مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2023/09/22 18:28
المجددون فى الإسلام

نشأ مصطلح التجديد فى الإسلام من حديث النبى: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا.»، ويقصد بتجديد الدين إعادته إلى ما كان عليه فى أول عهده، ويعنى هذا أن الدين قد كان تامًا ومكتملًا، ثم أخذ يعتريه النقص، فأعاده هؤلاء المجددون إلى قريب من حالته فى عهد السلف الأول. وقد جاءت بعض روايات أحمد بن حنبل لحديث التجديد بلفظ تعليم الدين.


 

ومن شروط المجدد نبوغه وتفوقه العلمى، وأن يكون ذا قدم راسخه فى العلوم، وليس كثرة هذه العلوم فقط إنما يكون قادرًا على نقدها وتصحيحها. وأن يكون المجدد مجتهدًا، وأن يقوم بتجلية الإسلام مما به من الانحرافات والشوائب الدخيلة على مفاهيمه.

الأصيلة، وإعادته إلى الكتاب والسنة، ببث الآراء وإفشاء العلم بالتدريس وتأليف الكتب فى المجال الفكرى، وفى المجال العملى بإصلاح سلوك الناس وتقويم أخلاقهم. وأن يكون المجدد «ناصرًا للسُّنَّة قامعًا للبدعة».

وأيضًا أن يعم علمه ونفعه أهل عصره، وأن تكون مؤلفاته وآثاره مشهورة، ومن المعايير لمعرفة تأثير المجد، ما يتركه خلفه من أصحاب وتلاميذ ينشرون آراءه، ويوسعون دائرة الانتفاع بمصنفاته وأعماله الإصلاحية، وألا ينتهى أثره بنهاية حياته.

يضم هذا الكتاب سيرة بعض المجددون من مختلف الأقطار الإسلامية ومن مختلف العصور القديمة والحديثة، والذين كان لهم الفضل فى الحفاظ على الدين الحنيف وإعادته إلى ما كان عليه فى أول عهده والجهود التى قاموا بها، بالرغم من التغيرات والضغوط المؤثرة من  ثورات فكرية واقتصادية واجتماعية وحروب حدثت  فى العالم على مر العصور.
**نقلاً عن صحيفة روزاليوسف

أضافة تعليق