فتح الجديدة’ تتبلور في بيت لحم
تحول مؤتمر حركة ’فتح’ العام الذي بدأ اعماله امس في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة الى مظاهرة تأييد للرئيس الفلسطيني محمود عباس والنهج السياسي الذي يمثله. فقد غابت عن المؤتمر قيادات تاريخية للحركة، سواء بسبب المرض او الرغبة في التنصل مما يمكن ان يتمخض عنه من قرارات، قد تشكل في رأيهم خروجاً على ثوابت الحركة، وانحرافاً عن اهدافها.
الرئيس عباس تحدث في المؤتمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، حيث استعرض في كلمته هذه تاريخ الحركة منذ انطلاقتها قبل حوالي خمسين عاماً، ولكنه لم يكشف الكثير عن المرحلة الأهم وهي التي تتعلق بالمفاوضات التي أجراها لمدة عام ونصف العام مع حكومة ايهود اولمرت الاسرائيلية السابقة، وكان اكثر شراسة في نقده لحركة المقاومة الاسلامية ’حماس’ من اسرائيل العدو المحتل الذي انطلقت الحركة من اجل محاربته.
النقطة الأبرز في الخطاب تمثلت في تأكيد السيد عباس على ابقاء خيار المقاومة، ضمن خيارات أخرى في حال فشل المفاوضات الحالية حول خطة خارطة الطريق، ولكنه لم يحدد صراحة ما اذا كانت المقاومة التي يقصدها هي الكفاح المسلح، او المقاومة السلمية مثل العصيان المدني والمظاهرات الاحتجاجية.
يسجل للرئيس الفلسطيني اعترافه بارتكاب الحركة العديد من الأخطاء التي ساهمت منفردة او مجتمعة في خسارتها للانتخابات البرلمانية الأخيرة، والسيطرة على قطاع غزة لصالح غريمتها حركة ’حماس’ دون ان يسمي الأشياء بأسمائها، او يحمل مسؤولية هذه الأخطاء لأي احد، وكان لافتاً ان بعض من ارتكبوا هذه الأخطاء لم يتعرضوا لأي محاسبة.
انعقاد المؤتمر، وبعد عشرين عاماً من التأجيل، كان انجازاً في حد ذاته بالنسبة الى الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به، لأنه عزز مكانته، وأبعد العناصر ’المتطرفة’ من حركة فتح من خلال عملية ’فرز’ صارمة، وأضفى صفة ديمقراطية على حزب السلطة، وهي صفة طالبت بها الادارة الامريكية الحالية، وسعت اليها وهي تستعد لبلورة مبادرة سلام في المنطقة.
لا شك ان المؤتمر شكل انطلاقة جديدة لحركة ’فتح’ مختلفة كلياً عن انطلاقتها الأولى قبل خمسين عاماً تقريباً، رغم ان نصف المشاركين فيه كانوا فوق الستين او حولها، وكانت رؤوس معظمهم مكللة بالشعر الأبيض او ما تبقى منه.
’فتح الجديدة’ هي ’فتح المفاوضات’ والرهان على الادارات الامريكية المتعاقبة، واليمين الغربي، والحكومات الرسمية العربية ومبادرة السلام التي اطلقتها قبل ستة اعوام، ولذلك فهي ابعد كثيراً من ان تكون ’حركة تحرير’ وأقرب كثيراً الى احزاب السلطة المتواجدة بكثرة في الدول العربية.
الرئيس عباس أقدم على مقامرة خطيرة باعلان الطلاق مع المرحلة السابقة، واعادة تشكيل حركة ’فتح’ وسياستها وفق توجهاته السياسية التي لم تحقق حتى الآن أي انجاز حقيقي على الارض، غير اقامة سلطة ضعيفة تحت حراب الاحتلال، وتعتمد في بقائها على المساعدات الامريكية، والرضا الاسرائيلي.
استمرار ’فتح الجديدة’ مرهون بمدى نجاح المساعي الامريكية الجديدة في التوصل الى تسوية مقبولة للصراع العربي الاسرائيلي، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأي فشل في هذا الاطار يعني انهيارها، وكل ما بني عليها.
فترة الاختبار هذه قصيرة جداً، وقد لا تزيد عن ثلاثة اعوام في افضل التقديرات، ولا بديل غير الانتظار في الوقت الراهن على الاقل.
تحول مؤتمر حركة ’فتح’ العام الذي بدأ اعماله امس في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة الى مظاهرة تأييد للرئيس الفلسطيني محمود عباس والنهج السياسي الذي يمثله. فقد غابت عن المؤتمر قيادات تاريخية للحركة، سواء بسبب المرض او الرغبة في التنصل مما يمكن ان يتمخض عنه من قرارات، قد تشكل في رأيهم خروجاً على ثوابت الحركة، وانحرافاً عن اهدافها.
الرئيس عباس تحدث في المؤتمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، حيث استعرض في كلمته هذه تاريخ الحركة منذ انطلاقتها قبل حوالي خمسين عاماً، ولكنه لم يكشف الكثير عن المرحلة الأهم وهي التي تتعلق بالمفاوضات التي أجراها لمدة عام ونصف العام مع حكومة ايهود اولمرت الاسرائيلية السابقة، وكان اكثر شراسة في نقده لحركة المقاومة الاسلامية ’حماس’ من اسرائيل العدو المحتل الذي انطلقت الحركة من اجل محاربته.
النقطة الأبرز في الخطاب تمثلت في تأكيد السيد عباس على ابقاء خيار المقاومة، ضمن خيارات أخرى في حال فشل المفاوضات الحالية حول خطة خارطة الطريق، ولكنه لم يحدد صراحة ما اذا كانت المقاومة التي يقصدها هي الكفاح المسلح، او المقاومة السلمية مثل العصيان المدني والمظاهرات الاحتجاجية.
يسجل للرئيس الفلسطيني اعترافه بارتكاب الحركة العديد من الأخطاء التي ساهمت منفردة او مجتمعة في خسارتها للانتخابات البرلمانية الأخيرة، والسيطرة على قطاع غزة لصالح غريمتها حركة ’حماس’ دون ان يسمي الأشياء بأسمائها، او يحمل مسؤولية هذه الأخطاء لأي احد، وكان لافتاً ان بعض من ارتكبوا هذه الأخطاء لم يتعرضوا لأي محاسبة.
انعقاد المؤتمر، وبعد عشرين عاماً من التأجيل، كان انجازاً في حد ذاته بالنسبة الى الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به، لأنه عزز مكانته، وأبعد العناصر ’المتطرفة’ من حركة فتح من خلال عملية ’فرز’ صارمة، وأضفى صفة ديمقراطية على حزب السلطة، وهي صفة طالبت بها الادارة الامريكية الحالية، وسعت اليها وهي تستعد لبلورة مبادرة سلام في المنطقة.
لا شك ان المؤتمر شكل انطلاقة جديدة لحركة ’فتح’ مختلفة كلياً عن انطلاقتها الأولى قبل خمسين عاماً تقريباً، رغم ان نصف المشاركين فيه كانوا فوق الستين او حولها، وكانت رؤوس معظمهم مكللة بالشعر الأبيض او ما تبقى منه.
’فتح الجديدة’ هي ’فتح المفاوضات’ والرهان على الادارات الامريكية المتعاقبة، واليمين الغربي، والحكومات الرسمية العربية ومبادرة السلام التي اطلقتها قبل ستة اعوام، ولذلك فهي ابعد كثيراً من ان تكون ’حركة تحرير’ وأقرب كثيراً الى احزاب السلطة المتواجدة بكثرة في الدول العربية.
الرئيس عباس أقدم على مقامرة خطيرة باعلان الطلاق مع المرحلة السابقة، واعادة تشكيل حركة ’فتح’ وسياستها وفق توجهاته السياسية التي لم تحقق حتى الآن أي انجاز حقيقي على الارض، غير اقامة سلطة ضعيفة تحت حراب الاحتلال، وتعتمد في بقائها على المساعدات الامريكية، والرضا الاسرائيلي.
استمرار ’فتح الجديدة’ مرهون بمدى نجاح المساعي الامريكية الجديدة في التوصل الى تسوية مقبولة للصراع العربي الاسرائيلي، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأي فشل في هذا الاطار يعني انهيارها، وكل ما بني عليها.
فترة الاختبار هذه قصيرة جداً، وقد لا تزيد عن ثلاثة اعوام في افضل التقديرات، ولا بديل غير الانتظار في الوقت الراهن على الاقل.