مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
بَهجَةُ التَعَلُم .
. بقلم د. إيناس الشافعي


البهجة حالة من فيض السرور، والاستبشار والنور، والحسن والنضارة. والبهجة للنفس كالماء للأرض الهامدة التي إذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج، كذلك النفس إذا أُبهجت فاض سرورها، وانبعث نورها، واستبشر صاحبها.
والتعلم إعمال للعقل، وحبس للنفس، وحث للحواس، لبذل الجهد في البحث والدراسة، وتحصيل العلم، وتنمية المهارات، وصقل القدرات.
فما هي إذاً بهجة التعلم ؟! أو إن شئت قل: وهل تلزم البهجة للتعلم؟!! . وللإجابة عن ذلك نقول:
بهجة التعلم حالة تهيؤ عقلي، ورضا نفسي، وانطلاق روحي، تُنشئ حالة من الإقبال على التعلم، والتفاني في التعلم، والنشوة بالتعلم.
أو بمعنى آخر..
بهجة التعلم بهجة قبلية تسبق عملية التعلم، يستحضر بها المتعلم خبراته السابقة، ونجاحاته المتحققة، فيها يقبل متفائلاً، وينطلق مستبشراً؛ فهي بهجة إقبال تدفع المتعلم غير متردد ولا وجل ولا آبه بتعثر، فهي قوة ذاتية تولد لدى المتعلم الرغبة الملحة، والعزم والإصرار على التعلم.
بهجة التعلم بهجة آنية تلازم عملية التعلم، وتكون حاضرة دائماً، تخفف العناء، وتزيد النشاط؛ فهي بهجة أثناء التعلم تبعد عن المتعلم أي كلل أو ملل أو فتور أو خور فهو يبذل الجهد، ويعمل العقل، ويحث النفس على العمل راضياً مرضياً.
بهجة التعلم بهجة بعدية تالية للتعلم، وسرور بإنهائه على أكمل وجه، وليس مجرد الانتهاء منه، بهجة إنجاز وإتمام لنشاطات التعلم، وتحقيق للأهداف، ونيل للمراد.
بهجة التعلم غاية تستحق السعي إليها، والانطلاق نحوها والحرص عليها.
بهجة التعلم وسيلة تستوجب الاهتمام بها، والتفاني من أجل إشاعتها بين المتعلمين.
بهجة التعلم نتيجة لإنجاز التعلم والسرور بالتعلم والنشوة بالتعلم.
ويبقى الســـــؤال... فكيف إذاً نحقق بهجة التعلم؟!
وللإجابة عن هذا السؤال نقول..
لتحقيق بهجة التعلم وجعلها حالة متحققة يعيشها المتعلم أو يحياها لابد من:
1) أن تكون بهجة التعلم غاية وقصد عند التخطيط للموقف التعليمي وتحديد أهدافه، وذلك من خلال اتساع الأهداف لتشمل الجوانب الوجدانية.
2) أن يتم الوقوف عند الخبرات السابقة للمتعلم بحيث يتم الوصل بها، والانطلاق منها، والبناء عليها.
3) أن تكون بهجة التعلم حاضرة في اختيار نوعية الخبرات التعليمية التي يتم تضمينها في المحتوى التعليمي.
4) أن يتم توفير الوسائل التعليمية والتقنيات التي تيسر التعلم.
5) أن تتنوع الخبرات التعليمية من حيث الشكل والمضمون كي تتاح الفرص لكل متعلم لينشط ويجتهد ويتفاعل ويشارك ويكون إيجابي ومبادر للانطلاق بفكره نحو تحقيق مآربه، وإثبات ذاته.
6) أن يتم توفير مصادر متعددة للتعلم ينهل منها المتعلم حسب ذوقه ورغبته، ومتطلباته، وخصوصية اختياراته.
7) أن تكون الغاية الأساسية للتقويم هي تعديل الوجهة، وتصويب المسار والتوجيه إلى ما ينبغي القيام به.
8) أن يكون التقويم عملية مستمرة متلازمة مع كل خطوات التعلم، لتظهر للمتعلم وتضع بين يديه كل تقدم وارتقاء، وتصوب أي خلل أو اعوجاج.

د. إيناس الشافعي
أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد
كليتي الآداب والتربية للبنات – جامعة الملك خالد.
*تربيتنا
أضافة تعليق