تمهيد :
علي مدي عقود من الزمن و منذ خروج المرأة إلي سوق العمل بإسم المساواة، دار الحديث حول المنافع التي إنجرت عن خروجها و إمتهانها للعمل و التركيز علي الدور الذي إضطلعت به بإقتدار المرأة في ميادين شتي. في هذه الورقة المتواضعة التي حضرتها في إطار الدورة التعليمية لدراسات المرأة و الأسرة "شجرة الطوبي" المنعقد بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة تظاهرة مشهد عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2017 الموافق ل1438ه سنحاول تقديم مقاربة للجانب السلبي الذي ترتب عنه عمل المرأة، ما هي إنعكاساته علي المرأة ؟ نفسيا بدنيا و معنويا و هل مساهمتها المادية تغطي علي الأضرار التي لحقت بمكانتها في المجتمع و مدي تأثر محيطها المباشر بذلك و علي الخصوص الأسرة. إنني أدعو لمعاينة موضوعية لعمل المرأة و معالجة سلبياته وفق خصوصيتنا العقائدية.
في زمن التغيرات السريعة حيث تحكم مقاييس الدورة الإقتصادية المجتمعات الإنسانية و مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة و مراجعة قوامة الرجل علي المرأة، يهمنا أن ندرس إنعكاسات ذلك علي دور المرأة في الأسرة و المجتمع ككل. طبقا لنظام إقتصادي مفروض، تعدي دور المرأة طبيعتها الفطرية لتصبح جزأ لا يتجزأ من الدورة الإقتصادية و لهذه المساهمة إنعكساتها و نتائجها نلمسها عن قرب من خلال تنشأة النشأ مثلا.