مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
هيكل: أوباما يذكرني بـ"الشيخ هتلر"
شبه الكاتب الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل، كثرة استشهاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بآيات القرآن في خطابه الأخير بالقاهرة بأسلوب الزعيم النازي أدولف هتلر الذي استخدم نفس الطريقة لكسب ود العرب، لدرجة أن البعض أطلق عليه حينها ’’الشيخ هتلر’’.

واعتبر في حوار نشرته صحيفة ’’الشروق’’ المصرية الثلاثاء9-6-2009، أنه ’’خطاب تأثير فقط’’، مستشهدا بـ’’تجاهل أوباما لقضية جدار الفصل العنصري’’.

واستبعد هيكل إمكانية توجيه ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية لإيران، معتبرا أنه ’’لم يعد منها جدوى خاصة بعد امتلاك طهران للمعرفة النووية، ووصولها لمرحلة تخصيب اليورانيوم’’.

وقال هيكل: ’’سمعت ما ذكرته وسائل الإعلام عن الآيات القرآنية التي استخدمها أوباما في خطابه، وسمعت قول أحدهم: إن أوباما بقي في مسجد السلطان حسن بالقاهرة أكثر مما كان مقررا، مما يدل على إيمانه بالإسلام... وهذا شبيه بما كان يقال أيام زمان عن الشيخ هتلر’’.

وتضمن خطاب أوباما الذي وجهه الخميس الماضي من جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامي لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الجانبين، استشهادا بعدد من الآيات القرآنية مثل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]، وقوله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32].

وقبيل الحرب العالمية الثانية تودد الزعيم النازي أدولف هتلر إلى العرب لكسبهم في صف المحور في مواجهة الحلفاء؛ حيث وجه إذاعة تبث خطاباته باللغة العربية، والتي كان يستشهد فيها بآيات من القرآن الكريم، وافتتح هتلر أحد هذه الخطابات التي هزت العالم بقوله تعالى ’’اقتربت الساعة وانشق القمر’’.

’’أين الجدار’’

ومن هذا المنطلق انتقد هيكل خطاب الرئيس الأمريكي بقوله: ’’هذا الخطاب كان مطلوبا منه أن يؤثر فقط، لا أن يقنع بأي شيء، فنحن أمام ممارسة سياسية بالانطباع وليس ممارسة سياسة بالإقناع’’.

وأشار هيكل إلى أن خطاب أوباما تجاهل جدار الفصل بقوله: ’’كنت أريد إشارة واحدة منه.. إشارة إلى جدار الفصل العنصري الذي شيدته إسرائيل’’.

ويمتد جدار الفصل على مئات الكيلومترات، قاضما أراضي من الضفة الغربية لصالح إسرائيل، وممزقا الأراضي الفلسطينية مما يجعل من الصعوبة بمكان إقامة دولة فلسطينية متصلة الأطراف.

ويقول مكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة: إن ثلاثة أرباع الجدار تقع في الضفة، في حين يتطابق رسمه فقط على طول 145 كم مع الخط الأخضر الذي كان يفصل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية عام 1967.

’’مثل البوربون’’

وفي تعليقه على انبهار ساسة عرب بزيارة أوباما للمنطقة الأسبوع الماضي، قال هيكل: ’’العرب مثل البوربون لا ينسون شيئا، ولا يتعلمون شيئا’’.

وأوضح هيكل أن هذه العبارة قيلت عن أسرة البوربون عندما ’’عادت للحكم بعد سقوط نابليون، ولكن بعد أن نجح نابليون في العودة من منفاه ونزل على الشواطئ الفرنسية، إذا بالملك لويس الثامن عشر (أحد ملوك الأسرة) يسارع بالهروب من باريس قبل وصول نابليون’’.

وربط هيكل بين هذه القصة وزيارة أوباما لمصر بقوله: ’’جاء أوباما إلى القاهرة ليتحدث عن بداية جديدة، وهذا هو العنوان الرسمي لخطابه، ولا يتذكر أحد أن أول عبارة قالها هنري كسينجر (وزير خارجية أمريكا الأسبق) عند هبوطه من الطائرة في مطار القاهرة في 7 نوفمبر 1973 كانت: ’’اللي فات مات’’ (أي نبدأ من جديد).. وبين (بداية جديدة واللي فات مات 35 عاما)، ونحن وكأننا لم نتعلم شيئا خلال هذه السنوات’’.

وفي الإطار ذاته أكد هيكل أن مضمون خطاب أوباما لا يختلف عن خطاب سلفه جورج بوش الابن، مستشهدًا بالموقف من إيران بقوله ’’أوباما ليس أول من قال بأنه ليس هناك ضربة وشيكة لإيران، فبوش قال هذا قبل رحيله’’.

وأكد أن ’’ضرب إيران لم يعد سهلا، فقد حدث شيء مهم في إيران، هو تملكها للمعرفة النووية، إيران اليوم أكملت دورة التخصيب، ونحن نتكلم عن تشغيلها لأكثر من عشرة آلاف جهاز طرد مركزي، والضرب لم يعد ذا جدوى كبيرة، فأهم عنصر في امتلاك قدرة نووية هو المعرفة، والمعرفة موجود في عقول الناس لا تستطيع القضاء عليها بضربة عسكرية’’.

ولفت إلى أن الإيرانيين ’’استفادوا من تجربة العراق، وأعتقد أنهم قاموا بتوزيع واسع لمنشآتهم النووية أكثر مما نتخيل’’.

وقصفت إسرائيل في يونيو 1981 مفاعل ’’تموز’’ النووي العراقي في بغداد لمنع العراق من امتلاك سلاح نووي.
.لجينيات
أضافة تعليق