يا غزةَ المجدِ إني عنكِ ممنوعُ
والحرُّ في قبضةِ السجانِ مقموعُ!
عذراً ! ولا عذرَ لي لو كنتُ مقتدرا
على الحراكِ وصوتُ الحقِ مسموعُ!
قد صرتُ دونكِ مخفورا بأقضيةٍ
تترى فما يُدرى ما زورٌ وموضوعُ؟
ولفقوا تهماً كي يرضى قيصرُهم
والسامريُّ بعجلِ القومِ متبوعُ!
وأصبح العربُ الأعرابِ واآسفا
صرعى الفجورِ فمغرورٌ ومخدوعُ
وألفا مليارَ في الإسلامِ عاجزةٌ
عن النفيرِ وطبلُ الحربِ مقروعُ!
تبكي الضحايا وكم يدمى الفؤادُ لها
طفلٌ قتيلٌ وكهلٌ عنه مصروعُ
قد انبرى فتيةٌ للهِ درّهمُ
من أهل غزة كم راعوا وما رُوعوا
طغى العدوُ فهبوا دون أرضهمُ
لم يثنهم عنها قصفُ الحربِ والجوعُ
قد حاصرتهم جيوشُ الرومِ فاصطدموا
والمجدُ محتفلٌ والقتلُ مشروعُ
من كل حر ٍأتى للحرب محترفا
والمدفعُ الخارق الرشاش مرفوعُ
يمشون للموت مشي الأُسد ضاريةً
إلى العدوِ فمقتولٌ ومقطوعُ
واستصرخوا أهل مصر أين نجدتكم!
ألا صلاحٌ لنصر القدس مدفوعُ؟
يا ويح مصر! وكم في مصر من بطلٍ
يرنو لغزة تبكي وهو مفجوعُ!
هبوا لغزة إن العز في رفحٍ
وأدركوا الثأر فالميدانُ مجموعُ
وحطموا السور والأغلال وادرعوا
وأضروعوا خدَّ من باعوا ومن بيعوا !