مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2024/09/15 16:15
وشّيتُها ذهباً و راقَ الماءُ(نص شعري)
أنس إبراهيم الدّغيم
جرجناز/معرّة النعمان/سوريا
[email protected]
وشّيتُها ذهباً و راقَ الماءُ
في كأسها فتسابقَ النّدماءُ
رقّتْ محاسنُها فلا هي أحرفٌ
تُتلى و لا هي غادةٌ صهباءُ
القاصراتُ الطّرفِ من خَفَرٍ لها
دِيَمٌ و أنت لمائهنّ إناءُ
يوشينَ بالمعنى و يمسكُ بعضها
خجلاً فلا ألفٌ يُرى أو باءُ
يا ماءَ بدرٍ لو لمستَ قصائدي
سُقيا لزهر قصائدي يا ماءُ
*********
آنستُ نارَكَ فالتمسْ لخواطري
قبساً يضيءُ القلبَ يا سيناءُ
تَرِبتْ يداي إذا حُرِمتُك شافعاً
و مُنعتُ حوضَكَ أيّها السّقّاءُ
يا أيّها المكتوبُ في أعماقنا
أنت الكتابُ و كلّنا قُرّاءُ
*********
إي يا بن عبدالله ما بلغَ الهوى
منك الذي يرجو و لا الشّعراءُ
كم غادر الشّعراءُ من نظمٍ و كم
راحوا على طُرقِ البيانِ و جاؤوا
و تظلُّ في كلّ القلوبِ محمّداً
الصّمتُ فيكم و الكلامُ سَواءُ
فانظرْ إليّ إذِ المدائحُ جمّةٌ
و تعدّدتْ في حبّكَ الأسماءُ
و إذا قريشٌ لم تسعكَ بيوتُها
فالشِّعبُ قلبي و الفدا الأحشاءُ
يا أمّ معبدَ ليت قلبي خيمةٌ
لتدوسَه بنعالها النّزلاءُ
*******
يا سيّداً و محمّداً يا فوقَ أنْ
ترقى إليك الأعينُ العمياءُ
هم حاولوكَ فلم ينالوا و انتهوا
و سموتَ حتّى لا تُرى فاستاؤوا
لم يعرفوا قدرَ النّبوّةِ فارتقوْا
عبثاً لكي يصلوا إليك فباؤوا
و تسلّقوا سورَ الجمال فأُتبِعوا
بشهابِ صدقٍ من يديك فساؤوا
لتظلّ في خَلدِ الزّمان محمّداً
مهما جنتْهُ رسومُهم و أساؤوا
هم حاربوكَ فأنت أوّلُ ضوئنا
ليموتَ في أُفقِ الشّعوبِ ضياءُ
هم حاربونا فاستفاقتْ غزَّةٌ
في كلّ قلبٍ و استجدّ لواءُ
و لكي يظلّ الدّينُ هانتْ أنفسٌ
و توسّدتْ هذا التّرابَ دماءُ
فنموتُ ألفاً كي تعيشَ عقيدةٌ
و نُهدُّ ألفاً كي يتمّ بناءُ
فلْيحبسوا صوتاً سيوقظُ ليلَهم
من صبحِ أرضِ الرّافدينِ قُباءُ
ولْيشعلوا ناراً سيطفئُ نارَها
" حم " و الأنفالُ و الإسراءُ
و ستعلنُ الدّنيا خلافتَنا فلا
نامتْ عيونٌ أهلُها جبناءُ
**********
إن شئتَ سلْ عنّا تجبْكَ الصّينُ عن
أخبارنا و تردّدُ الحمراءُ
سلْ أيُّ بحرٍ ما لهُ من رَوحنا
موجٌ و نجمٍ ما له لألاءُ ؟!
نسقي الورودَ الظّامئاتِ بطيبنا
و من العيونِ الباكياتِ الماءُ
فإذا لبسنا للحروبِ دروعَنا
فمن الدّماء المسكُ و العرفاءُ
طافتْ على وجه الثّرى حملاتُنا
فلهديها في العالمين رُخاءُ
فسيوفُنا حمراءُ من وهجِ الهدى
و قلوبُنا من وهجهِ بيضاءُ
في بيعةِ الرّضوان كانَ لقاؤنا
و على تخومِ الرّومِ كان لقاءُ
فرجالُنا عند المعارك عامرٌ
و نساؤنا عندّ اللّقا خنساءُ
و قوافلُ الخيلِ الأصائلِ حُوّمٌ
عمْروٌ على صهواتها و براءُ
فسطاطُ عمْروٍ في صحائفِ حسننا
و يمامُ مِصرٍ كلّه شهداءُ
غنّى لنا رملُ الحجازِ و أزهرتْ
جرّاءَ خيلِ محمّدٍ سيناءُ
إنْ يحمدِ القومُ السُّرى في صبحهم
فلخالدٍ عندَ الصّباحِ بلاءُ
من كان في هذا الوجودِ محمّداً
أو منه فالدّنيا له دهماءُ
*******
مولاي ذكرُ الخالدين مفازةٌ
تُرجى و وصلُكَ للقلوبِ رجاءُ
الباقياتُ الصّالحاتُ و ما حوتْ
من غير حبّكَ ما لهنّ بقاءُ
فعليك من ديم الصّلاةِ هواطلٌ
مُزنٌ و من دِيَم السّلام رواءُ
 
مقالات اخرى
أضافة تعليق