مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/08/22 21:15
تدريبات الوثبة الأخيرة
 
تدريبات الوثبة الأخيرة...
 
أراقب فيك  أيها البطل تدريبات صباحية من نافذتي و قد ابتسمت لعثراتك المتتالية ..صغير بحجمك يبغي تسلق العالي في سن كهذه ، لا شك لدي انك ستفعلها و لكن بعد أن يتدرب جسدك على وخز الحجر الذي تسقط عليه فيتحمل الألم تلو الآخر ، رطب مسقطك و لا تبك أو تثر في انزعاجا لقرارك أنك تريد تسلق الوعر ، أراقبك من بعيد و أكتفي بملاحظة أخطائك ، لا يهمني تصويبك للهدف بقدر ما يهمني عدد عثراتك ، و الحكمة  في التكرار إن ما كنت فعلا تعلمت مما سبقك من الفشل ، ليس عيبا ما كان  بداية  تمرغا على التراب فذاك دليل على ضعف منك  لكنه آني و لحظي و لن يطول معك ، لا تنشغل بمراقبتي لك فأنا لن أدلي بأي ملاحظة حتى تنتهي من تدريبك على الوثبة الأخيرة..
تريد و قد حلمت بالأمس انك تريد و صرحتها عبارات سهلة على مسامع من أحبوك و شجعوك لكنهم اخفوا عنك ضريبة هذا الفعل ، لم يريدوا إخبارك حتى لا تنكسر قبل الأوان ، و قد خافوا على مغامراتك لكنهم لم يصرحوا ، نعم هم هكذا الفضلاء يكتفون بالصمت و لا يتدخلون إلا في الوقت المناسب ليس لإنقاذك و إنما للإدلاء بتصريح قاس على أخطائك المتكررة فلا تكررها حتى لا يمل المحبون لك من مغامراتك...فهم ليسوا مثلي لما تفهمت بإيماءة مني أن الدرب فعلا 
صعب اجعلها كنوزا من أحداث مشوقة و زينها بلقطات فريدة من نهوض لم يكن متوقعا منك تدوينها ، دون و ركز فيما ستكتب  و أنت في أشد الضعف ، نعم هي قرار الوثبة الأخيرة منك  أن لا سقوط نهائي لكيانك و لطموحك ، رتبه و أطلق سرحاه و ثق انك مصيب لهدفك ، لا تخف و لا تتردد ففي التردد فساد الأمر بل هلاكه ، جرب لن تخسر شيئا و إن ما خسرت سيكون الاسم لك لامعا أن كنت الأول في إحداث تلك الفارقة و لو لم تنجح كررها مرة أخرى  ، نعم هذا ما أريد قوله لمتابعتي لك و ها انذا صرحت لك بما يجول في خاطري فقط اعتبر و تعلم أن تكون دائما السباق فيمن يحدث الجديد و لو بزلات لأن غيرك لم يفكر في إحداث هذا الغريب من الأمر...
لا تراقب سخرية الناس لك  و إلا مت غما و لا تستمع لصيحات الكسالى حتى لا تتيه في نسق الوثبة الأخيرة..أتابعك أي نعم و لكن لا تخذل في احتمالا وضعته لآخر انجازك حتى لا أتأسف للحظات تهور منك ، انه تسليم ذراعيك لهواء طلق يشعرني انك في سلام مع ذاتك ، ذاك السلام مهم جدا لتوازنك لأنه تفاعل القوي مع نفسه ..
صعبة للغاية صناعة النصر و الفوز لكنها مفرحة بدموع تجلي كل لقطات التعب و الكد و الغربة و الوحدة و الجراح...ما احلي النصر....حينما تصل للقمة و قد تجاوز دروبا صعبة للغاية ، لا تروي لي وحدتك أو غربتك لأني عشتهما فقط تابع انجاز الوثبة الأخيرة ، ساعتها سأطوي صفحة مقالي و قد  صفقت لك عن جدارة لأقول لك : تستحق اسم  البطل و قد لا أجد لك اسما يليق برفعة صبرك و تحديك لحصى العثرات المتتالية ، إنها حظوتك من الانجاز فلا تسخر من نفسك لو سقطت أرضا ، لأنه لابد لك أن تسقط لتعرف كيف تقرر قرار الوثبة الأخيرة فهي آخر بطاقة تلعبها مع أعدائك و قد وصلت للهدف ..من غير إضافة مني لأني لن أتمالك نفسي من تميزك و قد أبكي لفرحي بك ، فلا يستغرقك التأمل في فرحي لأنه سيكون هو الأخر مميز جدا ، و ما اقترن بكاء الحزن بالفرح إلا و حقق النصر طموحه من الوثبة الأخيرة ...هنيئا و كفى.
أضافة تعليق