♥ ليلٌ وأشجان ♥
تمادى مسائي واكفهرّت كواكبُهْ
وتسطو على فجري المُرجّى مخالبُهْ
.
بنيّاتهُ شاخت وآفاقهُ انزوتْ
وأفكارهُ شوهى ،وراجيْهِ خائبُهْ
.
كأن انسدال الليل، والفكر سادرٌ
عبابٌ على الوجدان تُرخى ذوائبُهْ
.
وما انفكت الأحلام تستنفر الهوى
كأنّ المنى والروح برقٌ وطالبُهْ
.
وكم من طموحٍٍ خالفتْ حظّهُ الخُطى
وعن مرفإ العلياء صُدّتْ مراكبُهْ
. *
سهدتُ بليلٍٍ يسلبُ الصبّ ظلّه
إلى أن تشظّت في الزوايا غياهبه :
.
جمعت بقايا النبض أستقبل الربى
لعلّ صباً تُدْني عراراً أداعبُهْ
.
ألا أيُّذا الصّداحُ،، وانسبتُ لوعةً
وفاح الشذا غضّاً وماست جوانبه
.
تجلّى الضّحى فاخضر في ثغره السنا
وقرّت نُهى المحموم وافْترّ حاجبُه
.
هو الدهر ما انفكت تُمنّي فصولهُ
وما برحت تطوي الأماني نوائبُه
.
يُمنّي وفي عينيه ثُلث ابتسامةٍ
وجيشّاً من الأحزان تخفي حقائبه
.
وهل نهدةُ المشتاق إلا من اللظى
فمن ذا يلومُ الحُبّ إن ذاب صاحبُه ؟
.
خبرتُ الورى..في خسّةٍ يلهثُ الورى
عدا فيلقٍ في القوم جلّت مآربُه
.
وجاوزتُ في العقدين والنصف رحلتي
وصرت ككهلٍ " كان " تُحكى مناقبُهْ
.
قد اسودّ شطر العُمْر والشطر عاثرٌ
وقد لجّ في وحْل المنايا مُجانبُه
.
تجهّدتُ يا عُمري ومن يجتهدْ يسُدْ
ويعلُ الورى كعباً، وتسمُ مراتبُه
.
ومن يرض وضع الدّون هانت سنينهُ
ويفنَ من الدنيا وتبقَ مثالبُه
.
وما كل ما يجري به البحر لؤلؤاً
ففي قعره درٌّ..وتطفو شوائبُه
.
وكم من أخٍ جافيتهُ نلت رُوحهُ
فداءً..وشامات السجايا مكاسبه
.
فطوبى لمن بالأفق تحليق ذاتهِ
وتعساً لمن في الطّين تلهو رغائبُه
7*4*2018
شعر :جهاد الكريمي