د.صالح العايد
طُفتُ مزهوّاً على روضِ الـمُنى
كَـفَــراشٍ فــي حـقـولِ الـنـرجسِ
أو عَــرُوسٍ فـي لـيـالـي عُـرسِهِ
أو زمــانِ الــوصــلِ بـالأنـدلـسِ
أو نـمـيــرٍ ســالَ مــن جــدولِــهِ
صافـيـاً في روضةٍ من سُـنـدسِ
أو كـعـصـفـورٍ يــغـنّـي إذ رأى
نــورَ صُـبــحٍ طــاردٍ للـغَـلَــسِ
أو عــلـيــلٍ بـعــد بـردٍ قـارسٍ
يـتـمــشّى فــي نـهـارٍ مُشمسِ
أو كـمــوجٍ لَــثَـمَ الـشـطَّ وَنًى
تـحـتَ سـيـقانِ طيورِ النورسِ
أو قــصيدٍ فاضَ من قلبٍ شَجٍ
فجرى في الروحِ مجرى النفسِ
أو أبــي الـقـاسم يُـذكي شِعرُهُ
رغمَ داءِ القلبِ عزمَ التونسي
إنّــهــا الــدنـيـا نعـيمٌ والرضا
قـرّةُ العـيـنِ وطـيـبُ الأنـفسِ
طُــفــتُ فـيـهـا بـيـقـينٍ غامرٍ
أكتسي من خيرِها ما أكتسي
ألـبَـسُ الـتـسـلـيـــمَ لله تُــقًـى
حـلّـةً أبـهى وأزهـى ملـبـسِ
أجتلي دربي على نورِ الهدى
من هدى القرآنِ دوماً قبسي
نــاعــمَ الـبـالِ بـفـألٍ فـالمُنى
ســوف تـأتـي بـانـقـيادٍ سلسِ
وغــدي أحـلـى من اليومِ فلا
أخـشـى مـجهولاً ولـم أبتئسِ
إِنْ يَطِبْ حظي فشكري وافرٌ
أو يَخِبْ ظنِّي فصبري مؤنسي