قالوا: توكّلُ في المدينةِ أهلُها
فأتيتُهم وأنا المضمّخُ ريفا !
لأصوغَها للعالمينَ قصيدةً
قد أدهشت لشمولِها التّأليفا !
في صفحةِ الإنجازِ أرسمُها يداً
تبني وفي صُحُفِ الجراحِ نزيفا
وأقصُّها للثّائرين حكايةً
في ظلِّها صار (المشيرُ) عَريفا !
قالوا إلى السّاحاتِ قلتُ خروجها
أملاً يمهّدُ للعبورِ رصيفا !
قالوا إلى الحاراتِ قلتُ أكُفُّها
مدّت إلى كُلِّ الجياعِ رغيفا !
قالوا إلى الفتياتِ قلتُ هُتافُها
كي تنشرَ التّعليمَ والتّثقيفا
قالوا إلى الأطفالِ قلتُ حنانُها
فيضٌ يسيلُ كما تراهُ أليفا !
قالوا إلى الأحرارِ قلتُ صمودها
موجٌ يثورُ كما تراهُ عنيفا !
قالوا إلى الشّعراءِ قلتُ ولاؤها
شعرٌ تنزّل بالبيانِ كثيفا !
قالوا لقد ثقّلت مدحَ توكُّلٍ
حاول بربّكَ أن تكونَ خفيفا
فأجبتُهم والمفرداتُ تعودت
في مدحِها أن ترفضَ التّخفيفا !
ما شاعرٌ يسعى لمدحِ توكُّلْ
إلّا وكان مغامراً حرّيفا !
وأنا أحسُّ المفرداتِ غريبةً
وبغيرها لا تُحسِنُ التّوظيفا !
بل كُلُّ لفظٍ لا يصاغُ لمدحِها
سيظلُّ لفظاً ساذجاً وسخيفا !
لو لم تكن أنثى لما كانت سوى
أغصان زيتونٍ - كفى- فأُضيفا
تاللهِ لو ملكت زمام أمورِنا
ما هادنت حتّى تردَّ ثقيفا !
تاللهِ لن يصلوا إليكِ بخبثِهم
حتّى وأن طلبوا المسيخَ حليفا !
*نشوان نيوز