خليل الفلاح
ليتَ المكانَ الذي يأويكِ يأويني
وليتَها تَهتـدي نَحـوي عناويني.
قصَصتُ بعدكِ آثارَ النُّجومِ فلم
أجد سبيــلاً إلى عينَيكِ يَهـديني.
ولم أجد في سكـونِ الليـلِ أجوبةً
تكفـي لإسكاتِ بوحـي إذ يُناديني.
ضَربتُ أكبادَ حـرفي كي أجوزَ بها
مفـازَةَ البيـنِ فانهارَت مضامينـي.
كلُّ الأماكــنِ بَحــرٌ لا حُــدودَ لهُ
ولا مَـراكِــبَ تَبــدو لي فتَـأتيني.
أنَّى اتجَهـتُ أرَى الآفـاقَ وَاجِمَةً
حَيرَى كحيرةِ حَرفي في دَواويني.
قَد أخطَأت وِجهَةَ الأفراحِ بَوصَلَتي
وَوَجَّهتنــي إلـى أتـراحِ تأبينـي.
تَثاءبَت بعدَ أن سَـافرتِ خَارطَتـي
فغيَّرت كلَّ نَبـضٍ في شَـراييني.
وأُغلِقَت دونَ وَجهـي كُلُّ مُشرعَةٍ
منَ الأمَانـي التـي كانت تُواسينـي.
فالأنسُ غَـادرَ مِن أرجاءِ عاصمَتي
واحتلَّ جَيشُ الأسى كرهاً مياديني.
لا اللَّيلُ مَلَّ مقَامي فَـوقَ كَاهـلِهِ
ولا ارتِشَافُ بناتِ الكَـرمِ رَاويني.
قد أجدَبَ النُّورُ مِـن فَجرِي ودَثَّرَني
ليـلٌ وفي جَمـرِ أحزاني يُواريني.
ظَمئتُ حتَّى استحَالَ البَحـرُ أبخرَةً
وأصبـحَ الشَّـوقُ يغلـي كالبراكيـنِ.
وأصبَحَ الأمسُ في صَحراءِ ذَاكرَتي
سَرَابَ بَوحي الَّذي أشجَى تَلاحيني.
ياقِبلَـةَ الرُّوحِ يارُوحَاً تُضَاجعُنـي
إنِّي فَقَدتُ أمَـانَ الرُّوحِ فَأوِيني.
إنِّي فَقَدتُ هُنا ذَاتـي و مِحبَرَتي
وَ مَوطني فَلتُعِيـدي اليَومَ تَكوِيني.
.........
خليـل فـلاح.