محمد عبد الله عبد الباري
يا قدسُ.. من أذهل الأيام إصرارا؟
بنوكِ من تزهرُ الأمجادُ في دمهم
النازفونَ شذىً.. والمبهرون رؤىً
من قلب (حطينَ) جاؤوا فجرَ تضحيةٍ
تلألأت ألفُ شمسٍ في ضمائرهم
من ومضةِ السيفِ شعوا كالصهيلِ مضوا
الثائرون لهيباً.. كلما بردت
وما هوى بطلٌُ إلا سما بطلٌ
هذي فلسطينُ من نعمى جراحهمُ
تسلسلُ الوعدَ من أسرارِ دعوتهم
توضأت هممُ الأجيالِ من دمهم
كم فجروا اليأسَ عزماً.. والجفافَ ندىً
الطاهرونَ ولو أنفاسُهم هطلتْ
تبرجَتْ فتنُ الدنيا تغازُلهم
ليسوا كمن سرقَ الأنداءَ من وطني
المبرقون وعوداً أمطرتْ كذباً
كم عربدت شهواتُ الطينِ نازفةًً
تغضي المروءاتُ خجلى كلما ضحكت
لا، لن نذلَّ وملءُ الساحِ فتيتُـنا
كتائبٌ من لهيبِ الثأرِ قد وثبت
ناداهمُ المسجدُ المأسورُ فانطلقوا
وسيفُ (خالدَ) في أيمانهم وهَجٌ
ساروا وللبغي أضغانٌ معتقةٌ
ورغمَ عربدةِ الأسوارِ قد هتفوا:
عدنا وقد زغردتْ أعراسُ عزتنا
هذي قوافلنا – يا ظلمُ- صارخةٌ:
وفجر الرمل فرساناً وأحرارا؟
هم من سروا في سكونِ الوهمِ تيارا
والمرخصون فداءَ المجدِ أعمارا
وأقبلوا من ذرا (اليرموكِ) أنصارا
لاغرو إن غمروا الأنوارَ أنوارا
وسافروا في ضلوعِ الليلِ أقمارا
ثاراتنا أوقدوا في صدرها النارا
تشعُّ عيناهُ إيماناً وإيثارا
تلملمُ الطيبَ ريحاناً ونوارا
وتظفرُ النصرَ من أشلائهم غارا
وكبرّت.. فانحنى التاريخُ إكبارا
والموتَ أغنيةً والجدبَ أنهارا
على القفارِ لرفَّ القفرُ أزهارا
فما رأتْ مثلهم قد عفَّ أبصارا
وباعَ سيفَ جدودي واشترى العارا
وما رعوا ذمةً أو حرروا دارا
على قلوبهمُ السوداءِ أقذارا
أطماعُهم ويُشيحُ المجدُ إنكارا
الطالعونَ مع الأقدارِ أقدارا
وأشعلتْ كلَ شبرٍ ساكنٍ ثارا
كالبرقِ مشتعلاً.. كالسيلِ هدارا
يُعمي.. وتلمحُ في الراياتِ (عمارا)
والدربُ ينزفُ أحقاداً وأخطارا
يا قدسُ لا تعرفُ الأشواقُ أسوارا
وماردُ النارِ شقَّ الأفقَ جبارا
إن كنتَ ريحاً فقد لاقيتَ إعصارا
*رابطة الأدب الإسلامي
يا قدسُ.. من أذهل الأيام إصرارا؟
بنوكِ من تزهرُ الأمجادُ في دمهم
النازفونَ شذىً.. والمبهرون رؤىً
من قلب (حطينَ) جاؤوا فجرَ تضحيةٍ
تلألأت ألفُ شمسٍ في ضمائرهم
من ومضةِ السيفِ شعوا كالصهيلِ مضوا
الثائرون لهيباً.. كلما بردت
وما هوى بطلٌُ إلا سما بطلٌ
هذي فلسطينُ من نعمى جراحهمُ
تسلسلُ الوعدَ من أسرارِ دعوتهم
توضأت هممُ الأجيالِ من دمهم
كم فجروا اليأسَ عزماً.. والجفافَ ندىً
الطاهرونَ ولو أنفاسُهم هطلتْ
تبرجَتْ فتنُ الدنيا تغازُلهم
ليسوا كمن سرقَ الأنداءَ من وطني
المبرقون وعوداً أمطرتْ كذباً
كم عربدت شهواتُ الطينِ نازفةًً
تغضي المروءاتُ خجلى كلما ضحكت
لا، لن نذلَّ وملءُ الساحِ فتيتُـنا
كتائبٌ من لهيبِ الثأرِ قد وثبت
ناداهمُ المسجدُ المأسورُ فانطلقوا
وسيفُ (خالدَ) في أيمانهم وهَجٌ
ساروا وللبغي أضغانٌ معتقةٌ
ورغمَ عربدةِ الأسوارِ قد هتفوا:
عدنا وقد زغردتْ أعراسُ عزتنا
هذي قوافلنا – يا ظلمُ- صارخةٌ:
وفجر الرمل فرساناً وأحرارا؟
هم من سروا في سكونِ الوهمِ تيارا
والمرخصون فداءَ المجدِ أعمارا
وأقبلوا من ذرا (اليرموكِ) أنصارا
لاغرو إن غمروا الأنوارَ أنوارا
وسافروا في ضلوعِ الليلِ أقمارا
ثاراتنا أوقدوا في صدرها النارا
تشعُّ عيناهُ إيماناً وإيثارا
تلملمُ الطيبَ ريحاناً ونوارا
وتظفرُ النصرَ من أشلائهم غارا
وكبرّت.. فانحنى التاريخُ إكبارا
والموتَ أغنيةً والجدبَ أنهارا
على القفارِ لرفَّ القفرُ أزهارا
فما رأتْ مثلهم قد عفَّ أبصارا
وباعَ سيفَ جدودي واشترى العارا
وما رعوا ذمةً أو حرروا دارا
على قلوبهمُ السوداءِ أقذارا
أطماعُهم ويُشيحُ المجدُ إنكارا
الطالعونَ مع الأقدارِ أقدارا
وأشعلتْ كلَ شبرٍ ساكنٍ ثارا
كالبرقِ مشتعلاً.. كالسيلِ هدارا
يُعمي.. وتلمحُ في الراياتِ (عمارا)
والدربُ ينزفُ أحقاداً وأخطارا
يا قدسُ لا تعرفُ الأشواقُ أسوارا
وماردُ النارِ شقَّ الأفقَ جبارا
إن كنتَ ريحاً فقد لاقيتَ إعصارا
*رابطة الأدب الإسلامي