الخضر سالم بن حليس
*ما بعد الكورونا.*
*النزوح من الواقع الحقيقي الى الواقع الافتراضي.*
••••••••••••••
✍🏼/ الخضر سالم بن حليس.
مع قراءتي لعشرات التحليلات والمقالات والتوقعات حول مرحلة ما بعد (كورونا) فا الذي استطيع توقعة أن العالم سيشهد فعليا نقطة تحول وعملية نزوح من (الواقع الحقيقي) الى (الواقع الافتراضي) وقد بدأ.
وعملية النزوح هذه هي تلبية لدعوات قديمة أشار إليها عام 95 الاقتصاديان الألمانيان هانس بيتر مارتن و هارالد شومان في كتابهما الشهير (فخ العولمة) فقد اتفق أكثر من 400 شخص من أرباب الإقتصاد العالمي على نظرية 20-80 وهي تنص على تقليص سوق العمالة المكلفة بحيث يبقى 20 ٪ وظائف و80 بطالة .
وفي شروق فجر الإنترنت بات تحول كبير في تحقيق هذه القاعدة التي يتم تسجيل نتائجها اليوم بدرجة عالية جدا.
فمع وصول البنية التحتية لخدمات 5G وهي سرعة جنونية يساوى فيها الزمكان تقريبا حيث تستطيع نقل 800 جيجا بايت من البيانات في ثانية واحدة ما يسرع في عملية (نقل القدم) هذه من العالم الواقعي إلى الافتراضي.
من خلال عملية النزوح اقتصادي هذه من (الواقع الحقيقي) إلى (الواقع الافتراضي) سيصبح بإمكان المسيطر على أنظمة التشغيل، وبيئة التطبيقات، ونقاط الشبكة العالمية، أن يحاصرك بلمسة زر ووداعا للجيوش، حين تجف السيولة عن جيبك وتتحول كل عملياتك الشرائية تحويلات من حساب إلى آخر فكن مترقبا في أي لحظة أن تصبح جائعا أو مفلسا.
وسيبقى المستهلكون أسرى تلك البيئة الافتراضية فما أن تقوم الدول بنقل عتادها وكامل عمليات بيعها وشرائها ومعاملاتها الحكومية والبنكية إلى أروقة الشبكة العالمية ستبقى كل عملياتها تحت رحمة شبكات التجسس العالمي المنظم، وكاميرات المراقبة، وعندها ستصبح عرضة للإبتزاز والتهكير الرسمي الدولي مالم تكن مستعدة لأسوأ الاحتمالات، وتعكف على بناء مصادرها وصادراتها وبيئاتها المستقلة من خلال سوق عربية إسلامية مشتركة، وبيئات افتراضية وأنظمة تشغيل خاصة جاهزة لأسوأ الاحتمالات.
وفي قول نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام (المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار) أرضية صلبة لعمل إسلامي مشترك يقوم على استغلال:
▪️الموارد المائية.
▫️المقدرات الطبيعية.
▪️مصادر الطاقة.
فهل سيدرك المسلمون هذه المشتركات الثلاث ويعملون على مساعدة وتنمية وتطوير بعضهم بعضا ؟!
هل سيستفيد المسلمون جيدا من مرحلة ما بعد كورونا في إذابة الجليد بينهم الذي صنعه ووسعة الأعداء بحثا عن مصالحهم.
هل سيسد العرب والمسلمون هذه الثغرة الشبكية العملاقة التي ستجعلهم أسرى التكهير والابتزاز الرسمي الدولي، أم لا حيلة في دفعها كما فُعل بثرواتهم من قبل؟.
*صفحة الكاتب على الفيس بوك