مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/01/25 11:16
علامات موت المجني عليه بعد ارتكاب الجريمة
علامات موت المجني عليه بعد ارتكاب الجريمة
سميرة بيطام
 
بداية هذه تعاريف  للموت بأشكاله المختلفة بصفة عامة ، بداية الموت السريري.
الموت السريري أو Clinical Death هو التوقف المفاجىء لحركة الدم في الأوعية الدموية و بالتالي غياب الوعي بسبب توقف القلب عن الخفقان بحدوث ما يسمى السكتة القلبية.
أما الموت البيولوجي و هو دخول من مات سريريا في مرحلة موت بيولوجي يعني توقف الدماغ عن آداء وظائفه بما فيها النخاع الشوكي و هذا لعدم الاستجابة للإنعاش من أجل اعادة عمل القلب الى ما كان عليه، حيث أن أي شخص يتنفس بنفسه دون وجود التنفس الاصطناعي فهذا يعني أن الدماغ لا يزال يعمل ،أما الجسم الميت فهو يبدأ تدريجيا في فقدان درجة الحرارة و يصبح باردا و يبدأ في التحلل بمرور الوقت و تنبعث منه رائحة كريهة.
و عليه فالموت هو توقف العملية الحيوية  في الجسم الذي كان حيا و يتم تشخيص ذلك من طرف الطبيب من خلال فحص عمل القلب و التنفس معا لدقائق تكون متصلة أي دونما انقطاع ،و هذا ما يعرف بالموت الاكلينيكي ، و لو أن بعض الخلايا في الجسم تستمر في الحياة حتى ينفذ الأكسجين الموجود في السائل الخلوي.
و يمكن ذكر علامات الموت الأكيدة و الغير أكيدة مثل ما ذكرها الدكتور قدوري عبد الفتاح الشهاوي بدءا بالعلامات الأكيدة :
*توقف القلب و التنفس و يمكن التأكد من ذلك بالطرق السابق ذكرها.
*ظهور التغيرات الرمية التي سيأتي ذكرها.
أما العلامات الغير أكيدة فهي :
*انخفاض درجة الحرارة
*اصفرار الجلد نتيجة هبوط الدورة الدموية
*تغبش قرنية العين و رخاوة مقلة العين و اتساع حدقتها
*انعدام مرونة الجلد و عتامته ،و يلاحظ اذا وضعت اليد أمام مصدر ضوئي فسترى المسافات بين منبت الأصابع معتمة.
*تلاشي المنعكسات العضلية و انعكاس القرنية.
*الارتخاء الكامل للعضلات حيث تفقد العضلات ما كانت تتمتع به وقت الحياة من حالة انقباض جزئي في بعض أليافها و هو ما يسمى بالارتخاء العضلي الأولي.
أما بخصوص التغيرات الرمية فهي تطرأ على وجه المتوفي بعدة تغيرات تحدث تباعا كما يلي:
التيبس الرمي : و هو حالة تصلب أو تخشب عضلات الجسم كلها سواء الارادية أو غير الارادية و تعقب حالة الارتخاء الأولى التي تعقب الوفاة و تظهر هذه الحالة على العضلات في ترتيب معين و حسب جدول زمني ثابت ، فأول ما تصيبه هذه الحالة من العضلات هي العضلات الصغيرة بالوجه و حول الفك و العنق و جفون العينين و يحدث هذا بعد حوالي ساعتين من الوفاة ثم تنتشر هذه الحالة لتعم عضلات الجسم جميعا.
و هناك مصطلح الزرقة الرمية و الذي اعتبرها الدكتور الشهاوي تسمية مضللة حيث في معناها أن معظم حالات الوفاة تصطحب بحالة أسفكسيا نسبية نتيجة ضعف الدورة الدموية التي تسبق الوفاة ،  فالتلون يبدو في معظم الحالات مزرقا، و لذلك فضل الدكتور تسميتها بالتلون الميتي لأنها أقرب للصواب.
فإذا حدثت الوفاة و الشخص نائم على ظهره يظهر التلون على السطح الحافي و ان كانت الوفاة و الشخص نائم على وجهه يظهر التلون على السطح الأمامي للجثة ، و في حالة من الشنق و الشخص مدلى من الحبل يظهر التلون الميتي بالساقين و القدمين و اليدين فقط.
و التلون يميل الى الزرقة أو الى اللون الأرجواني أو البنفسجي الداكن في معظم حالات الوفاة نظرا لقلة نسبة الأكسجين في الدم نسبيا الذي يسبق الوفاة ،إلا أن هذا التلون قد يتغير في بعض الجثث فيكون بلون أحمر وردي كما في حالات الوفاة من التسمم بغاز أول اكسيد الكربون أو التسمم بسم السيانور، أو يكون بلون بني كما في حالات التسمم بكلورات البوتاسيوم و يكون بلون أصفر كما في حالات التسمم بحمض البكريك أو اليود.
في الختام يقول توماس مولر الخبير في التحليل الجنائي  أنه  لا يوجد ما يسمى بالجريمة المتكاملة ، وستصل الشرطة عاجلا أم آجلا إلى الجاني"،. وفي حالة الطفل الرضيع الذي وُجد مقتولا فوق وسادة من الطحالب، توصلت الشرطة، وبفضل جهود الخبير توماس مولر، إلى الجاني. فقد وجد الخبير النمساوي فرقا كبيرا بين الجريمة بحد ذاتها وبين معطيات موقع الحدث ، و ما الموت إلا حالة ظاهرية لانتهاء ما نوى الجاني تحقيقه من الضحية ليبدأ العمل في الملف الجنائي بقراءة سطور الجريمة و الوصول الى الفاعل الحقيقي عاجلا أم آجلا..فبعض الجناة يظنون أن بموت الضحية  ماتت الحقيقة لكن في علامات الموت و لو كانت خفية  تظهر الحقيقة للمحققين الجنائيين .
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أضافة تعليق