مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2023/10/30 17:04
سلاماً أيّها العرَبُ (قصيدة)

كيف عَزمُ القلبِ ماتْ
كيف في الأصفادِ بَاتْ ؟!
أيقظِ الدنيا وعانقْ
صَحْوَها بعدَ السُّباتْ
إن قلبَ الحُرِّ حيٌّ
بالمعاني .. اليانعاتْ
موقنْ .. باللهِ .. ربًّا
أنّ نصرَ الحقِّ .. آتْ

____

سلاماً أيّها العرَبُ
سلاماً فالمدى لهَبُ

فأنتم كلّكُمْ كَذبٌ
وأصْلُ كلامِكُمْ لَعِبُ

غُصِبْنا رُغمِكُمْ كُرْهاً
وأنتمْ أنتمُ السَّببُ

بلدي العُلا ضاعَتْ
وضاعَتْ بعْدَها النّقبُ

وقدْسُ اللهِ قد سُلِبَتْ
وداسَتْ عِرضَها الجُنُبُ

فلا بغدادُنا سَلمَتْ
وﻻ سَلمَتْ لنا حَلبُ

بلدنا لم تزَلْ موْتاً
وموْتاً فيه تُنْتَكَبُ

أزيحوا عنْ وُجُوهِكُمُ
لِثاماً كلّهُ عَطبُ

أقاويلٌ مزيّفةٌ
وأصْدقُ صِدْقِكُمْ كَذِبُ

فكذّابونَ كلُّكُمُ
ومنكُمْ غادرَ الأدبُ

ذُبِحْنا في منازِلِنا
وغاصَتْ بالدّمِ الرُّكَبُ

صَخِبْنا في مَقاعدِنا
ومِنّا يَسْخَرُ الصّخّبُ

فلا استنكارَ قدْ كَتبوا
ولا زأروا ولا شَجَبوا

ولا باضوا كَمِثلِ الدّيكِ
قوْلاً عَلّ يُحْتَسبُ

وما ثارَتْ عزائِمُنا
ولا فينا انْتَخى الرّهَبُ

شعوبُ العُرْبِ قد جَبُنَتْ
مَلا أرْدانَهُم عَطَبُ

فنحنُ الأجْبَنُ الجُبنا
وفيما بيننا لهَبُ

ألا تبَّتْ يدُ الجاني
ومَنْ قد غرّهُ الذّهَبُ

جميعُهُمُ بلا جَمْعٍ
وأنتمْ جَمْعُكُمْ لُعَبُ

فمَنْ منّا يُصَدّقُكم
وكلّ مقالِكُمْ شَغَبُ

خِطابيّونَ ساستُنا
وكلُّ فِعالِهِمْ خُطَبُ

فمِنْ أقصى عُروبَتِنا
إلى الشّرْقِ الذي يَجِبُ

عُروبيّون لا عرَبٌ
ولا مِنْ خيّرٍ يَثِبُ

ففيهمْ سَلْطنوا الزّاني
معَ الجاني وما احْتَسَبوا

فما بَقيَتْ لنا قِيَمٌ
وﻻ حَسِبٌ وﻻ نسَبُ

فكلُّكُمُ بلا استثناءَ
كلُّكُمْ بكمْ جرَبُ

تتار الكُفرِ قدْ عَاثوا
وَعَاثوا كَيْفما رَغِبوا

فيَا أنتمْ سِيَاسيونَ
حُكّامٌ بنا انتصَبوا

بلاد المجْدِ مَنهوبٌ
ومَغْصُوبٌ ومُسْتلبُ

فمَنْ فَوْضى إلى فوْضى
إلى فوْضى ستُحْتَسَبُ

ومَنْ موْتٍ إلى موْتٍ
يُجَرْجِرُنا فننتَصِبُ

فنحْنُ الغصّةُ الكُبرى
بِحَلْقِ الموْتِ ننسَكِبُ

أتيْنا صرْخةَ التاريخِ
يَحْدو خطوَنا الرّهَبُ

أنا ذي قارُ والفيحا
أنا مِنْ بلاد الغَضَبُ

أنا الزيتون ، أنا التين
لمَنْ صاحَتْ أنا أثِبُ

أنا النّخلُ السّماويُّ
الذي للهَوْلِ أُنتَدَبُ

عربي الهوى قلبي
وللأسلام أنتسِبُ

متى تأتي جحافلُكم
متى يا أيُّها العرَبُ

متى يا أيّها الكَذِبُ
سيَغْضَبُ فيكُمُ الغَضَبُ
*نقلاً عن موقع منار الإسلام للأبحاث والدراسات*

مقالات اخرى
أضافة تعليق