مـــــــــدى -الدنيا دار ابتلاء
د.عبد الكريم بكار
خلق الله تعالى الدنيا دارا للابتلاء فوفر فيها كل شروط الابتلاء، فالإنسان يولد مكتمل الجسم لكن إنسانيته أوذاته المعنوية تحتاج إلى تكميل حيث إنه لايملك اللغة ولا المشاعر ولا معايير الصواب والخطأ ،كما أنه لا يميز بين الآمن والخطروما يستحق كل الاهتمام وما هوثانوي ...ومن خلا ل العيش في مجتمع يكتسب كل ذلك على النحو الذي تكون عليه أسرته ويكون عليه مجتمعه الكبير،وبما أن المجتمعات تختلف اختلافا واسعا حيال الكثير من القضايا فإننا نلاحظ أن بني آدم متشابهون عند الولادة ،وذلك التشابه يعكس وحدة الطبيعة الإنسانية أو وحدة الفطرة التي فطر الله الناس عليها،لكنهم في الكهولة يختلفون اختلافا واسعا بسبب اختلاف ما تلقوه عن مجتمعاتهم على صعيد الروح والفكروالخبرة والسلوك...والحقيقة أن حياتنا عبارة عن معركة صامتة بين الطبيعة والثقافة أو بين الفطري والمكتسب ،ونحن مطالبون أن نكون على وعي جيد حتى نرّشد تلك العلاقة المتوترة بما يعود علينا بالنفع في أمور ديننا ودنيانا،و لكن المشكل في هذا هو غموض مانسميه (ثقافة)و مانسميه(طبيعة) وربما وجدنا أن هاتين الكلمتين من أكثر المفردات اللغوية انبهاما والتباسا، ولهذا فإن التفريق بين ما هو من قبيل الطبيعة وما هو من قبيل الثقافة قد أثار بين الفلاسفة وعلماء الإنسان وغيرهم جدلا غير قابل للحسم، لكن يمكن القول:إن مهمة الثقافة بما هي كياسة وتهذيب أو بوصفها شيئا يجعل الحياة جديرة بالعيش أن تشذب الزوائد السلبية في ذواتنا وأن تصقل ما لدينا من نوازع خيرة . إن مهمة الثقافة بعبارة أخرى هي تحقيق الذات من خلال تنمية أفضل ما فيها، وهي التغلب على الذات من خلال قمع نزواته وكبح جماحها؛ ومن هنا ورد الثناء من الله ـ تعالى ـ على أولئك الذين يزكون أنفسهم ويجاهدون أهواءها كما في قوله ـ سبحانه ـ ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها) وقوله(والذين جاههدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
حاولت (اليونسكو)بعد الحرب العالمية الثانية الترويج لما رآه الأنثروبولوجيون المتأخرون من أنه لا فضل لثقافة على ثقافة، وأن كل ثقافة هي قيمة في حد ذاتها لكن لم يتلق الوعي البشري ذلك بالقبول إلا على صعيد ذلك الجزء المتعلق ب(الفلوكور).أما على صعيد القيم و السلوكات فإن هناك اعتقادات راسخة بأن من الأخلاق والعادات ما هو مطلوب لاستقامة الحياة وما هو سيئ وجالب للمشكلات..ومن هنا فإنني أعتقد أن المطلوب من مصادرالتثقيف الأساسية:الأسرة والمدرسة والإعلام العمل بجد ية ودأب على ترسيخ بعض القيم والعادات الجوهرية مثل:الصدق والنزاهة و التسامح والتضحية والتعاون والدقة والإرادة الصلبة والتعاون والتعاطف وحب الخيروالاهتمام بالشأن العام واللمسة الإنسانيةوالجمالية ، فهذه القيم وتجسيداتها هي التي تمنح التفوق لثقافة على ثقافة أخرى و هي في مجملها قيم إسلامية وإنسانية مشتركة.
لمعة:
إذا لم تساعد نفسك فلن يساعدك أحد، ولن تستطع الانتفاع بمساعدة الآخرين على نحو جيد.
د.عبد الكريم بكار
خلق الله تعالى الدنيا دارا للابتلاء فوفر فيها كل شروط الابتلاء، فالإنسان يولد مكتمل الجسم لكن إنسانيته أوذاته المعنوية تحتاج إلى تكميل حيث إنه لايملك اللغة ولا المشاعر ولا معايير الصواب والخطأ ،كما أنه لا يميز بين الآمن والخطروما يستحق كل الاهتمام وما هوثانوي ...ومن خلا ل العيش في مجتمع يكتسب كل ذلك على النحو الذي تكون عليه أسرته ويكون عليه مجتمعه الكبير،وبما أن المجتمعات تختلف اختلافا واسعا حيال الكثير من القضايا فإننا نلاحظ أن بني آدم متشابهون عند الولادة ،وذلك التشابه يعكس وحدة الطبيعة الإنسانية أو وحدة الفطرة التي فطر الله الناس عليها،لكنهم في الكهولة يختلفون اختلافا واسعا بسبب اختلاف ما تلقوه عن مجتمعاتهم على صعيد الروح والفكروالخبرة والسلوك...والحقيقة أن حياتنا عبارة عن معركة صامتة بين الطبيعة والثقافة أو بين الفطري والمكتسب ،ونحن مطالبون أن نكون على وعي جيد حتى نرّشد تلك العلاقة المتوترة بما يعود علينا بالنفع في أمور ديننا ودنيانا،و لكن المشكل في هذا هو غموض مانسميه (ثقافة)و مانسميه(طبيعة) وربما وجدنا أن هاتين الكلمتين من أكثر المفردات اللغوية انبهاما والتباسا، ولهذا فإن التفريق بين ما هو من قبيل الطبيعة وما هو من قبيل الثقافة قد أثار بين الفلاسفة وعلماء الإنسان وغيرهم جدلا غير قابل للحسم، لكن يمكن القول:إن مهمة الثقافة بما هي كياسة وتهذيب أو بوصفها شيئا يجعل الحياة جديرة بالعيش أن تشذب الزوائد السلبية في ذواتنا وأن تصقل ما لدينا من نوازع خيرة . إن مهمة الثقافة بعبارة أخرى هي تحقيق الذات من خلال تنمية أفضل ما فيها، وهي التغلب على الذات من خلال قمع نزواته وكبح جماحها؛ ومن هنا ورد الثناء من الله ـ تعالى ـ على أولئك الذين يزكون أنفسهم ويجاهدون أهواءها كما في قوله ـ سبحانه ـ ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها) وقوله(والذين جاههدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
حاولت (اليونسكو)بعد الحرب العالمية الثانية الترويج لما رآه الأنثروبولوجيون المتأخرون من أنه لا فضل لثقافة على ثقافة، وأن كل ثقافة هي قيمة في حد ذاتها لكن لم يتلق الوعي البشري ذلك بالقبول إلا على صعيد ذلك الجزء المتعلق ب(الفلوكور).أما على صعيد القيم و السلوكات فإن هناك اعتقادات راسخة بأن من الأخلاق والعادات ما هو مطلوب لاستقامة الحياة وما هو سيئ وجالب للمشكلات..ومن هنا فإنني أعتقد أن المطلوب من مصادرالتثقيف الأساسية:الأسرة والمدرسة والإعلام العمل بجد ية ودأب على ترسيخ بعض القيم والعادات الجوهرية مثل:الصدق والنزاهة و التسامح والتضحية والتعاون والدقة والإرادة الصلبة والتعاون والتعاطف وحب الخيروالاهتمام بالشأن العام واللمسة الإنسانيةوالجمالية ، فهذه القيم وتجسيداتها هي التي تمنح التفوق لثقافة على ثقافة أخرى و هي في مجملها قيم إسلامية وإنسانية مشتركة.
لمعة:
إذا لم تساعد نفسك فلن يساعدك أحد، ولن تستطع الانتفاع بمساعدة الآخرين على نحو جيد.