مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/12/31 12:30
من للعالم في فوضته الا الله
من للعالم في فوضته الا الله
سميرة بيطام

 
 
حينما صارت الحياة عقيمة جدا في ان تلد نصرا من فوق عتبات السلام كفت ملاهي الظلم امتداد المجون لديها ، و حينما انتحرت ضمائر الغرب عبثا بالدم العربي المسلم امتزج الدم بالمداد و قيل هي فوضى الفكر و النوايا و الخزي و العار..
و حينما انتصرت القضية الضعيفة لوحدها و بوحدها تجلت في صبح عتيد قيل للفجر أذن لصلاة الكسالى أن هبوا نومكم للحيارى..طبعا لم يعد في العالم أمان و لم تعد لدويلات النصر زمان تنتفض فيه..و لكن العكس النقيض يتحدى العالم في أن له الله ان رنت موسيقى الحزن تبكي و تندب حظ الرجال من الفرح..أو هكذا تلبس طواقم الصلاة؟ أو هكذا تفرس سجادات المثول الى الله؟..ماذا بقي ان لم يحسن سجود الخشوع؟ ماذا بقي ان لم يفهم بعد معنى قوله تعالى :"ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " ..تريدون نصرا و فرجا لأوطانكم هبوا نواياكم بصدق لخالقكم و أحسنوا العشرة حتى مع نمل الرحيل من بلدانكم لأنه لم يعد فيه رزق يحمل على أعناق أصغر الحشرات ، فرت هي الأخرى تبحث لها عن السلام و قد تجده لصغر حجمها ثقبا تحت ارض الدمار ، لكنك لن تجده يا بن آدم لأنك عثت في الأرض فسادا..هي لم تفسد و لم تتكبر بل كدت و جدت و أعدت لذخر الشتاء قبل أوانه..هي حركية الوجود من تبث في جسمها الصغير معنى الحياة الصحيح..
لا تظنوا أن صوت القنبلة هو من يحكم و لا تحسبوا أن دوي الرصاص في تتابعه هو من يفصل فيما بين المعذبين و الشهداء و لا تظنوا أن مجالس الخمر هي من تسير العالم ،و لا تظنوا أن بصمتكم احتسبتم حقيقة و منهاجا و أنتم لم تغيروا بعد في رحلة فكركم و توجيه عزائمكم خشوعا طاهرا عفيفا..هو الصمت اذا من لجم العزم فيكم ، هو الخوف من صرف عنكم قوة اليقين بالله..او هكذا ينصر الاسلام و أهله؟ او هكذا يراح القلب و وريده؟ أو هكذا يترنح العقل ساكرا لا يعي ما يقول ...دعوا العقل يقول قوله و لا تخدروه بنوم مسكرا  ، هو العجز من أصبح مكبلا ..هي حب الذات من أبعدت النصر عنكم ..و هي المادة من طغت في برامجكم حتى أصبح الولد لا يثق في أبيه و الأب لا يثق في ولده...متعبات ، منهكات، مسلبات للقوة في حضارتكم..دعوها تنام قليلا لأنها تعبت من انتظاركم ..فمن الانتظار ما انكسر له العود التقي و من الانتظار من يأس له صوت الرحم في ولادة الفطرة القائلة لكم أن عودوا لفطرتكم و لقيمكم و لأخلاقكم فثمة خلاصكم ..أما العالم فله رب يحميه لأنه وضع الموازين من فوق سبع سماوات بقدر ..و القرآن يشرح و يفسر كل ما اشتبك علينا من مفاهيم ، نحن من لا يليق بنا أن ننتفض حبا لحضارتنا..لينسكب الدم طهرا من فوق القمم الناسية ان لا خلاص لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا بالعودة إلا الله...و العودة هي بالتقوى و الاخلاص و الصدق و ليس بشعارات و أقوال و أفعال لا تفي بالغرض..غرض الحب و السلام و الطهر و الأمان و الراحة و الطمأنينة و السكينة..لا تقولوا أنكم فعلتم ما ينبغي و المولود لم يتخلص من مخاض أمه بعد لأن هذا المخاض أتعب الفرج فمات الصراخ ليعلنها بداية لتغيير حقيقي لكل العالم...فلا تتعبوا في انتضار الفرج والأخذ  بالسبب لم يقدم بعد و من للعالم في فوضته و حربه و ظلمه إلا الله ؟.
 
 

أضافة تعليق