مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2015/04/08 18:09
رجعة قارون
رجعة قارون  
 مها المحمدي         
    
 
3  
 فخسفنا به وبداره الأرض   
 .  لا تهتز منه الذرة ً انتفض المكان ثم سكن ، ثم عاود الانتفاض وسكن ، وبات ساكنا
 وفي مساء اليوم التالي عاود الانتفاض ومع انتفاضته تلك وعلى مسافات متقاربة تقاربت ثلاث ولا ندري أمن محاسن النهايات تكون البدايات متقاربة أم أن كراهة التشابه  ، جماعات مبهوت أفرادها تستلزم اختلاف البدايات ؟ وعلى جسر الاختلاف والتقارب تعملق كائن له من الإنسانية أنينها وحنينها  ومن الشيطنة ضجيجها وطنينها ! شديد السكون ، شديد الحركة ، قائم قاعد غير متكلم إلا بجلده  ! !  في قلوب عبيده ً إنه المال مكنوزا
وقفت الجماعات الثلاث على حافة الجزء الذي يرفض السكون ، شيء ما يتردد في حنجرته يتلجلج فيه  فلا هو قادر على ابتلاعه ولا لفظه ؟  
تنادوا فيما بينهم واختلفوا ، جماعة نادت بالتقاط العالق من جوف الأرض وإراحة حنجرتها  وإطلاق أنفاسها وإن لم تكن تهتم لأمر العالق ، أرادت أن تدفع به إلى بطن الأرض ولتهضمه وتخرجه كما   قل أضناها ولابد لها من قرار . ث ، تشاء  
اهتمت لأمر حياة العالق فما الأرض عندها بذات روح وإحساس تغص فتتألم ويكفيها نجاة  ، وثانية  ذوي الأرواح  .
  وثالثة ، ترى الأمر كما يكون هو الحقيقة بل الواجب يقتضي بقاء الحال وترفض التدخل  .
والعالق تعلقت أماله بالأولى والثانية  فأيها ربحت تهيأ له الارتياح ، وهاب انتصار الثالثة وتعلق قلبه  بالقائم القاعد وله منه شوارد الأماني وشطحات الأوهام  .                
 
4  
  ظية قارون ح
 زهرة الحياة   
 ، أصحاب الزينة وزهرة الحياة بين الفرح بالنجاة من مصير المتردد في الأرض الذي تمنوه بالأمس لقد كانت كنوزه عظيمة وزينته طاغية ولا نصيب لهم من ذلك ، وبين الرغبة في السعي لنجاته وقد ملكوا من مظاهر تلك الزينة من كل شيء وخلفهم الآلاف المتعقبون راضون أو ناقمون وهم في ذلك  فئام .
حس شعوري لإمدادات لا متناهية تفوق التجريد الذهني تتساوق فيه الأشياء ، هذا الحس ثوب زينة بهي الحضور يدور بين السماء والأرض ، مظلة تهبط بالحس الشعوري تأخذ الإنسان من القمة إلى  اتخذوه وهم ظالمون ! ، له خوار ً جسدا ً فاتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا ،  القاع خوار عجل الزينة له دوي انفجار عظيم لانتكاسة فطرة المفتونين بالزينة يقول :  إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون .   
 ، تسلقت الحدث خافية ظاهرة من هواجس الضمير المعلنة ، لعل أفضل ما نسميها خالجة الارتياب  عين الاسم وعين المسمى ! مؤسسات ومنافذ في عالم الثروات ، تتجهم للمعروف وتبش لطبائع الاستغلال تقول وهي الخافضة  الرافعة ، الجامعة المجموعة :  
 فلسفة وجود وتصور حياة ؟ ، ضيعُ فرص لا ت ! إيداع لا يعرف السحب إلا ليودع ، لا نؤمن بالنكسة بعد العلاج ، عطي ونسترجع بزيادة ُ يحتاجون ون فائق الرصيد متراكم الاستحواذ. المرابون بأرصدة البنوك وحاجات الناس من هنا وهناك ، المرابون الصغار أو الكبار من منازلهم !وهيهات هيهات للمعروف أن تكون له مساحة بين هؤلاء واحتياج العباد  ، ومتاجرهم  
 : ً  مستكبرا ً  قال أكبرهم مستكرها
 طبع في الخليقة ، لسنا بدعة ؟ أرأيتم من له حديقة ؟ يرضيه منها النماء والنبات أو أن يراها حليقة ؟!  دون منفعة ؟ ً خالصا ً أيكون لهم من مالنا ما ينعمون به نصيبا يختال حتى الضوء ،اً  آسن لا يشرب ولا هو ذا موج فيحمل مركب ، مال يرقد عند أحدهم ماء يركد يسقط عليه فلا ُ يطهره ولا ُيجريه ، احتمال الخسارة في تجارة أفضل من الركود ، أدب المال يعني أن  تقرض لمنفعة وتستعيد بمنفعة .
 خوالج الضعفاء ! ترددت تنظر للمعروف يتأرجح في إقبال وإدبار  ..
 قال أحوجهم وحزنه بين الابتلاع والغصة  :الحقائق متباينة وإن نسبت لعين واحدة فكيف بعينين ؟ !   فما تقول في قيمة أصحاب اليسر عند أهل الإعسار بالتجاوز وسماحة الاقتضاء ؟  
 
5  
أكبرهم : بيوت المال لا تنزع إلى الزهد والتنسك ، تريدون أن تروا عصا موسى وحبال السحرة فتكونون أنتم العصا المعجزة ونحن الحبال أكذوبة السحرة فتبتلعوننا ! ، ويسجد السحرة بإيمان المدرك  والمال لا يعيش في حضرة المخيلة . ،  لكذبه ؟ ذاك تخييل
تمطى جلد القاعد القائم واتسع وبلغ من نشوته أن تجوف حتى ابتلع كل مافي جوف المرابين وقال حظ  عظيم .                           
 
6  
 من القوم فبغى عليهم   
علاقة المرء بقومه علاقة الإنسان بالمرآة إن يستطع مواجهة ذاته نظر لها ، من خلالهم يرى نفسه إن  .  لهم في مواجهة كليتهم على أساس أنه جزء من هذه الكلية ً يكن مقنعا
 يقف منه في منتصف الطريق بين المكتوب والشفهي ، مع ، لغته معهم لغة شعبية تعبر عن الواقع استقلاله تتأسس له نزعة تكوينية في فلكه الثقافي فيحيط بهم في الوقت الذي ُيحيطونه  .
  در المال بين الأهل احترافي يتجاوز الواقع إلى الأجمل أو الأقبح ، بين الأنا وهم  ق  للتضامن والتوحد بين الناس ًخالقا ،  النشاط الأصيل والسعادة الإيجابية ً واقع أجمل يقبل بوجهه مانحا من خلال المساهمة والإرادة في انشغالات تؤكد لهم الحياة .  
والواقع الأقبح احتراف التهريج في السخرية والضحك من قوم المرء الذين هم ذاته والتسلية بهم لامعهم حوارات على الأشكال لا على المضامين ، من في زينته يرفل يبغي على قصار الزينة ! حاله يردد :   يكفيني من عذابكم النظر إلى ما أملك ولا تملكون !  
  من التصور الحكيم لا الفارغ يحذر من الانزلاقات ً وللزجر وحتى لا ينقادوا للتفاؤل الأعمى فإن رموزا الرجعية المشرعة لاقتسام الإرث الذي هو في الحقيقة غنم لأطراف وغرم لآخرين ! علاقة غامضة تتستر ؟ لا  ، بل تنكشف تبدي من عورتها ما تشاء باسم التقدمية والتضحية للحفاظ على غنم الطرف الرابح الذي ضحى براحته في سبيل الحفاظ على تكتل الكنز الموروث وعملقته دون  تفتيت.  
إنه الاجتهاد لحلم الجنون فلا علاقة عشق أقوى من عشق المال ، ما للدم والقربى ومال هذا العشق طلق عليه مسمى فهو مشروع البغي ، فضاء تناهب العيش يغر ُ إن أ ، المتعمق في العقل حد التوحد النفوس وهو عندهم يعادل حظوظ الأقوياء الأشداء من الضعاف . ا ليس بسواء الكفتين فقرروا أن يلقوه على قارعة الطريق في ليل ً أخوة رأوا في مال عمهم ميزان مجهول على أن يقفوا على قبره مستغفرين له ثم يرثوه ، استعجلوا الشيء قبل أوانه فعوقبوا بحرمانه  ! انتفض الميت ببعض من لحم وعظم بقرة ذبحوها وما كادوا يفعلون ، قال :  ميت الجسد الذي تهاوى عند خروج روحه التي أزهقها أبناء أخيه باتفاق ومؤامرة : هذا قاتلي !  
بقرة بني إسرائيل لونها ووصفها جمال يسر الناظرين وعلى جلدها قطوب يسير لا يدل على كدر  وضيق وإنما على تأمل الروية والمراجعة لعجب الحدث  !  
 فجاء الأمر الإلهي أن يذبحوا بقرة ،أي ، قد الإثباتُ سألوه عليه السلام  :أن اسأل ربك عن القاتل لم  ا ف بقرة لا تحديد ، شددوا في أوصافها فوجدوها عند ابن بار بأبيه فشدد عليهم في الثمن فكان المال مكافأة  ا لئن بسطت يدك إلي  لتقتلني ً بره ، وكانت البقرة تنفس الصعداء في البر والعقوق كما كان الغراب فقيه ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك !   حكم المال بين الأهل كان حكم السيف في حصة الزمن والأعمار وأي حكم أمضى منه !  
 
 
7  
 وهي ،  إن خالطته الرقة توسع الجرح وعز الشفاء ً راح يخيط جرحا َّ طب الج ُ في جلد ذاك القائم القاعد ق علامات على الطريق المسلوك هم بالنهوض فأقعدته الجراح .                                          
 
8  
 ولا ُ يلقاها إلا الصابرون  
 الذين أوتوا العلم  
 دعونا نبدأ القصة من أولها  
عندما يخرج علينا رهبان العصور يتلاعبون ببديهتنا العقلية للتخلي عن اليقين بالظن الضعيف فإن  قبل أي مانع آخر ، ولا نستطيع بذلك تقسيم ً جيز الرهبنة عقلا ُ الحقائق لابد أن تستقر في الذهن فلا ت . ً ومستقبلا ً وحاضرا ً العقل ماضيا
 توصيف القصة أنها دعوى إبطال ؟ !  
 لا تنتصر الرهبنة ولا دعاة الح  ظية إلا باستغفال بديهيات العقل ؟
 . كيف لا والضرورة الجسدية ترجح الحياة ،  أنا بشر ، يعني استعمال المنطق الاحتمالي  يعني عدم القدرة على القفز فوق الضرورات فعملية تحويل المستحيل العقلي إلى ممكن عقلي ، أنا بشر يعني أن تستغني الحياة عن رأسها وتنقلب لتمشي على يديها ! هي  ،  ون القدر بحكمة كُ تعني أني لن أفرض رؤية شخصية على الأقدار بل إن رؤية إلهية ت ، أنا بشر من تختار لي المقعد بين معطى وبدهي وافتراضي وجبر واختيار ؛ لذا فالدعوى دعوى إبطال الرهبنة  والح  ظية في جنبات العالم المسكون بقلق الفريقين  .  
في منتصف الجسر .... الذين أوتوا العلم فريق وعى القناعة حقيقة بسيطة ترى في الح  ظية مرتزقة ا ومتسولين ، وفي الرهبنة قضم رأس الحياة . ً  وأتباع
هذيان ُيسلم للخرافة ، ثواب الله يجعل القضية عندهم ،ثوب الزينة ، ثوب الرهبنة عري عقل وروح  ، يدركون أن المال ظاهرة آلية الحدوث لها فرضياتها واحتمالاتها ، الصراع فيها فلسفي كل ً أكثر عمقا حسب تصوره وفي النهاية هي أقدار أرزاق رغم أنف الجميع .
 :  حديثه لفريق زهرة الحياة وحظية قارون ً قال قائلهم موجها (ذ لَ
ِ
ا ا َ قذاهَلُ ي َ لََ ا و ًحِالَ ص َلَِعََ و َنَ أ م ْنَمِ ل ٌْ يَْ خ ِ اللَّذ ُابَوَ ث ُْكَُلْيَ و َْ َ لِْعْ وا ال ُوتُ أ َينِ الَّذ َالَقَو ونُ 08 ر ) القصص ِ الصذاب
مفارقة كبيرة ؛ الإنسان ضيف الوجود الكوني ، غاية الخلق عنده عبادة المكلف بتوجيه رباني اقتضى العمارة لا المباهاة بالممتلك مفردة من مفردات هذه العمارة ،  وإلا فالبقاء هو بصمة الخلود يطبعها المؤمنون المكلفون على صفحات الكون في التقوى ومجاهدة النفس ، فهذه الدار ما هي بدار قرار لمن  آمن فكيف بمن طغى وتجبر فاستحق الخسف بما طغى به  ؟!  
ثواب الله مفهوم متجاوز ومعنى وقيمة للأداء والعمل الثنائي لمن آمن وعمل الصالحات ؛ فالجواب سل  م بوجود خالق واع قادر حكيم ُ وعقلانية حيث القيود والمسلمات ت ً الديني أكثر منطقية وأكثر تناسقا وضع نواميس وقوانين كونية وبشرية حتمية لا مغالطة فيها لقضية المصير ، القضية الإنسانية الكبرى
 
9  
والمحرك الأول لتناغم المسافة بين دنيا الح ظيين والرهبانية للوقوف في منتصف الجسر حيث قنطرة  الاعمار والعمل الصالح والخيرية لثواب الخالق سبحانه وتعالى .  
قدر العلم الأزلي التفريغ الروحي لجمل وسطور الواقع بلغة القناعة المرضية والراضية لا القناعة  الكاذبة الماكرة  . ولأن الإنسان هو العنصر الثابت في هذا الكون ولأن الأخلاق التزام مطلق متطابق فإن الذين أوتوا  العلم هم القادرون على فك شفرة الواقع في خاصية غير قابلة للاختزال ولا للصدفة ولا للتدريج  فعلم الخضر -عليه السلام- يبدأ مع حجية المقدمة ، كيف تصبر على ما لم تحط به علما ؟   ولا أعصي ً ستجدني إن شاء الله صابرا – عليه السلام –صفرية اليد لفهم نبي من أولي العزم موسى . ً لك أمر ! يجلس بين يدي من آتاه الله -  تعالى-  الرحمة وعلمناه من لدنا علما
! لمساكين رزقهم في خرقها للنجاة من غصبها ً  فقه خرق السفينة تملصا وقتل ابن عاق خيرية صلاح والدين ! ! ً  وفرضية سقوط جدار مائل ُ يعاد بناؤه اكتناز لكنز يتيمين كان أبوهما صالحا وإنما هو علم الله الغيبي يرزقه  ، حكم منظومة أخلاقية بلا دليل علمي أو مستند حسي ُ منهجية علمية ت من يشاء من عباده وبه يجد المال مسارات الصلاح .
بين الجفاف والطراوة هبت من جلد القائم القاعد شعرات ، انتصبت رهبة وانحنت رغبة وتلفتت لفتات  .                   
 
11  
 العصبة أولو القوة  
تسوية مستحيلة للحوار من الأدنى إلى الأعلى ، قمع الأسئلة وإسكات الأماني ظاهر الوجود فيها  في رحلة الحامل والمحمول إفضاء إلى ، والكشف عن المجهول غائب ، أزمة الفصل متأرجحة الظل السكوت !  
 حيل إلى غائب مجهول وهو ُ حضرة ت ، وللتخيل هنا حضرة تجتاز المسافات بين المرئي واللامرئي الحاضر المستتر !  وأجساد وأذهان تنوء بهذا الثقل ربما كانت ، (كنوز ومفاتيح  )رموز تختزل الواقع بفحش الثراء وثقله  تحمله في رحلة مفاصلها الكم والكيف والأين والوضع ؟ ؟ ؟ ؟
  ربما كانت أمانيهم بين إمكان يجترح أو احتمال ُ يرجح ؟  
 إمكان أن يكون لهم مما يحملون نصيب الهبة من المالك يجترح الاستحالة والاستحالة تجترحه .  
احتمال ُ يرجح الفوز بشيء منه على غفلة الرقيب ؟ كيف ومجرد الاشتهاء يعني اعتباط المنشق  وترجيح العقاب ؟  
 فض المطوي من تعرجات النفوس ، فجواتها وتشققاتها يعني : وعي يقطع ويبت . يعني : الوقوف على المقطوع والمنبت فلا مسافة واقع قطع ولا ظهر خيال أراح !  أي وجود منسي كانوا يتصدرونه ؟ !  
  للوهلة الأولى ! قراءة تقتات الحقيقة الكامنة لدى العصبة أولي القوة ً تشابك يجمع ما قد بدا منفصلا تتلمس منحنيات الدواخل بتفاصيل التعبير المرسوم على الوجوه لتبحث عن الموسوم ، العصبة أولي   بالشعور ً من أعلاه إلى أسفله صعودا ، من تحته ، القوة غطاء خفي يمرر الموقف والشعور من خلفه به إلى المستحيلات المعاقة ، جمالية الوصف ، بلاغته لها قدرة التكتم ً إلى الأماني الممكنات  ونزولا المشروط بالإعلان !  
  يقابلهم الطرف الآخر أولو العلم ،   ظية قارون مفتنون بزهرة الحياة على طرف الواقفون على جسر ح وإن تضاد الطرفان ! ً إعلان مشترك للتصريح لا التلميح لا التباس فيه للمعنى أبدا
 العصبة أولي القوة -  المعترض تشابه فارغ من الكلام ! – وفي رحلة الحامل والمحمول
 هم أولو قوة ظاهرة تقدمت تعلن عن الصمت المتكلم يتقدم على الكلام ! ا للكلام وإنما هم شرط إمكان الكلام ، من أقاصي الصمت أغلقت الأفواه بمفاتيح ً  والصمت ليس انعدام الكنوز وأوصدت الأقفال إمكان الكلام ! فليس لأولي القوة مكان في الجسر بين فريق المتكلمين .  
    – عليه السلام – ثنائية القوة والأمانة في نبي من أولي العزم موسى  
  ( ُ يِمَ ْ الْ ُّيِوَقْ ال َتْ رَجْأَت ْ  اس ِنَ م َْ يَْ نذ خ
ِ
ا ۖ ُهْ رِجْأَت ْ  اس ِتَبَ أ َ ا يَ َُاهَُدْح
ِ
  62 ا  ) القصص ْتَالَق  
 
11  
 وفي نبي صديق ، يوسف - عليه السلام -  يحمل عبء السبع الشداد المهلكة ، قال :   
إنك اليوم لدينا مكين  أمين ، لا مأزق ذات ولا تعثر وجود عند من يملك من ذاته القدرة على الكلام فقبل الرجلان مسؤولية القوة والأمانة بتسوية للحوار في حين استحال على العصبة أولي القوة فحملوا  المفاتيح بعلاقة العزلة والانغلاق .  
 أرخى جلد القائم القاعد ستوره فلا كلام على صمت الكلام .                                    
 
12   
 إنما أوتيته على علم عندي  
ستولد المزاعم والأوهام ! ُ  في غمرة الجدل ت
عريه كلمة " عندي " ُ   قناعة راسخة تؤبدها الثروة والثورة في تعال هش ت
مذهب العندية ، مذهب حراسة الملكية فكرة أو ظن أو متاع ، مفهوم خارق الإقناع في ملاعب فكر  معتنقه  !
قارون مؤسس مذهب العندية إن كانت بمعنى الملكية أو بمعنى المعاندة، هنا العتامة حواجز منصوبة على ظهر الحقيقة ، كانت قناعته وقائع فكرية اشتبك فيها واقع القطبية السياسية الحاكمة متمثلة في  فرعون والثراء الاقتصادي المتضخم في شخصه وكلاهما محتكر .  
فحش الثورة والثروة نفي لصفات النقص وفسحة لاحتكار الحقيقة وممارسة الاستبداد بقانون الضدية   هو من القوم ، وبغى عليهم ! و ُ يحسن كما  ، ولا يعمل عمل المفسدين ، صح بأن لا يفرح فرح البطر ُن ،  آتاه الله تعالى من الكنوز أحسن الله إليه ، وذكر بموازنة دنياه وآخرته فجاء رده بلغة الصدمة والإحباط لمذكريه :
فخرج على قومه في زينته ؛ أراد إغناء موقفه ، تطويره وتوسيعه ، في هيئة خروجه مسوغ لمذهبه  مذهب العندية .  
  ظية  فصبا فريق زهرة الحياة نحو ح ، بين الهيمنة العقلية والبصرية وض  ع المتفرجون ، مأزق حرج كحظ  ية قارون ، وبلغة مفهومية تعامل أولوا العلم فأعادوا ترتيب مفاهيم الثروة والبطر والإحسان  ومقامات الدنيا والآخرة !  
 وبمنطق التوليد والتحويل عمل على كشف العورات ؟ !  
 فحين كان قارون – عليه السلام –  للحقيقة المحتكرة تغلب عصا موسى ً أراد لزينته أن تكون شمسا على أرض مصر غلبت سحر السحرة فقط ، وبعده فلقت البحر فسار - عليه السلام - ببني إسرائيل  خلفه مصر بقارونها المخسوف و فرعونها الغريق ، ثم فجرت اثنتا عشرة عينا ً على أرض صلبة تاركا من الحجر حين استسقاه قومه ! لم تكن زينته مجرد أوهام يتعلق بها وإنما كانت عصا موسى التي  تمناها واستحالت عليه .
 معنى المعنى عنده والذي أراد إظهاره للناس خرافة موسى وعصاه وهو المضطهد من فرعون  وحاشيته .  !نوع من الهروب إلى الأمام  ،  وشمس الحقيقة كنوزه ومفاتيحه التي يحملها معه أينما ذهب  
 عليه – وبمنطق التوليد والتحويل نفسه نافس قطب السياسة ( فرعون ) ! ثورة على نبوة قومه موسى ! لمثلث صاحب ال حظية ضلع واحد فقط هو ذاته ، وثورة على فرعونية السلطة والحكم – السلام  
 
13  
  حر زينته أقوى من أوهام وألاعيب س ، مفاتيحه ! ألغى منه القوم والوطن والحاكم ، كنزه ،  علم قارون سحرة موسى باعوها على فرعون : إن كنا نحن الغالبين ؟ ً  أئن لنا أجرا  أو وزعوها بالمجان على المتفرجين ! وأقوى من سلطة فرعون المؤبدة في قوله :  ما علمت لكم من إله غيري ، وأليس ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ؟ !  صاحب ال حظية يتبختر بكنوزه ومفاتيحه ويجري عليها وعلى أماني وقلوب المتفرجين !  
 والمشهد على الخطاب يقلب الناظرين ، خسف بقلبه أعمى بصيرته فصعد خطابه على المشهد والمستمعين بينهما لإنتاج حقيقته بشمسها التي لاتغيب بدون اختراق لحجب ثروته الكثيفة  فقال :  
 على علم عندي ، توحد مع ذاته وتغرب عن قومه ووطنه وطاغيته الذي مالأه على نبي الله موسى فعاش في عزلة الكنز وهامشية الواقع ، كان قارون عند الكنز ولم يكن الكنز عنده ! – عليه السلام –  فانقلب مذهب العندية الذي أسسه ، مجرد كانز تعرضه كنوزه على الناس !
وأعلن عضويته العالمية  ،  لك قرني الأرض بمشرق شمسها ومغربها م ، ذو القرنين ملك وعبد صالح  من مذهب العندية  قال : ًمتبرئا ،  وامتلك مفاتيح النجاة والخلاص والرحمة  (ا ً مْ دَ ر ْ مُ هَ نْ يَ بَ و ْ مُ كَ نْ يَ  بْلَ عْجَ أٍ ةَّ وُ قِ ب ِ ونُِينِ عَ أَ ف ٌ رْ يَ ي خ بَِّ رِيهِ ي ف نَِّّ كَ ا م َ م َ الَ  الكهف 59  ) ق  ، ما مكني فيه ربي خير ، " مال وسلطان وملك "  ، اعتمد على ماله وترفع عن أموال الناس  فأعينوني بقوة ، قوة السواعد والمواد ، أجعل بينكم وبينهم ردما ، لا بينكم وبيني !  فاستحق قلبه في تعاطيه الخلود فآتاه الله من كل شيء سببا !  
 ولمن شاء أن يقرأ النهاية . .
 . ً ربانيا ً  النجاة والخلاص بسبب (ذو القرنين)الممكن تمكينا عليه السلام -  لبني إسرائيل – النجاة والخلاص بالدور الرسولي لموسى  
قلب قارون خفس بعمى البصيرة وذاك انغماس لابد أن يختم بخسف وانغماس ؟ عقوبة قدرية مزلزلة ،  كنزه لايستحق البقاء ككنز اليتيمين صاحبي الجدار ، ومثلثه القاروني متهافت لامحالة  .            
 
14    
 ابن الحياة  
  دة من جلده ، ونفض عنه غبار ثم وقف على ش ، بلغة البرود والتثاؤب تمطى القائم القاعد ( المال )  النومة اليقظة وقال :  بمنطق الأشياء لمجابهة الأفكار واشتباك الوقائع ، أنا ابن الحياة الشرعي وغير الشرعي !  
 علائق البشر بلا سباق ُ يراهن عليه وإنما حاضر ُ يعاش ، وواقع لابد من التعاطي معه  .
صناعة المشهد كقراءته وتأويله بالضبط ؛لأن الطبيعة البشرية هي ذاتها ؛ لأن إعادة إنتاجه ابتداع في فلن يتغير الواقع إلا بقدر ما تتنقل الأفكار والمفاهيم بين الأفراد والدول في الهيئة ، ممارسات جديدة القارونية  !  
ولأن الإنسان هو الإنسان بآماله وأطماعه وشطحاته وشوارده فإن الحقيقة التي يريدها أو الشرعية التي ينادي بها إنما هي هويته في تعامله مع الأشياء بوصاية منها ومن ذاكرته  .  
رفع الستار .. أرخي الستار  .  
 التفتت ، ا إلى الأمام ً  لا محدود ً إلى الوراء وتتقدم بنا زمنا ً دقائق ما قبل الخسف الأخيرة تعود بنا قرونا صغي إلى الخطيب ! الذي قرر أن يلقي خطاب ُ الجماعات الثلاث الواقفة على الحافة والنفس يتواصل ت المال فابتدأ :
 تحملني الأهواء حالة قصوى من حالات الوجود البشري الشرطي في تجارب البشر ، ولكل تجربة  اكتناه في ذاتها .  آخر ، علاقة تولد عنها علاقات أخرى في ً بمنطق الأشياء هي علاقة مشادة ، طرف يشد طرفا استقصاء للمعاني لا ينفذ من التأويل والتفسير لمفاهيم مختلفة ، الجهد ، الحق ، الملكية ، التفتيت ،  التكديس ، القوة ، الضعف ، التمتع ، العندية ، التمكين .  
 مثل إكراهات في التعاطي معه يفصح ُ ففي حيز الرؤية لصاحب المال هناك هوية المال وماهيته وكلها ت .د إليه َّ شُ  عن وجودها في كل علاقة ت
 شدوا الوثاق على من تريدون فك قيوده ! هذا قارونكم شد على المال أم المال شده ؟ !  
 بجده المخسوف وقررت ً سقط بأيدي واحدة من الجماعات الثلاث الواقفة على الحافة ، التقطته شبيها بحماسة التعاطي مع التراث واعتباره إرث النزهاء أن تلقمه الأرض دونما أن تبلغ الأرض بقرارها !  والأرض مأمورة بإرادة خالقها .
 ،هوى في خسفه فالتقطه ماله ، للمال سطوة على النفوس حتى وإن هوى صاحبه وهذه ماهية المال قيد ؟ من يصنع ؟ ٌ تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار ،  من يقوم بالآخر ؟ من يحرر ؟ من ي . حل بأكثر من طريقة ُ المال أم صاحبه ؟ !معادلة ت
 
15  
فيختزل تاريخه  في لحظة  ،  فتتغير علاقته بالغير والعالم والتاريخ ً المال من لم يكن موجودا ُ ُ يوج  د وعلاقته بالغير والعالم فوقية لا تقبل النزول .  ، حصول المال عليه  
 وللمال طرائقه في البحث عمن يقتنيه ، ُ يفتن المال بمن ينظر إليه فيشتهيه ! غواية في غواية فيمتلأ كل منهما من الآخر ويفنى فيه !  ،  ُ يمل  كه   متلكه ف ُ يتبع النظرة الأخرى حتى ي لذا فشلت الجماعة في خفس قارون الحفيد لأن ماله المفتون بحضوره قلب موازين الخسف فأسدل  الستار ؟  لم يسدل بعد  .
قارون الج  د يتقلب في بطن الأرض يأمل السكون فما له فئة ينصرونه من دون الله وما كان من  المنتصرين ، والحفيد يعاني الخروج والتيه يخشى الحتف يقلقه السكون ! وله فئات مناصرين !  
ية بزهرة الحياة قالوا :َّ  والذين تمنوا مكان الجد بالأمس من أهل الح  ظ ( ِ سْمَ ْ لْ ِ  بِ ذ ُهَنَكََ ا م ْنذو َمَ ت َينِ الَّذ َحَب ْصَأَو نَ م ْنَ أ َ لَْوَ ل ُ رِدْقَيَ و ِهِادَبِ ع ْنِ م ُاءَشَ ي ْنَمِ ل َ قْزِ الر ُط ُسْبَ ي َ نذ اللَّذ ََكَْيَ و َونُولُقَي َ ونُ رِفَكَْ ال ُحِلْفُ ي َ لَ ُنذهََكَْيَو ۖ اَنِ ب َ  القصص 06 ) فَسَخَ ا ل َنْيَلَ ع ُاللَّذ  
 بنوا قرارهم على مغايرة الموقف وطرق حقيقته فآثروا النجاة .
 والذين تمنوا مكان الحفيد وناصروه لا زالوا يتمنون مكانه حتى وإن كان يخشى الحتف يقلقه السكون !
 نمط المعاملة والمعالجة مختلف ؟ منكم من خرجت من قلبه إلى يده فساقني على أنوار المحبة لا بحث ولا نظر وإنما رياضة ومجاهدة ،  واستقالة الشح مفروضة ،فالعطاء عندهم لذة يعلن عنها استمراره وترقيه في مناصب الوجود الإنساني  فلا مكان له في ُسرى أفكار الأسخياء  ،وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى .  ( ْ مِ هِورُ دُ ص ِ فِ َونُ دَِ لا يَ َ وْ مِ هْ يَ لِ إ َ رَاجَ ه ْ نَ م َونُّ بُِ يُْ مِ هِ لْ بَ ن ق ِ م َانَيمِالإَ و َ ارَّ وا الد ُ ؤَّ وَ بَ  ت َينِ ذَّ الَ و اَّي ِّ ً ًَاجََ  َ كِ ئَولُ أَ فِ هِ سْ فَ  نَّ حُ ش َوقُ ن ي َ مَ وٌ ًَاصَصَ خْ مِِ بِ َانَ ك ْ وَ لَ وْ مِ هِ سُنفَ ى أ َ لَ ع َونُ رِ ثْ ؤُ يَ وا و ُوتُ أ َ ونُحِ لْ فُ مْ الُ مُ 9  ) ه الحشر  
 كان بهم خصاصة !!   فكرة لا تترجم وإحساس لا يعبر عنه بين الواهب والموهوب  .
 ومنكم من دخلت من يده إلى قلبه فغاص في ذاتي محبة وفناء فقرأت معه ملحمة  نسيان الوجود . كانت القسمة الأزلية كلانا من الآخر صورة ،  في نفسي وتعرفت عليه بعلة التعاشق َّ تعرف علي  لما فلا كرامة ليتيم ولا حض على ً هو الحب الجم جعله يأكل التراث أكلا ، الاكتمال بين المتشابهين طعام مسكين أطاعني فأطعته !   
 
16  
مدن الذهب وشيوخ الزيت ، عالم الآلة ورجلها الأبيض أو الأصفر ، ساحات وصالات تعدو الأسهم فيها ضبحا تثير النقع صباح مساء ، عوالم الفن ونتاجاتها رجال ونساء أليست كلها استلاب قاروني  ن ف س  على إرم ذات العماد شدتها وقوتها فتولت إلى الظل وقالت:  
  !  من خير فقير َّ  إني لما أنزلت إلي
نسبة عامة ، نسبة خاصة ؟ بقوة الجذب الذي أمتلك ، وبحبي الذي يسري في كل ذرة منكم نتجاذب الح ظية القارونية ، أعطوا ظهركم قارون المخسوف ، فهزال ما تفعلون فلا تكونوا باعة أوهام ؛  فالإنسان يتأول ذاته ولن يسدل الستار . 
لتحميل الملف


اضغط على السهم المجاور


http://wefaqdev.net/st_ch557.html
شارك برأيك
1
حسن زايد
2015/04/11
رجعة قارون

يسلم الفكر والأنامل والقلم
أضافة تعليق