عبده أحمد علي
عاشت الشعوب العربية سنين تتطلع إلى الحرية والعدالة والمساواة وتحلم باجتثاث الظلم والفساد الجاثم على صدورها والمتحكم والمتصرف في ثرواتها، وكان الأغلب يرى أن هذا أمر مستحيل قياسا على الواقع المتردي داخلها والسياسة الدولية المحيطة بها الداعمة للأنظمة المستبدة .
وجاءت ثورات الربيع العربي لتحقق هذا الحلم وتغير تلك الرؤى اليائسة والواقع المحبط، لتنتفض الشعوب بدايات العام الماضي 2011، لتعود لها الروح الميتة، وتحقق أحلامها وفق قيمها وثقافتها الإسلامية التي عملت أنظمة الحكم المستبد على التخويف ونشر الذعر على المستوى المحلي والدولي من صعود التيار الإسلامي السياسي كما يسموه بهدف الحفاظ على مواقعها وكراسيها، واستمالة السياسة الغربية والدولية المتخوفة والمتوجسة بالفعل من المد الإسلامي المتزايد .
وبالفعل اعتقد الكثير من المراقبين أن هذه الأنظمة قد نجحت في مخططاتها إلى حد كبير في الحد من انتشار الإسلاميين بتشويهها الصورة المعتدلة خصوصا بعد أحادث 11 سبتمبر وظهور تيار العنف التي استفادت منه تلك الأنظمة الفاسدة في تسويق مشاريعها الاقصائية للخارج والداخل .
وأثبتت ثورات الربيع العربي عدم صحة ذلك الاعتقاد، وما صعود الإسلاميين في تونس والمغرب ومصر واليمن إلا برهان ودليل قاطع على فشل آلية الأنظمة طوال ما يقارب أكثر نصف قرن من الزمن .
وأعتقد من وجهت نظري الشخصية أن الأمر يرجع إلى عدة أسباب منها :
1- التحام أصحاب تيار العمل الإسلامي بالشعوب وجماهيرها العريضة، والعيش لقضاياهم وهمومهم ومعاناتهم مما جعلهم الأقرب والأجدر بالثقة من غيرهم .
2- اعتماد الإسلاميين خطاب إسلامي وسطي معتدل وجذاب في عرض تصوراتهم في خدمة شعوبهم .
3- الاستفادة من التجارب الإسلامية السابقة ومشاركتها في حكم وخدمة الشعوب كحزب الحرية والعدالة التركي، وحركة حماس الفلسطينية، وغيرها من التجارب التي مثلت عملية اختبار نوعي في نظر الشعوب .
4- اقتناع العالم بأسره واعترافه بالإسلاميين كقوة بديلة للأنظمة المتهالكة، ومنها حزب الإصلاح اليمني وفكره المعتدل، ومشاركته الناجحة في التجربة الرائدة المتمثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك، ومشاركته في حكومة الوفاق الوطني، وإمكانية التعايش مع شعوبهم من خلال المواطنة المتساوية.
5- افتضاح الدعايات الكاذبة والظلم الممنهج للأنظمة المستبدة السابقة في تشويه صورة الإسلاميين، ومدى نجاح فكرة التفريق بين التيار الإسلامي المعتدل وتيار العنف المرفوض من قبل الجميع .
ولذلك .. يجب على الإسلاميين المعتدلين أن يدركوا جيدا أنهم الأمل الباقي لهذه الأمة بعد الله سبحانه وتعالى، وعليهم في الفترة القادمة العيش لقضايا وهموم وتطلعات شعوبهم المظلومة، والنهوض بالأمة الإسلامية وانتشالها مما هي فيه من ضعف إلى قوة عبر المشاريع الإستراتيجية، والنهوض بالقوى الفاعلة في كافة المجلات وترجمة الأماني والأحلام على أرض الواقع الملموس .
ولا بد لنا أن ندرك جيدا أن هذه المهمة الصعبة وعمليات الإصلاح تحتاج منا إلى أخذ وقت كافي، كما حددها أحد السياسيين بالخمس السنوات القادمة، والعمل على مراحل متتابعة لتحقيق أهداف ثورات الربيع العربي، وإزالة ما خلفته الأنظمة السابقة من فساد وظلم وتردي في الخدمات الأساسية للإرتقاء بفكر الشعوب العربية إلى الوصول في العيش بحياة كريمة وآمنة .
*الإصلاح نت
عاشت الشعوب العربية سنين تتطلع إلى الحرية والعدالة والمساواة وتحلم باجتثاث الظلم والفساد الجاثم على صدورها والمتحكم والمتصرف في ثرواتها، وكان الأغلب يرى أن هذا أمر مستحيل قياسا على الواقع المتردي داخلها والسياسة الدولية المحيطة بها الداعمة للأنظمة المستبدة .
وجاءت ثورات الربيع العربي لتحقق هذا الحلم وتغير تلك الرؤى اليائسة والواقع المحبط، لتنتفض الشعوب بدايات العام الماضي 2011، لتعود لها الروح الميتة، وتحقق أحلامها وفق قيمها وثقافتها الإسلامية التي عملت أنظمة الحكم المستبد على التخويف ونشر الذعر على المستوى المحلي والدولي من صعود التيار الإسلامي السياسي كما يسموه بهدف الحفاظ على مواقعها وكراسيها، واستمالة السياسة الغربية والدولية المتخوفة والمتوجسة بالفعل من المد الإسلامي المتزايد .
وبالفعل اعتقد الكثير من المراقبين أن هذه الأنظمة قد نجحت في مخططاتها إلى حد كبير في الحد من انتشار الإسلاميين بتشويهها الصورة المعتدلة خصوصا بعد أحادث 11 سبتمبر وظهور تيار العنف التي استفادت منه تلك الأنظمة الفاسدة في تسويق مشاريعها الاقصائية للخارج والداخل .
وأثبتت ثورات الربيع العربي عدم صحة ذلك الاعتقاد، وما صعود الإسلاميين في تونس والمغرب ومصر واليمن إلا برهان ودليل قاطع على فشل آلية الأنظمة طوال ما يقارب أكثر نصف قرن من الزمن .
وأعتقد من وجهت نظري الشخصية أن الأمر يرجع إلى عدة أسباب منها :
1- التحام أصحاب تيار العمل الإسلامي بالشعوب وجماهيرها العريضة، والعيش لقضاياهم وهمومهم ومعاناتهم مما جعلهم الأقرب والأجدر بالثقة من غيرهم .
2- اعتماد الإسلاميين خطاب إسلامي وسطي معتدل وجذاب في عرض تصوراتهم في خدمة شعوبهم .
3- الاستفادة من التجارب الإسلامية السابقة ومشاركتها في حكم وخدمة الشعوب كحزب الحرية والعدالة التركي، وحركة حماس الفلسطينية، وغيرها من التجارب التي مثلت عملية اختبار نوعي في نظر الشعوب .
4- اقتناع العالم بأسره واعترافه بالإسلاميين كقوة بديلة للأنظمة المتهالكة، ومنها حزب الإصلاح اليمني وفكره المعتدل، ومشاركته الناجحة في التجربة الرائدة المتمثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك، ومشاركته في حكومة الوفاق الوطني، وإمكانية التعايش مع شعوبهم من خلال المواطنة المتساوية.
5- افتضاح الدعايات الكاذبة والظلم الممنهج للأنظمة المستبدة السابقة في تشويه صورة الإسلاميين، ومدى نجاح فكرة التفريق بين التيار الإسلامي المعتدل وتيار العنف المرفوض من قبل الجميع .
ولذلك .. يجب على الإسلاميين المعتدلين أن يدركوا جيدا أنهم الأمل الباقي لهذه الأمة بعد الله سبحانه وتعالى، وعليهم في الفترة القادمة العيش لقضايا وهموم وتطلعات شعوبهم المظلومة، والنهوض بالأمة الإسلامية وانتشالها مما هي فيه من ضعف إلى قوة عبر المشاريع الإستراتيجية، والنهوض بالقوى الفاعلة في كافة المجلات وترجمة الأماني والأحلام على أرض الواقع الملموس .
ولا بد لنا أن ندرك جيدا أن هذه المهمة الصعبة وعمليات الإصلاح تحتاج منا إلى أخذ وقت كافي، كما حددها أحد السياسيين بالخمس السنوات القادمة، والعمل على مراحل متتابعة لتحقيق أهداف ثورات الربيع العربي، وإزالة ما خلفته الأنظمة السابقة من فساد وظلم وتردي في الخدمات الأساسية للإرتقاء بفكر الشعوب العربية إلى الوصول في العيش بحياة كريمة وآمنة .
*الإصلاح نت