أنا هُنا ..
ويَحملني الخَيالُ إلى حُلمٍ أبعدُ مِن مَدى يَدي ..
يَحملني إلى رحيلِ مَن كانوا بلا أمسٍ ولا غَـدِ ..
مَن يَدري .. رُبما سنَسمعُ خُطى الهاربيـن ؛ وكنّا نظنُّ أنّ الوعدَ لَـن يأت !
أنَـا هُنا ..
ويَحملني الخيالُ إلى لونِ السَّـماء في غـ..ــزة، وفي الِّلد، وفي عكّـا، وفي طبريّة؛ التي تُرتّل ذاكِـرة الطريقِ إلى الأقصَـ…ــى !
أنَـا هُنا ..
وَيحملني الخَيالُ إلى الأسـ…ـــرى؛ مَكسورة أقفالهم ..
قد دنَـا غَيبُ الوُعود ..
فلا سُجان ولا شَيء هُـنا !
أنَـا هُنا ..
ويَحملني الخيالُ ؛ وقد طَوى الأقصَـ…ـــى تاريخَ ظلم { والّليلِ إذا سَجى } !
أنَـا هُنا ..
تَخفقُ الأحلامُ في قلبـي ..
ويَقيني ؛ ما ضَـلّ الوَعـد و ما مَضى !
أنَـا هُنا ..
يَخنقني انتظاري ؛ كأنّي ألمَسُ أنقاضَ مَن كـانوا لنا أسَى !
يَــــا قُـــدس ..
لا الّليلُ أرعَبكِ ؛ ولا الرِّيحُ الغَضوب !
أنَـا هُنا ..
فلتعصِفُ الأحداثُ مَـاشاءَت ؛ فالوعـدُ مِن قلبِ القَدَر آتٍ !
وأنَـا هُنا ..
أعيشُ على نَجوى أمانِيه ..
على حُلمٍ ؛ أنّ يَه ود صاروا مِن التّـاريخِ ماضِيه !
*نقلاً عن موقع منار الإسلام*