هيّج شعري المقفل *** حضور يوم المحفل
وكان الشعر قد نأى *** يا ليته لم يرحل
وكان البين بيننا *** كبون أرض الموصل
لكنني لم أرتضي *** كلا، كلال المشعل
جبت إليه نفنفا *** وصفصفا إذ عنّ لي
حتى ظفرت بالمنى *** بجدّ خيل مذهل
ألقيتها تحيّة *** إليه لما أنزل
فقال: لا، لا مرحبا *** فقلت: لا تول لي
والخيل هاجت عجبا *** وأومأت بالمقل
فهمتها، فهمت لا *** آلو بأرض أليل
وجئته مستعطفا *** مقدّما للقبل
وحينها تبسما *** فبان نيل الأمل
فقال، ثمّ قال لي: *** كل ثمّ قل وقلل
نهشت من مقلاته *** وطعمه المفضّل
غرفت من دهاقه *** أشهى من القرنفل
وبعد ذا، ما بعد ذا *** أتحفني بالمندل
خرجت منه منشدا *** ميمّما للمحفل
أتيت فيه حاملا *** للشّوق والشعري العلي
حلا وحلّ في أولي *** الشّأن المبجّل
حيّوا العريس صافحوا *** وخصّصوا بالقبل
محمد شهم علا *** سما السما إن تسأل
هو الرفيق المرتضى *** خلاله كالعسل
هو الذي إذا تلا *** أي الكتاب تنجلي
كأننا مع عاصم *** أو نافع المرتّل
وفي الحديث حدّث *** فقد حوى الستّ، سل
وفي الأصول علم *** والفقه ذو الفهم الجلي
إن جئته تبسما *** وكان منه ما يلي
حسن الحديث العطر *** وعشرة كالحلل
وما أتاه سائل *** في فتية يسترسل
إلا شفى غليله *** بالدّرر فيمتلي
وإن أساء جاهل *** عفى بلا تعلّل
تلك خصال الأنبل *** وبعض فيض العسل
كتبتها على خطى *** صوت صفير البلبل
للأصمعي الأول *** من حي أرض الموصل
أقول في مطلعها *** هيّج شعري المقفل.