مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/28 23:21
تدمير الفلوجة .. مدينة المآذن

بقلم : أحمد منصور

 

2016-05-28 الساعة 16:18

عرفت مدينة الفلوجة طوال القرون الماضية  في العراق أنها مدينة المآذن، حيث أنها تحتوي على عشرات المساجد ذات المآذن العالية، كما أنها كانت بلد العلماء وحفظة القرآن، لكنها دخلت التاريخ الحديث أنها المدينة التي انتصرت على الأميركان وأدت إلى خروجهم من العراق، وقد بقيت المدينة بعد انتصارها على الأميركان في معركة إبريل من العام 2004 تحت بؤرة الانتقام من الأميركان أولا حيث قام جورج بوش وجنوده بارتكاب واحدة من أكبر جرائم الحرب في التاريخ المعاصر حينما حاصر المدينة في نوفمبر من نفس العام وأمطرها بكميات هائلة من كافة الأسلحة والقنابل  المحرمة دوليا مما أدى إلى نسبة هائلة من المواليد المعوقين والمشوهين ودمارهائل في المدينة ومساجدها وأحيائها ومقتل الآلاف من أهلها، والآن تتعرض المدينة لهجمة طائفية شيعية تحمل كل أشكال الكراهية والحقد على أهلها بحجة تطهيرها من تنظيم الدولة بعد حصار ظالم لها ولأهلها المدنيين الذين لم يكفوا عن إرسال الرسائل لكل الحكام العرب و المسلمين لانقاذهم ولكن ما من مجيب، لكن الخطاب الطائفي من قيادة المعركة ضد الفلوجة سواء من المليشيات الطائفية الحاقدة أو رئيس الحكومة الذي لا يقل طائفية منها كلها تؤكد أن الهدف هو الانتقام من مدينة المساجد و أهلها الذين رفض خمسون الفا منهم حسب تقارير الأمم المتحدة الخروج منها حتى الآن، الفلوجة  تلك المدينة التي  كانت دائما رمزا للمقاومة مقاومة المحتل البريطاني ومقاومة الاحتلال الأميركي والآن مقاومة الاحتلال الإيراني الشيعي الطائفي، أما استخدام تنظيم الدولة في  الموضوع فهو لتبرير الجرائم التي ترتكب ضد المدينة وأهلها لاسيما وأن كل وسائل الإعلام تبث صور ضحايا المعارك من  الجرحى والقتلى كلهم من الأطفال والنساء والعجائز والمدنيين، ومن ثم فإن استخدام تنظيم الدولة ذريعة لارتكاب جرائم الحرب الفظيعة ضد الفلوجة وأهلها هو من المبررات التي هي أكبر من الجرم نفسه.
سيسجل التاريخ أن الطائفيين احتشدوا بكل مليشياتهم وجيوشهم في شهر شعبان من العام 1437 الموافق مايو عام 2016 وأعلنوا أمام شاشات التلفزة ووسائل الإعلام أنهم سوف يبيدون الفلوجة بكل من صمد من الخمسين ألفا من أهلها السنة تحت الحصار الظالم ولم يتقدم أحد من حكام المسلمين ليزيل هذا الظلم  والعدوان عن هؤلاء المدنيين المحاصرين وتركوهم فريسة لشذاذ الآفاق من المليشيات والقوات الإيرانية  التي جاءت من أنحاء الدنيا لتمحو بلدا كان على مدار التاريخ أحد رموز السنة ويهدم مآذن المساجد التي كانت  ترى من عشرات الكليومترات لكن لم يبق للضعفاء سوى الاستنجاد بالله «حسبنا الله ونعم الوكيل».

 

أضافة تعليق