مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
’’ الأخوات القبيسيات’’ .. قصة انبعاث أول حركة نسوية للإحياء الديني
’’ الأخوات القبيسيات’’ .. قصة انبعاث أول حركة نسوية للإحياء الديني

عبد الرحمن الحاج

كاتب سوري

’’الأخوات القبيسيات’’ حركة دينيّة إسلامية نسوية دولية تمتد من سورية إلى الأردن وفلسطين ولبنان والكويت ومصر وصولاً إلى فرنسا وانكلترا والدول الاسكندينافية وإلى ما وراء البحار حتى كندا والولايات المتحدة، أثارت بعملها في الظل قصصاً وحكايات تصل إلى حد الأسطورة، وجذبت شبكتها العنكبوتية الممتدة في طبقات الأثرياء والأمراء والمسؤولين اهتمام الأجهزة الأمنية والسياسية،وسببت أفكارها وانتماؤها الصوفي حفيظة السلفية والتوجهات الدينية الراديكالية وحركات الإسلام السياسي الجهادية.

اهتمام إعلامي وأعمال درامية

بقي تنظيم القبيسيات خارج الضوء طوال عقود، وباستثناء الهجوم الذي شنته جماعات السلفية(في الكويت والأردن) وجم
اعة الأحباش(في لبنان)؛ فإنه لم يظهر اهتمام فعلي بتنظيم الأخوات القبيسيات - الذي تأسس في سورية- إلا بعد تولي بشار الأسد منصب الرئاسة خلفاً لوالده عام 2000، وذلك مع ازدياد انتشارهن وتأثيرهن في المجتمع السوري، وظهر الاهتمام به إلى حيز الإعلام عام 2002 على شكل مسلسلات كوميدية ودرامية ناقدة على شاشات التلفزة المحلية السورية والقنوات الفضائية العربية؛عندما خصص المسلسل السوري ’’بقعة ضوء’’ (كوميدي) إحدى حلقات للأخوات القبيسيات مركزاً على اختراق القبيسيات لطبقة الأثرياء الارستقراطية واستغلال العمل الدعوي - بحسب المسلسل- لتحقيق مصالح اقتصادية شخصية.

وفي عام 2004 عرض مسلسل ’’عصي الدمع’’ نقداً لأفكار القبيسيات وتصوراتهم الدينية (التي عرضها المسلسل باعتبارها تصورات منغلقة)، ثم مؤخراً (رمضان 2006) عُرض مسلسل ’’الباقون’’ الذي أخرجه ’’نجدت أنزور’’ ثلاث حلقات بعنوان ’’البرزخ’’ سلط فيها الضوء على الأسلوب التبشيري الذي تتبعه القبيسيات لتعزيز انتشارهن، والتصورات الفكرية التي تنتشر في أوساطهن.

وإثر الاهتمام الذي أولته بعض الأجهزة الأمنية بشكل واضح لتنظيم الأخوات القبيسيات بدأت الصحافة في آذار2006 بكتابة تحقيقات صحافية تحاول التعرف على هذا التنظيم، فكتب إبراهيم حميدي في صحيفة الحياة تقريراً مطولاً بعنوان ’’يرتدين الحجاب الكحلي ويملكن شبكة تدريس ونفوذ واسعة: (الآنسات القبيسيات) يباشرن في سورية انخراط النساء في الدعوة الإسلامية بموافقة السلطات’’، وكتب ’’شعبان عبود’’ (صحيفة النهار اللبنانية) تقريراً صحافياً بعنوان ’’رجال العمائم أكثر حضوراً من المثقفين’’ ركز فيه على الاهتمام الأمني لظاهرة القبيسيات، ومنذ ذلك التاريخ صار بإمكاننا ملاحظة اهتمام الصحافة العالمية مثل نيوزويك ونيويورك تايمز وغيرها بهذه الظاهرة - على شكل تقارير مطولة أو بشكل إشارات- كلما تم الحديث عن الخطر الإسلامي والإسلام السياسي في سورية.

البدايات.. منيرة القبيسي

بدأت ’’منيرة القبيسي’’ (مواليد 1933) ’’الشيخة الكبيرة’’ بتأسيس تنظيمها في الستينيات عندما كانت الحركة الإسلامية في سورية في أوج نشاطها، وذلك خلال تدريسها مادة العلوم الطبيعية (البيولوجيا) في مدارس دمشق، ومع تعاظم نشاطها دخلت كلية الشريعة بدمشق لدراسة العلوم الدينية دراسة أكاديمية في الوقت الذي كانت فيه قريبة جداً من أفكار مفتي الجمهورية الراحل الشيخ ’’أحمد كفتارو’’، ومنحتها شخصيتها الكاريزمية القدرة على ضم نخبة من النساء الدمشقيات إلى حركتها والانخراط في العمل الدعوي الإسلامي على طريقتها.

ولا يبدو مفهوماً لماذا كانت الشخصيات التي انخرطت معها من الطبقة الغنية ومن العائلات الدمشقية والحلبية العريقة(من أمثال عائلات: جحا، وقويدر، والشيشكلي، والطباع، والغباز، والكزبري، وتسابحجي، والزايد)، غير أنه حتى يكون لأي حركة دينية تأثير قوي وفعال في المجتمع فإن عليها أن تنتشر أولاً في وسط الجسم الاجتماعي المديني، وهذا بالضبط ما قامت به الشيخة القبيسي. ومهما قيل في تفسير ذلك فإن انتشار الدعوة القبيسية في الأوساط الغنية وذات النفوذ ساعد هذا التنظيم على الانتشار في الوسط النسائي المديني من جهة، ومن جهة ثانية سمح ذلك بالاقتراب من نساء المسؤولين وذوي النفوذ القريبة من الطبقات الغنية، الأمر الذي جعل أجهزة الأمن(على حد تعبير الصحفي ’’شعبان عبود’’ نقلاً عن ضابط أمني سوري) ترى في القبيسيات ’’يمثلن عقبة أمام الأجهزة الأمنية؛ نظراً لامتدادهن وعلاقتهن العنكبوتية الواسعة... وقد حصل أكثر من مرة أن وجدت الأجهزة الأمنية صعوبة بالغة في استدعاء إحداهن إلى أحد فروع الأمن؛ نظراً لكونهن من النساء، وما يترك ذلك من آثار وسمعة سيئة ضد هذا الأجهزة وسط المجتمع والأهالي’’، فغالباً ما يتم التدخل من قبل جهات عليا استفساراً عن سبب استدعاء إحداهن على حد تعبير الضابط.

رؤية من ’’الداخل’’

بلغ اتباع القبيسيات عشرات الآلاف، وما يزال إلى اليوم وبعد أربعة عقود من انتشار الدعوة القبيسية خلاف حول: هل تمثل الأخوات القبيسيات تنظيماً أم جماعة دينية نسوية إحيائية فحسب؟ فثمة تراتبية هرمية بين الأخوات القبيسيات تتجسد بألوان الحجاب، وثمة قواعد وجداول عمل يكون على أساسها الانتقال بين المراتب، وهناك برامج تثقيفية وتعليمية محددة ومتدرجة حسب الدرجة الهرمية تشكل إطاراً فكرياً خاصاً للأخوات القبيسيات، كل ذلك يمنح الأخوات القبيسيات شكلاً تنظيمياً حقيقياً، وأياً ما يكن الأمر فإن هذا الشكل التنظيمي ساعد الأخوات كثيراً على الاستمرار والانتشار.

تحمل الأخوات القبيسيات بالأساس تصورات دينية تقليدية لكنها على درجة من المرونة منحها إياها انتشارها في الوسط الاجتماعي المديني في قلب المدن الكبرى، فالأخوات يمتلكن صالات مسرحية وفنية واستوديوهات للإخراج الفني، ولا يجدن حرجاً في الفنون الغنائية والتمثيلية التي عادة ما يستثمرنها من أجل زرع القيم الأخلاقية الإسلامية المحافظة، ومنتجاتها الفنية على ضآلتها تحقق انتشاراً واسعاً للغاية، ويقمن حفلات مدفوعة الثمن في مناسبات اجتماعية ودينية عادة ما يذهب ريعها إلى مؤسسات خيرية تنموية وخدمية يشرفن على نشاطها.

سمعتهن الطيبة وعملهن الجاد والدؤوب مكنهن من الإشراف على عدد كبير من المدارس وفي سورية بشكل خاص،(40% من مدارس دمشق الخاصة مثلاً)، وأثبتت الأخوات أنهن يستطعن استخدام الأدوات التقنية الحديثة ووسائل التربية والتعليم الجديدة في نشر دعوتهن، ويجدن الاستثمار في مجال التربية.

صحيح أن القبيسيات يستندن إلى التصورات التقليدية للدين إلا أنهن لا ينحزن إلى مجموعات دينية ضد أخرى، ولا إلى مجموعات سياسية ضد أخرى، ولهذا السبب فإنه -كما يقول بعض الباحثين- ’’كل طرف من الجماعات الدينية في البلاد يقول إنها تابعة له أو قريبة منه’’ (مثل: الدكتور البوطي، الشيخ عبدالفتاح البزم، الشيخ أحمد كفتارو، الشيخ عبدالكريم الرفاعي)، والواقع أنها قريبة من الجميع، وبعيدة من الجميع في آن واحد.

الخطاب بين الديني، السياسي والاجتماعي

في شهر آذار 2007 حاولت إحدى القبيسيات ترشيح نفسها لانتخابات مجلس الشعب نظراً لنشاطها الاجتماعي الواسع، لكن(الآنسة الكبيرة) رفضت ذلك رفضاً قاطعاً؛ فمن جهة الابتعاد عن المجال السياسي كان مبدءاً قبيسياً حمى الأخوات في أحلك الظروف التي مرت بها سورية والمنطقة، ومن جهة ثانية فإن معنى خوض انتخابات مجلس الشعب من قبل إحدى الأخوات أن التنظيم يمارس عملاً سياسياً مبطناً في وقت كانت الاتهامات من قبل الأجهزة الأمنية وبعض الأصوات العلمانية المتطرفة تخوف من القبيسيات باعتبارها تنظيما سياسيا سريا، ولو سمح لهذه القبيسية خوض الانتخابات لكان ذلك بداية لتدهور الحركة، في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية لديها حساسية غير عادية تجاه التنظيمات الدينية وحركات الإحياء الإسلامي السياسي.

مجموعة من الأفكار الإحيائية الأخلاقية العامة والبسيطة تمثل الإطار الفكري والعملي لحركة الآنسات الأخوات، وبساطتها منحتها هذا الزخم والقدرة على الانتشار، لا تملك الأخوات تصورات دينية معقدة ولا أفكارا دينية تجديدية، ما يمتلكنه هو قيم أخلاقية إسلامية تدعو إلى الالتزام، وتستند إلى النصوص الكريمة وسير الصحابة والصالحين في صدر الإسلام، لهذا السبب فإن الكتب التي يتداولنها(عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة، رجال حول الرسول، نجوم في فلك الصحابة، مختصر فقه العبادات، تفسير ابن كثير، الجامع في السيرة النبوية، المتاح من الموارد والأناشيد الملاح، مجلس النور في الصلاة على الرسول، وغيرها)، لا تتضمن تصورات ومعارف دينية معقدة كما لا تتضمن اجتهادات نسوية في فهم الإسلام على غرار ما قامت به جمعية ’’الأخوات المسلمات’’ في ماليزيا مثلاً، والمسألة برمتها هي مسألة إحياء ديني محافظ ومعتدل يفسر لنا سر الاهتمام الفائق بالداعية المعروف ’’عمرو خالد’’ الذي تصفه القبيسيات بـ’’مجدد الدين’’.

حول السمات الاجتماعية

ليس غريباً أن تتضمن بعض السلوكات وأشكال الأذكار طرقاً معهودة في الأوساط الدينية الصوفية المحافظة مثل بعض الأذكار والأدعية المأخوذة من الطريقة النقشبندية على وجه الخصوص(ربما لأن الشيخة الكبيرة ’’منيرة’’ تأثرت بالشيخ أحمد كفتارو شيخ الطريقة النقشبدنية).

وبالرغم من أن العزوف عن الزواج يمثل ظاهرة في قيادات الأخوات القبيسيات، إلا أنه قد يكون من قبيل المصادفة حصول ذلك، فالعديد من الأخوات القبيسيات يبررن ذلك بالتفرغ للعمل الدعوي شأن ما هو معروف في التاريخ الإسلامي ظاهرة العلماء العزاب التي ألف فيها ’’الشيخ عبدالفتاح أبو غدة’’ كتاباً بعنوان ’’العلماء العزاب’’، وقد تكون ظاهرة العزوبية هذه مسوغاً للبعض كي يقارب حركة الأخوات القبيسيات بالرهبنة المسيحية، لكن ذلك لا يبدو وارداً؛ فالأخوات القبيسيات يمتلكن مؤسسات للتزويج!

معظم الأخوات القبيسيات يحزن شهادات جامعية في مختلف الفروع العلمية، وتحرص الآنسات الكبيرات على توجيه ’’تلميذاتهن’’ على حيازة شهادات في فروع علمية بحيث يتكامل مجموع المعارف التي تمتلكها الأخوات لتغطي مختلف الفروع العلمية، وكثير من القبيسيات حزن شهادات عليا من مستوى درجة الدكتوراة، والملاحظ أن المستوى العلمي ودرجة الانفتاح الديني تبلغ ذروتها في دمشق ثم بيروت والكويت، وعموماً كلما ابتعدت الأخوات عن المركز دمشق(’’الكعبة المعنوية’’ للأخوات) انخفض المستوى التعليمي ودرجة الانفتاح، ومستوى النشاطات كذلك.

معظم تلميذات(الآنسة الكبيرة) في الطبقة الأولى يتمتعن بحيوية ونشاط كبيرين، وهذا يفسر انتشار الدعوة القبيسية خارج الحدود، غير أن حياة (أميرة جبريل) أقرب تلميذات الشيخة الكبيرة، وخريجة الجامعة العربية(في بيروت) والمنحدرة من أسرة سياسية فلسطينية معروفة بالتوجه اليساري تتمتع بكاريزما أكبر من زميلاتها الآنسات في الطبقة الأولى؛ فقد كان لها الفضل في نشر الدعوة القبيسية في لبنان والكويت ودول الخليج، ولديها ما يؤهلها لتكون العقل المفكر للأخوات القبيسيات، ومن الطبيعي والحال هذه أن تكون الأوفر حظاً بخلافة الشيخة الكبيرة التي قاربت الخامسة والسبعين من العمر، في وقت سيكون موضوع خلافة الآنسة الكبيرة سؤالاً يضع تنظيم الأخوات القبيسيات على مفترق الطرق.

العلاقة مع السلطة

خلال ما يزيد عن أربعة عقود عملت الأخوات القبيسيات للدعوة للإحياء الديني والأخلاقي بالسر والعلن، تبعاً للظروف الأمنية والسياسية المحيطة بالبلاد، تنقلت الأخوات بين الدروس في المنازل والبيوت والمساجد والمدارس، وخلال القرون الأربعة لم يسجّل على الأخوات القبيسيات أية مشاركة علنية في الحديث السياسي؛ سواء في تأييد النظام أو رفضه، وبذلك استطعن تجاوز محنة الثمانينيات التي شهدت صراعاً بين الإخوان المسلمين والنظام، ومع ذلك يرى بعض الكتاب أن تنظيم القبيسيات هو ’’تنظيم يهدف إلى إقامة إمارة إسلامية على غرار دولة طالبان’’! وأنهن ’’يخترقن الطبقات العليا في المجتمع لينشئن شبكة تخترق صفوف صانعي القرار’’.

إلا أن هذه المبالغات - التي تأتي غالباً من أصحاب توجهات أصولية(يسارية في الغالب) متطرفة- لا تدعمها المعطيات في الواقع؛ ولأن هذا الكلام لم يقنع الأجهزة الأمنية والمسؤولين - فهو لا يعدو أن يكون استغلال المخاوف الأمنية والسياسية من التنظيمات الإسلامية الجهادية عموماً- فقد سمح للقبيسيات رسمياً بالعمل الدعوي في المساجد وفق شروط معينة؛ ذلك أن هذا التنظيم لم يثبت أنه يشكل أي خطر سياسي، بل على العكس فقد لعبت الأخوات القبيسيات دوراً مهماً في الخدمات الاجتماعية والالتزام الأخلاقي بما يسهم في استقرار المجتمع ويقلل من حركة الاحتجاج، إلى الدرجة التي أقنعت الحكومة بمساندة بعض نشاطاتهن الاجتماعية، في وقت تدخل الحياة في سورية - والمنطقة العربية على وجه الخصوص- تغيرات عنيفة تمس بنية المجتمعات على نحو عميق.

آفاق المستقبل القريب

ستدخل القبيسيات في وقت قريب أزمة خلافة للشيخة الكبيرة، وهي الآن تجتذب الفضول الإعلامي لتوضع تحت الضوء، وبالتالي سيكون أمامها الكثير من التحديات، وحتى تبقى مستمرة في عملها فإن عليها أن تتجنب الخروج للإعلام، وأن تحمي نفسها بالبقاء دائماً تحت ظل القانون، وأن تستمر على حيادها الصارم تجاه أي عمل سياسي، وأن تحافظ بشدة على الإطار النسوي للتنظيم، وفي المقابل فإن عليها أن تتخلص من بعض الممارسات والتصرفات التي تمثل مآخذ سلبية على الأخوات وتعطي انطباعاً بالكهنوتية والمقاربة بالنظام الكنسي المسيحي، وأن يحظى التوجه الانفتاحي على العصر بدعم أكبر من الآنسات، وأن يفكرن جيداً بخلافة الشيخة الكبيرة،فهذا السؤال سيواجههن حتماً في يوم من الأيام؛ ولأن التنظيمات التي تقوم على شخصية كاريزمية واحدة غالباً ما ينهار التنظيم برحيلها.

الأخوات القبيسيات حركة إحيائية دينية نسوية ربما هي الأولى من نوعها في العالم الإسلامي، فهي لا تضم في صفوفها سوى الإناث، وذلك على خلاف معظم حركات الإسلام السياسي التي تضم كلا الجنسين، وهي ليست مجرد جمعية ولا مؤسسة نسوية تدافع عن حقوق المرأة، هي حركة إحياء ديني لم يشهد في عالمنا الإسلامي والعربي من قبل، وإذا ذهب البعض إلى أن سبب انتشارها وحركات الإحياء الديني في المنطقة يعود إلى سقوط المشروع القومي وإخفاق مشاريع التحديث في المنطقة، فإن ذلك - إذا صح- يجعل لهذه الحركة النسوية دوراً إيجابياً في تماسك المجتمع النسائي أمام عواصف التغيير وأمام الهزائم والإخفاقات تلك، خصوصاً وأن هذه الحركة لها موقف إيجابي جداً من العصر.

هل يعني صعود حركة الإحياء الديني ضعف الهوية الوطنية؟ بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط هو يعني ذلك بالضبط، وما يحصل في العراق ولبنان يجعل الانتماء الديني قبل الانتماء الوطني وهو أمر مخيف، وسيكون الأمر مخيفاً فعلاً إذا كانت حركات الإحياء الديني حركات سياسية تقتات على ضعف الهوية الوطنية، لكن حركة الأخوات القبيسيات هي حركة دينية إحيائية اجتماعية تنموية محافظة عابرة للحدود لكنها لا تستثمر الدين لعمل سياسي، وبذلك هي لا تقتات على الهوية الوطنية، وسيكتب لها أن تلعب دوراً إيجابياً في تنمية المرأة في العالم العربي إذا بقيت على الحياد السياسي، واستمرت في تطوير نفسها وعلاقتها مع معطيات العصر وتقنياته بشكل خلَّاق.
.مرصدالظاهرة
أضافة تعليق