مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
كتابنا .. وصايا نورانية لتحقيق الربانية ,,
يسرنا زيارتكم لنا فى جناح دار الشهد للنشر والتوزيع بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 52 الفترة من 30 يونيو الى 15 يوليو عنوان الكتاب ,,وصايا نورانية لتحقيق الرانية ,, إطلالة جديدة بطرح شيّق بسيط يساهم كثيرا بحول الله فى تأسيس علاقة ربانية جميلة مع الله والناس والنفس. المؤلف د.نبيل محمد جلهوم
الشجرة قراءة في كتاب الحياة
" إن للأشياء وجوداً في عالم الأعيان ووجوداً في الأذهان ووجوداً في اللسان .. اللفظ والعِلم والمعلوم " أبو حامد الغزالي وموعدي اليوم مع فضول مُلح حول معلوم الشجرة في القرآن الكريم في مسارها التكويني في عالم الأعيان والأذهان واللسان ، تخوم الرمزية الفاصلة واتصالها المباشر بتجليات الخالق سبحانه وتعالى في الكون ، وسدرة المنتهى حيث تنتهي عندها الأعمال والمُكرمين ، وقصة الخلق ومنتهى المقام بين طوبى والزقوم . والسؤال : هل الأسماء هي عين المُسمى أو غيره أوهي وغيره ؟ هل لي مع الشجرة أن أرتقي براق النفاذ من أقطار السموات والأرض ؟ أن أخرج من بين غصونها خارج حدود الزمان والمكان ؟ أن أتحسس المطلق معنى يُذاق حين لا تسعفنا العبارة ؟ يقول النِّفَّري : الكلمة حجاب والحرف حجاب . وأقول : للعقل شهوة ، وشهوته إدراك ما وراء الحجاب ،، وله حد ،، والاعتراف بعدم الإدراك إدراك ، ومن وهبه الله نعمة تذوق العبارة فقد التقط الإشارة . بوساطة النص القرآني الكريم يمكن أن أمتطي مصطلح الشجرة ، فالمضمر يتستر تارة ويظهر أخرى بين الأخدود التأويلي والسهل الظاهر لساحل هذا الخضم ، في تلازم بين وضع الشجرة في النص القرآني والطباع الإنسانية ولعلي أستطيع أن أدفع تخوم هذه العلاقة إلى الأبعد . ربما أستطيع .. أن أربط المصطلح ( الشجرة ) بعلاقة مع حقل المعنى في علاقة شبيهة بعلاقة العلة بالمعلول ، فبدلاً من أن يكون ظاهر النص هو المعنى المؤمنين به جميعاً فقط ، يكون هو الرمزية لطباع هذا الإنسان المكلف بعبادة ربه - سبحانه وتعالى – والمكرم بين الخلائق بعمارة الأرض . والشجرة إحدى أحياءها المكلف بالعناية بها ، الشجرة صفحة الغلاف لحالات تشخيصية لتكوين الإنسان المخلوق من تربة نمت وستنمو بين جزئياتها ، فإيجاز مصطلح الشجرة وتجريده في واقعها الملموس فقط لا يعني أن التفاصيل التي لا يمثلها المصطلح بشكل ملموس ليست من أجزاء الحقل الفعلية وغير المفترضة . إن استنطاق السياقات التي ذكرت فيها الشجرة في القران الكريم هو استنطاق للذاكرة البشرية ،تحوم فيها قصة تتعدد فصولاً كمن يتلمس منحوتة فنية في خضم ومضة ذهنية خاطفة أحياناً ومترجلة حين . لن تكون تخوم هذه العلاقة قطعاً للزمان ولا انصرافاً عن المألوف وما هي إلا انفعال بالحياة في عالم أرحب وأفسح ضمن ( البين بين ) فأحتمي بظلال "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ "﴿١٤﴾ الملك