مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
وحي الكشكول (ناصر يحيى)
ناصر يحي
في موعظة أخلاقية غريبة ؛ استنكر الأستاذ/ عبدالله أحمد غانم ما يصفه بأنه ممارسات المعتصمين التي تؤذي المواطنين في الأحياء المجاورة للجامعة... ويستنكر – أيضا – ما سماها: المؤامرة الضخمة على الدولة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام والرئيس علي عبد الله صالح!

إلى حد هنا، والكلام مفهوم في حدود الهذيان الإعلامي المشهور للنظام.. ولو تجاوزنا ما قاله عن المؤامرة ضد (المؤتمر الشعبي العام) الذي صار مثل الجامعة العربية (لا هو حي فيرجى.. ولا هم ميت فينعى).. وتحول إلى مشكلة لمالكيه باعتباره شفاطة فلوس لا ترحم ولا تشبع!

الموعظة الأخلاقية المذكورة جاءت مع نهاية شعبان ونشرت أول رمضان.. وبالتأكيد تم إجراء الحوار في يوم (يا نفس ما تشتهي) ولذلك لخبطت العملية مع (غانم) وفقع كلاما لا يقول مثله إلا الصالحون الزاهدون المتعففون؛ فعلى حد زعمه فالمؤامرة الضخمة (يسندها إعلام بذئ الذي يوصل-قصده يصل - إلى حد الغرائزية في التعامل مع الناس)!

ما شاء الله.. أحد رموز النظام يعلن تذمره من البذاءة الإعلامية للمعارضة التي تدغدغ الغرائز!

سنتجاوز عن الصيغة الركيكة للموعظة لأنها التجربة الأولى للرجل في هذا المجال الذي أصيب بالرعب من (البذاءة).. ولم يضرب للقراء مثلا حتى يعطيهم تأكيدا على كلامه.. لذلك قررنا أن نقوم بذلك بدلا عنه.. ومن عدد الميثاق نفسه الذي نشرت فيه مقابلة العارف بالبذاءات عبد الله أحمد غانم.. فقط نرجو أن يقول لنا واحد من رموز النظام عن رأيهم في هذا الذي نشر في صحيفتهم؛ اقرؤوا ما نشرته الميثاق وتحسروا مثل غانم على البذاءة: (من آخر ابتكارات المشترك وربائبه من أحزاب الفيد والعنف والقتل؛ إعلانهم عن تكييف ساحة التغيير بـ(عتق) خلال شهر رمضان كما جاء في الصحوة نت.. فبعد الفتوى التي أجازت المبيت للنساء في ساحات التغيير وبأن فيه من الفضل أفضل ما في المبيت بمِنى، وافتتاح القسم العائلي للخيم؛ فأي شخص يريد قضاء شهوته ما عليه إلا أن يلتحق بالساحة لتعطى له خيمة سياحية للخلوة الثورية)!

أحاول الآن أن أتخيل: ماذا سيكون رد فعل (غانم) وهو يقرأ هذه العبارة الأخلاقية البذيئة لإعلام النظام الذي يدافع عنه من المؤامرة الضخمة التي تستهدفه!

أقل شئ سوف يبكي ويتمخط – بالفاين طبعا وليس بصحيفة الميثاق لأنها ما تنفعش حتى في هذه المهمة – ليس غيرة على الأخلاق وشفقة على الغرائزية ولكن على حظه التعيس الذي جعل موعظته الأخلاقية الأولى والأخيرة تنشر في عدد (الميثاق) الذي ورد فيها هذا الكلام الغرائزي! ثم يتصل بأهل الغرائز في الصحيفة ويؤنبهم (يعني يا فاعلين يا تاركين؛ إيش أقول لكم : أسب وأشتم .. مصرِّين تفسدوا موعظتي البكر ضد البذاءة والغرائزية؟ لا بي ولا بالخشوع الذي أظهرته أمامكم ولا الشعراوي في زمانه ونحن نتحدث معكم عن الأخلاق والحشمة وضبط اللسان.. تقوموا تفضحوني هكذا أمام المعارضة؟ إيش بيقولوا؟ أكيد بيقولوا: هذا الكلام الوسخ البذئ حقه.. من عنده هو..ما فيش غرائزي في المؤتمر يخرج منه هذا الإسفاف إلا هو.. هو الذي بعد أن انتهى الحوار.. نسي الموعظة وأوحى للميثاق أن تتحدث عن الخيم السياحية والقسم العائلي والخلوة الثورية. لا.. وكمان استخدمتم كلمة (الثورية).. علشان يقولوا: ما فيش حد غرائزي وصاحب ماضي ثوري من أجل العامل والفلاح والسواق إلا عبد الله غانم.. وبعدين كيف تعملوا دعاية مجانية لساحات الاعتصام.. مش عارفين إن عيال السوق اللي عندنا لما يقرؤوا هذا الكلام بيصدقوكم، حتى وهم عارفين إنكم كذابين ، ويروحوا للساحة، وهناك يكتشفوا كذبتكم، والجماعة يستقطبوهم ويعملوا لهم غسيل مخ، وما ندري بهم إلا وهم مصلين صائمين وصاروا عيال ناس محترمين!)

نظام خارج التغطية!

طوال الشهور الماضية ورموز النظام السياسية والإعلامية تشكو وتبكي وتندد بالتلاعب بالأسعار وبالسلع والخدمات الأساسية، وحرمان المواطن البسيط من الغذاء والوقود والكهرباء والماء!

رئيس الجمهورية من الرياض يوجه الحكومة بتوفير المشتقات النفطية واستمرار تدفق التيار الكهربائي وتوفير المياه وغيرها من الخدمات الأساسية!

الحكومة تجتمع وتعلن اتخاذ إجراءات صارمة ورادعة بحق المستغلين المجرمين الذين يضرون المواطنين ويحرمونهم من الكهرباء والماء والوقود!

عناوين الأخبار.. وافتتاحيات الصحف.. وندوات القنوات الرسمية.. والكاذب الرسمي.. كلهم يلعنون.. ويحذرون.. ويهددون بمقاضاة مرتكبي هذه الأفعال الشائنة!

كلهم بدون استثناء يستنكرون ويحذرون المعارضة ونسوا أنهم هم (الدولة) التي تملك وحدها الإمكانيات المادية في منع التلاعب بالأسعار.. وتوفر المواد الأساسية وخدمات الكهرباء والماء والوقود.. هم وحدهم من بيدهم الحل.. وهم وحدهم الذين يقطعون الكهرباء والمياه ويعدمون الوقود والغاز والديزل!

لكن لأنهم في حالة (تحشيش) سياسي.. ومساطيل سياسيين فهم لا ينتبهون إلى مسؤولياتهم في كل ذلك ويلقون بالمسؤولية على المعارضة أو الذين بجانبهم!

أو كما قيل في حكاية ظريفة أن (محشش) في سيارة كان يصيح في الذي بجواره: انتبه.. خفف السرعة.. السيارة ستصطدم بالشجرة.. انتبه: لف يمين.. لا.. لف شمال.. انتبه الشجرة.. الشجرة.. حتى وقع المقدر واصطدمت السيارة بالشجرة.. وفي وسط الحطام والدمار التفت (المحشش) إلى الذي بجواره يلومه (عجبك كذا.. ارتاحت نفسك.. صدمنا الشجرة.. وأنا طول الوقت أنبهك وأحذرك: خفف السرعة.. ابعد عن الشجرة؟)

المفاجأة أن الرجل الآخر بعد أن سمع التأنيب وتحميله مسؤولية الحادث قال للمحشش: (طيب..وأنا إيش ذنبي.. مش أنت الذي تسوق السيارة؟)

هذا هو حال اليمنيين مع النظام: هو الذي يتحكم باليمن ويخرب.. ويقتل.. ويدمر البلاد.. ويعاقب الشعب عقابا جماعيا بقطع الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية.. ثم يلقي بالمسؤولية على المعارضة!

القاعدة في .. الرئاسة!

هلل النظام بجميع مستوياته للتسجيل الصوتي الذي قيل إنه لزعيم تنظيم القاعدة (ناصر الوحيشي) والذي أعلن فيه أن القاعدة موجودة في ساحات الاعتصام بالمدن اليمنية! واعتبر هذا الكلام دليل على العلاقة التحالفية بين القاعدة واللقاء المشترك!

الفرحة كانت تمثيلية لإخفاء الحرج الشديد الذي أصاب النظام منذ أن صار شائعا أن المتهم الأول في حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة هو شخص متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة.. واختفى عشية الحادث.. ولسوء حظ النظام أن المتهم الأول هذا يعمل في قلب دار الرئاسة مؤذنا في المسجد الرئاسي، ويحمل رتبة عسكرية.. وطوال فترة الثورة وهو يصلي في السبعين ويأكل رز ودجاج، ويهتف (الشعب يريد.. ألفين ريال)! أي أنه ثقة لم يضعوه في منصبه إلا بعد أن تحروا عنه ،وتأكدوا أن قلبه مطمئن بالشرعية الدستورية وبضرورة انتقال السلطة عبر صناديق الانتخابات فقط وفي موعدها الدستوري !

الأخطر من كل ذلك هو اختفاء الرجل المتهم تماما.. وبعد مرور شهرين ونصف لا يوجد عنه ولا عن المتعاونين معه-لا يمكن أن يكون وحيدا في مثل هذه العملية الدقيقة- أي خبر أو معلومة.. ولم يظهر في تسجيل صوتي ليعلن مسؤوليته أو براءته.. الأمر الذي يرجح أن الذين تعاونوا معه وسهلوا له عملية إدخال المتفجرات إلى دار الرئاسة ووضعها في المسجد دون أن يكتشفها أحد؛ أو ربما أنهم هم الذين أحضروها إلى المسجد ووسوسوا له أخذ إجازة ؛ وأعطوه إجازة يوم الخميس متجاهلين بركة صلاة الجمعة، ولا يستبعد أنهم هم الذين اقترحوا تسميتها:جمعة الأمان بحجة: (والله اسم حالي يا فندم وفيه بركة ومعاني حالية وأن الدنيا أمان واستقرار، وإن شاء الله يتمم لنا الجمعة على اللي في نيتنا،آمين يا رب).. هؤلاء المتعاونون إما أنهم بارعون في إخفائه وطمس آثاره وخاصة أن بعضهم في الغالب عضو في لجنة التحقيق.. وإما أنهم قد تخلصوا منه ليدفن السر معه تماما وإلى الأبد!

أما عن ثبوت العلاقة بين القاعدة والمشترك عند النظام بإقرار (الوحيشي) بوجود أنصاره في ساحات الاعتصام؛ فهو أيضا مردود عليهم.. فساحات الحرية والتغيير ليست من نوعية اعتصامات النظام لا يدخلها إلا أتباع النظام بتوجيهات رسمية بالإضافة طبعا إلى المتردية والنطيحة ومن نهبوا اليمن.. ساحات الحرية والتغيير مفتوحة للجميع ويرتادها المؤتمريون من جميع المستويات التنظيمية.. وأقام فيها الخيام مندوبو الأجهزة الأمنية السرية.. وأكلوا وشربوا فيها.. واستلموا المكافآت والعلاوات وهم داخلها.. بل كانوا في مقدمة المتحمسين والمحرضين للزحف والهجوم على رجال الأمن وقصر الرئاسة!

فأين هي المشكلة في وجود أتباع (القاعدة) أيضا بجوار المؤتمريين وأتباع الأجهزة الأمنية؟ ولماذا الإساءة إليهم والجميع جيران ؟

إذا كانوا قد اخترقوا أسوار قصر الرئاسة.. واخترقوا أشاوس الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والحرس الخاص حتى تمكنوا من وضع المتفجرات داخل مسجد الرئاسة، وربما صلوا ركعتين.. وخرجوا سالمين غانمين يهتفون (يا الله يا الله.. احفظ علي عبد الله).. فكيف لا يستطيعون أن يدخلوا ساحات الاعتصام بدون أسلحة ومتفجرات؟

رغم أن شعار النظام هو (الحصان) إلا أنهم ينسون الحكمة الخالدة (لسانك حصانك.. إن صنته صانك وإن خنته خانك)!



الاختلاط.. الحلال!

هل تذكرون فتوى تحريم الاختلاط في ساحة الجامعة؟

تراجع عنها النظام وغير فقهه وصار الاختلاط حلالا بلالا في مدينة الثورة الرياضية!

الشاهد على تغير الفتوى أن صحيفة (26سبتمبر) نشرت في عددها الخميس الماضي تحقيقا صحفيا بعنوان (معتصمات.. صامدات.. دعما للشرعية الدستورية).. ومن خلال الكلام اعترفوا أن (النساء) معتصمات ليس في مخيم واحد بل في عدة مخيمات حتى أن هناك (امرأة) تتولى مسؤولية (رئيس مخيمات الاعتصامات..) و(ثانية رئيسة للجنة الإعلامية).. وعرفنا أيضا أن المعتصمات متعلمات وأميات ومثقفات وأنهن يأتين إلى مخيمات الاعتصام بتشجيع من الآباء والإخوان والأزواج والأمهات الذين دفعوهن إلى المشاركة في الاعتصام منذ أكثر من شهر ونصف وحتى يعود الرئيس!

لب فكرة الاعتصامات النسائية الحلال تجدونها في جملة عند معتصمة حلال قالت: (علي عبد الله صالح سيظل أبا ورئيسا حتى 2013وبعدها سنرشح ونختار.. ابنه أحمد)!

فهمتم الآن كيف أن الله يزع بالدجاج والرز والزلط مالا يزع بالنظام الجمهوري!

ملحوظة: رغم احتلال المدينة الرياضية إلا أن أحدا في وزارة الشباب والرياضة لم يحتج.. ولم ينظم المسيرات للرياضيين والأندية تستنكر إزعاج المعتصمين والمعتصمات ومنعهم من استخدام المنشآت الرياضية وتحويلها إلى مقلب قمامة ولا مقلب الأزرقين.. ولم يتبرع صحفي رياضي ليطالب (جوزيف بلاتر) بالتدخل لإنقاذ الرياضة اليمنية !



اللهم بارك.. وزيد!



منذ شهور وأجهزة النظام تروج لمقولة إن الشباب المعتصمين ينسحبون ويهجرون الساحات بالآلاف!

في البداية قالوا إن الشباب انسحبوا بعد أن استجابت الدولة لمطالبهم المشروعة، ووجه الرئيس باعتماد الوظائف، وتخفيض رسوم الدراسة الجامعية.. وبالمرة مكافحة الفساد!

في مرة ثانية؛ قالوا إن مجاميع أخرى من الشباب انسحبت رفضا لوصاية الأحزاب ولإقصاء الشباب وترحيبا بالحوار مع الدولة!

وفي مرة ثالثة؛ قالوا إن الشباب انسحبوا رفضا لممارسات اللجان الأمنية في الساحة واحتجاجا على الاعتقالات والتعذيب الذين تعرضوا له!

وفي مرة رابعة؛ قالوا إنهم انسحبوا بعد حادثة الاعتداء على رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة واحتجاجا على وقوع الحادثة في أول جمعة رجب!

واليوم يعلنون أن الساحات خالية مع قدوم شهر رمضان.. ولا يوجد فيها إلا شباب اللقاء المشترك!

للتذكير فقط.. فقد أصر النظام وأبواقه منذ بداية الاعتصامات على أنها لا تضم إلا المئات فقط على عكس (تعز خرجت مليون.. إب نصف مليون.. حجة ربع مليون) .. وهاهي سلسلة الانسحابات المزعومة مستمرة والساحات مليانة بالمعتصمين! ولعل هذا وحضور مئات الآلاف في صلاة الجمعة وخاصة في شارع الستين بالعاصمة هو الذي أثار جنونهم وجعلهم يطالبون بدخول وسائل إعلام محايدة مثل القنوات الرسمية لتصوير الخيام والساحات من الداخل!



أحلى كلام:

(عندما يتعب الآخرون.. سيجدوننا في قمة النشاط)

البروفسور نجم الدين أربكان – رحمه الله – رائد الحركة الإسلامية في تركيا متحديا الممارسات القمعية والاتهامات والإقصاء والمحاكمات والاعتقالات التي كان حكام تركيا السابقون يسلطونها عليه وعلى أنصاره منذ 1970.
*الصحوة نت
أضافة تعليق