أحمد محمد أبو شاور
سَقَطَ الطُّغاةُ، وحُطِّمتْ أصـــنامُ
فــــاليومَ نصرٌ بــاهرٌ ووســــــامُ
يسمو على صدرِ العروبةِ واعداً
بِغَـدٍ بَهـــــيٍّ نَهْجهُ الإســلامُ
تأوي إليه من الجـــموع قوافــلٌ
وعلى الدُّروبِ من الزُّحوفِ زِحامُ
جاؤوا يهنئُ بعضُهم بعضاً علـى
نصرٍ، تَحـــــــارُ بِكُنْهــهِ الأفهـــــامُ
مَنْ كانَ يأمَلُ أن تُداسَ كَتائــــبٌ
في طبـــعها التنــكيل والإجـــــرامُ
رُصِدت ليــــوم وقيعةٍ بِمُـعارِض
تَمضي بِرَكْـب نُهوضِه الأقْــوامُ
مَنْ كانَ يأمل أنْ يُــزاحَ مــؤلَّـهٌ
قَسْــراً، وحَــــوْلَ حُصونِهِ الألغـامُ
ما انفكَّ يخترقُ القضاءَ يَصُـــدُّهُ
كــــيْ لا تُصانَ مَحـــارِمٌ وذِمــــامُ
ما انفكَّ يسترعي الفَســــادَ لأنَّه
للفـــاسديـــنَ مُعـــلِّــمٌ وإمــــــامُ
ما بَرَّ بالقَسَمِ المُذاعِ على الوَرى
أوْ لاحَ مِــــــنْـــهُ للنُّـهوض قِوامُ
خانَ العروبة في جميعِ أمورِها
وبِــهِ المشــانِقُ للـــــدُّعاةِ تُقــــامُ
ما في العروبة مثله متـــــسلِّطٌ
وهو المُبيرُ لـــــــــعزِّها هَــــدَّامُ
رَكَمَ الدُّيونَ على الـعباد وعندَهُ
مــــــا قد تَضيقُ لِحَضْــنِه الآجـــامُ
بَدَتِ الرَّعيَّةُ كالشِّياهِ يَسـوقُها
نــــفَرٌ قليلٌ مُــــعْرِضٌ نمَّــــــــــامُ
وَبِهِ السُّجونُ تَعاظمتْ وتـعدَّدتْ
حــتى تَشكَّتْ عـدَّهــــا الأرقـــامُ
أرخى عناناً للطغاة ليُفْســـِـــدوا
وَجْهَ الحياة ، فشَوَّهوا وأضــاموا
لم يقرأ التـــاريخَ رغمَ كهــولةٍ
سَحَقَـــتْ رُموزَ جَلالِها الآثــــــامُ
الصُّلْحُ أنساهُ العروبةَ كلَّـــها
فغدا يَصـــــــــولُ كأنَّهُ حـــــــاخامُ
لو كانَ يُبْصِرُ في العِظاتِ مآلَهُ
لارتابَ منـــــه، وابتــلاهُ ســـــقامُ
لو كان يخشى ربَّه وعــــــذابَه
وضغــــــــوطَ قَبْرٍ ما بِها إنْـــجامُ
لألان قلــــــــــباً أو تَهطََّل دمعُه
أو قالَ شيــــــــئاً ما بـــه إذمــــامُ
لكنَّ أسمـــــــــاعَ الزَّعيم تغلَّقتْ
عن كلِّ أمْـــــرٍ زانَــه الإسلامُ
فَرِحَ اليهودُ بيومِ أنْ سادَ الورى
واستبشر النخَّاس والـــحاخــــام
جنحوا لسلم خادعٍ عينَ الــورى
ليُــــزاحَ عــنــهم نـــاقدٌ لــــوَّامُ
جنحوا لسلم شق وحـــــدة أمة
دأبــــــــت تُمَجِّدُ عِزَّهــــــا الأيـامُ
فإذا الزعيمُ مـــــهرولاً للقائــهم
ما هـــــمَّه لــــوْ أنَّــه استســـلامُ
مَنَحَ اليهودَ حمايةً وعنــــــايةً
وتحــــالفاً تـــترى بــه الآثــــــامُ
بيعت حقوق الشعب في سوق الخنا
بخْساً، ليجني ريعها الأعجــامُ
لا بأس في وفد يطوِّع رافضـــاً
لبـــنود عـــقد شأنــــه الإقـــــدامُ
لا بأس في سفن تمر وفوقـــها
كتلُ الســـــــــلاحِ كأنهنَّ غمــــامُ
لا بـــــــأس في ما يقتضيه تحـالف
وبنود عقد حقها الإلـــــــــــزمُ
لكنَّ أشـــراطَ الـــعُــــبورِ تـــبدَّلت
مُذْ هبَّ شـــــــــعبٌ ثائرٌ مِقدامُ
فإذا العــبور إلى الأمـــان جريمةٌ
وإذا البــــقاء بأرضهم إرغــامُ
جرحى بغزة طِـــــيْبُهم بلغ الذرى
وتعطَّرت من نفحـــه الأجـــرامُ
هُرِعوا إلى رفحٍ تُضمِّد جرحَـهم
والموتُ فوق رؤوسهم حــوَّامُ
والـجـــــرحُ يَنشُد إخوة وعروبة
فالنزفُ يجري والضمادُ يُرامُ
لكــــن أجهزةَ الزَّعيـــم تعـــــللتْ
بصـــــدور أمــرٍ كمْ بــِهِ إيلامُ
لا شيء يعبـــرُ مِنْ هُنا حـتى نرى
أمراً جديــــداً للزعيــم يـقـــامُ
فهو المــــخوَّل بالبغـــــاض لثلَّةٍ
بدأتْ تَمــــيلُ لِحُبِّهـــا الأقوامُ
لا شـيءَ يعبُر من هنا حتى تُرى
تلكَ الشيوخ يَغُلُّها استســـلامُ
*مجلة البيان
سَقَطَ الطُّغاةُ، وحُطِّمتْ أصـــنامُ
فــــاليومَ نصرٌ بــاهرٌ ووســــــامُ
يسمو على صدرِ العروبةِ واعداً
بِغَـدٍ بَهـــــيٍّ نَهْجهُ الإســلامُ
تأوي إليه من الجـــموع قوافــلٌ
وعلى الدُّروبِ من الزُّحوفِ زِحامُ
جاؤوا يهنئُ بعضُهم بعضاً علـى
نصرٍ، تَحـــــــارُ بِكُنْهــهِ الأفهـــــامُ
مَنْ كانَ يأمَلُ أن تُداسَ كَتائــــبٌ
في طبـــعها التنــكيل والإجـــــرامُ
رُصِدت ليــــوم وقيعةٍ بِمُـعارِض
تَمضي بِرَكْـب نُهوضِه الأقْــوامُ
مَنْ كانَ يأمل أنْ يُــزاحَ مــؤلَّـهٌ
قَسْــراً، وحَــــوْلَ حُصونِهِ الألغـامُ
ما انفكَّ يخترقُ القضاءَ يَصُـــدُّهُ
كــــيْ لا تُصانَ مَحـــارِمٌ وذِمــــامُ
ما انفكَّ يسترعي الفَســــادَ لأنَّه
للفـــاسديـــنَ مُعـــلِّــمٌ وإمــــــامُ
ما بَرَّ بالقَسَمِ المُذاعِ على الوَرى
أوْ لاحَ مِــــــنْـــهُ للنُّـهوض قِوامُ
خانَ العروبة في جميعِ أمورِها
وبِــهِ المشــانِقُ للـــــدُّعاةِ تُقــــامُ
ما في العروبة مثله متـــــسلِّطٌ
وهو المُبيرُ لـــــــــعزِّها هَــــدَّامُ
رَكَمَ الدُّيونَ على الـعباد وعندَهُ
مــــــا قد تَضيقُ لِحَضْــنِه الآجـــامُ
بَدَتِ الرَّعيَّةُ كالشِّياهِ يَسـوقُها
نــــفَرٌ قليلٌ مُــــعْرِضٌ نمَّــــــــــامُ
وَبِهِ السُّجونُ تَعاظمتْ وتـعدَّدتْ
حــتى تَشكَّتْ عـدَّهــــا الأرقـــامُ
أرخى عناناً للطغاة ليُفْســـِـــدوا
وَجْهَ الحياة ، فشَوَّهوا وأضــاموا
لم يقرأ التـــاريخَ رغمَ كهــولةٍ
سَحَقَـــتْ رُموزَ جَلالِها الآثــــــامُ
الصُّلْحُ أنساهُ العروبةَ كلَّـــها
فغدا يَصـــــــــولُ كأنَّهُ حـــــــاخامُ
لو كانَ يُبْصِرُ في العِظاتِ مآلَهُ
لارتابَ منـــــه، وابتــلاهُ ســـــقامُ
لو كان يخشى ربَّه وعــــــذابَه
وضغــــــــوطَ قَبْرٍ ما بِها إنْـــجامُ
لألان قلــــــــــباً أو تَهطََّل دمعُه
أو قالَ شيــــــــئاً ما بـــه إذمــــامُ
لكنَّ أسمـــــــــاعَ الزَّعيم تغلَّقتْ
عن كلِّ أمْـــــرٍ زانَــه الإسلامُ
فَرِحَ اليهودُ بيومِ أنْ سادَ الورى
واستبشر النخَّاس والـــحاخــــام
جنحوا لسلم خادعٍ عينَ الــورى
ليُــــزاحَ عــنــهم نـــاقدٌ لــــوَّامُ
جنحوا لسلم شق وحـــــدة أمة
دأبــــــــت تُمَجِّدُ عِزَّهــــــا الأيـامُ
فإذا الزعيمُ مـــــهرولاً للقائــهم
ما هـــــمَّه لــــوْ أنَّــه استســـلامُ
مَنَحَ اليهودَ حمايةً وعنــــــايةً
وتحــــالفاً تـــترى بــه الآثــــــامُ
بيعت حقوق الشعب في سوق الخنا
بخْساً، ليجني ريعها الأعجــامُ
لا بأس في وفد يطوِّع رافضـــاً
لبـــنود عـــقد شأنــــه الإقـــــدامُ
لا بأس في سفن تمر وفوقـــها
كتلُ الســـــــــلاحِ كأنهنَّ غمــــامُ
لا بـــــــأس في ما يقتضيه تحـالف
وبنود عقد حقها الإلـــــــــــزمُ
لكنَّ أشـــراطَ الـــعُــــبورِ تـــبدَّلت
مُذْ هبَّ شـــــــــعبٌ ثائرٌ مِقدامُ
فإذا العــبور إلى الأمـــان جريمةٌ
وإذا البــــقاء بأرضهم إرغــامُ
جرحى بغزة طِـــــيْبُهم بلغ الذرى
وتعطَّرت من نفحـــه الأجـــرامُ
هُرِعوا إلى رفحٍ تُضمِّد جرحَـهم
والموتُ فوق رؤوسهم حــوَّامُ
والـجـــــرحُ يَنشُد إخوة وعروبة
فالنزفُ يجري والضمادُ يُرامُ
لكــــن أجهزةَ الزَّعيـــم تعـــــللتْ
بصـــــدور أمــرٍ كمْ بــِهِ إيلامُ
لا شيء يعبـــرُ مِنْ هُنا حـتى نرى
أمراً جديــــداً للزعيــم يـقـــامُ
فهو المــــخوَّل بالبغـــــاض لثلَّةٍ
بدأتْ تَمــــيلُ لِحُبِّهـــا الأقوامُ
لا شـيءَ يعبُر من هنا حتى تُرى
تلكَ الشيوخ يَغُلُّها استســـلامُ
*مجلة البيان