مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/01/27 11:50
ترامب و مستقبل أمريكا
 
ترامب و مستقبل أمريكا
سميرة بيطام
 
يبدو أن نجاح الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية و مراسيم التنصيب التي حظي بها من الحكومة الأمريكية  و التي تزامنت بمظاهرات رافضة له كرئيس في عدة مدن أمريكية و خارج أمريكا ليوحي للرأي العام للوهلة الأولى أن ثمة اضطراب ملحوظ في  الحياة السياسية الأمريكية التي تشير لها دلائل لم يشهدها الرؤساء الأمريكيون من قبل أثناء تنصيبهم بعد فوزهم في الانتخابات الرئاسية.
رئيس ملياردير و محب للمصارعة ، تصريحاته فيها الكثير من الوعيد لمستقبل المسلمين ، يعشق البذخ بشخصية متقلبة في المزاج ، قد يلاحظ من يستمع لتصريحاته أنها خالية من الديبلوماسية اللفظية التي تألق بها رؤساء أمريكا السابقون ، لديه قلم كاتب و هذا ما يعكس الجانب الآخر من شخصيته  حيث ألف ثلاث كتب مهمة ، الأول :" ترامب ،فن عقد الصفقات" ، و الثاني :" ترامب ، البقاء في القمة "، و الثالث :" ترامب ،فكر كأنك ملياردير" ،كما قام بتأسيس "جامعة ترامب" التي تقدم دورات عبر الأنترنت عن العقارات و اكتساب الثروات .
في جانب آخر من شخصيته و في  احدى تصريحاته  أعلن أنه سيعمل على اعداد فرص عمل جديدة عبر التعامل عبر ما أسماه  "تلاعب الصين بعملتها" ، حيث كان كثير التساؤلات ليظهر نواياه السياسية في برنامج عمله كقوله : متى تغلبنا على اليابان في أي شيء ؟ انهم يصدرون الينا سياراتهم بالملايين ، و ماذا سنفعل حيال ذلك ؟ ، الرد ما ستظهره الأيام في فترة عمله كرئيس لأقوى دولة في العالم ، ليبدو التساؤل أكثر عمقا و هو : هل ستحتفظ أمريكا  بالهيمنة العالمية مع رئيس منتخب بذهنية مغايرة لما ألفه الأمريكيون مع رؤسائهم المنتخبون ؟ .
كان مظهر التعبير عن الديمقراطية التي خشي عليها المتظاهرون حينما  تظاهروا بعد فوز ترامب   متبوعا باطلاق للرصاص و جرح البعض من المتظاهرين في مدينة سياتل ، و احتشاد  آخرين أمام البيت البيض رافعين شعارات كتب عليها : "لدينا صوت" ، دلالة على بداية انقسام الشعب الأمريكي بين مؤيد و بين معارض ، خاصة من يعتبرون تصريحات ترامب فيها الكثير من العنصرية للنساء و الأجانب ،و المتلونين.
و اتسعت  رقعة الاحتجاجات في أمريكا  في كل من نيويورك وشيكاغو في تظاهرتين احتجاجيتين سرعان ما ارتفع عدد المشاركين بهما ليصبح بالآلاف، حيث بدأت التظاهرة في نيويورك في ساحة يونيون سكوير في مانهاتن، قبل أن تنطلق في مسيرة باتجاه برج ترامب حيث يقيم الرئيس المنتخب لهو مؤشر لطرح تساؤلات حول مستقبل أمريكا القادم ، فكيف سيعيش الأمريكان عهدة جديدة مع رئيس جديد و بأجندة تحمل الكثير من التوعد و الوعيد للمسلمين خاصة..
الأيام ستجيب على التساؤلات ووحدهم الأمريكيون من سيجيبون على أنفسهم في السنوات المقبلة ، أما  في الوقت الحالي  يجيب دونالد ترامب على المتظاهرين من أن المظاهرات غير عادلة ، و أن المتظاهرين خرجوا للتظاهر بتحريض من وسائل الاعلام بتأكيد منه أن الانتخابات كانت ناجحة.
 و ماذا عن العالم العربي و الاسلامي ؟ أكيد لدى شعوبها رأي في القضية..و الأيام كفيلة بأن توضح السياسية الأمريكية الجديدة ، من يدري لعله فيها الخير الكثير على كفة أخرى من الاقتصاد .
 

 

أضافة تعليق