مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/08/19 18:39
"آن للغيظ أن يسكت" بمناسبة فقه الحياة

د.عقيل علي محمد
15/6/2016
إذا حق للأشــجار إسـقاط غصــنها *** وأوراقــها حين استـشاطت تبرطـــما
ولم أر ذا عــقل ســليم يلــومـها *** فــما ذنـب ذي لــب يهاجر مــبرمـــا
رأيت يــباس الغـصن ليس طبيـــعة ***  ولكـن له كيــد فـــلاقى تجهمــــا
تعلمت من عيـشي مع النــاس خبرة *** أرحــت بها نفــسي وعشت مفخمـا
لقد أحسـن العــقاد إذ عامــل الــورى *** كأحـوال إعـراب فعاش معظمــا
من النــاس صــنف يستــحق لآمـــة *** ومـنهم لصـنف يســتحق تكــرمــا
إذا شئت أن تحيا بعيدا عن الأسـى *** فكـف عن استصحاب من كان مبهمـا
ومن جاور الحـداد تحــرقه ناره *** فمن يخــش سوء الظن يهــجر مـذممـا
ورب قـــرين لايــــراك كفيئــــه *** تــروح وتغـــدو بعــد ذاك مــتيـمـــا
فطـــوبى لإنســـان درى قدر نفســـه *** فأوقـــفها عند الحــدود ليســلمــا
إذا مــا كرهــت المـرأ لا تظــهرن له *** وإلا سيــطغى ثم تبـــقى ملوّمــــا
وكم من لئـيم لا يـرى عيـب نفــسه *** يرى غـيره أخزى وأشقى وحِـصرمــا
ويلتف في ثــوب الـــدنية والــــردى *** ويفخر إذ يهـجــو كــراما وأنجـــما
أداجي عـــدوي إن أتاني بـكــيده *** كما يلـــمع الـــبتار كي يــشرب الــدما
ومن لا يصــانع سـوف يســـتل سيفـه *** ولم أر عـزا في الســيوف لمن ســـما
أرى من يـــداري يغــلبن عـــدوه *** وإن كانــت الأعــداء جيــشا عرمرمـــا
ولا تظـــهرن ســـرا لمن ليس أهـــله *** فــرب أخي ســــر يكــون محطــما
فلمــا رأيــت الســر موضــع عـزة *** تركـــت حــديثي في فــؤادي مكـتما
أرى كل من يخـشي عتابا من العــدا *** كصـعاد صرح وهــو لم يرق ســـلما
مــررت بمــن يغتابـــني ويلومـــني *** فلمــا رآني هـــابنـــي وتـــغمـــغما
فأدركت أن اللــمز يــورث عــزة *** وإن كان لسع الحـــلم حـــينا لمــــؤلما
فألجـمت نفسي ثم قلـت لها اصــبري *** وليس شـــجاعا من بأسهامه رمــا
ومن غـمد الصمـصام واســتل لبـه *** فـذاك حـــكيم لن يكـون مهـــــــزما

 

مقالات اخرى
أضافة تعليق