تهت في أبجديتها
هكذا كانت حين لمحتها
حسناء تتنهد بأنفاس رطبة
تتمايل بصدر مموج منشطر نصفين
عينيها عصافير في سفر كطيور الجنة
الخد حلاوة تمطر تفاحاً
وجه قمحي يزينه ثغر خجول
أطلقت كالسهام زنابق حقولها
فحلّقت فراشات صدري
يجذبها سحر البيان
وتوثّب قلبي لهفة
كمن شاقه جفاف الظمأ
يبتغي نبع السهول
هكذا هي
غيداء أعذب من كؤوس الشهد
تروي بالغواية والدلال شاربها
ريم البساتين بأقراط من الدهشة
لأجلها تبيع الهداية بالهوى
تُقدم في وصالها ولا تهادن
يا قاتلاً يا مقتول
تطوف بحسنها ممالك الغرام
كأميرة فوق خمائل الهودج
تعبر كأنها تنصب بالرمش فخاً
يتساقط العشاق حولها صرعى
وهي في ميادين الحب
تصول بسوط الهيام وتجول
يغريني صوتها لأشتهي الثمالة
أدوّن باستفاضة يقين شوقي
فوق سجّادة الصبابة
حد التبعثر
وأترك الأنامل الضريرة تتعلم
وتشقّ دروب الوصول
نتقلّب والجهات متاهة ترتعش
تعبرني خيوط الماء كسهام إغريقية
تقول بمكر بطرف عينها
هذا لوحك معلق من عشبه
أكتب وجدك هنا يا وليفي
واقطف ثمر الحقول
تهت في أبجديتها وأغشاني الدوار
فسقط وجهي بين القباب الندية
وغرقت عيناي في هاوية
ما عاد في الجنون متسع
غاب رشدي
لا أعلم يا ويلي إن كنت فاعلا
أو كنت المفعول