مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/03/29 17:34
لماذا هم و ماذا عنا ؟

بقلم الكاتبة السيدة عنيبة
ليس هناك شيء محبط مثل المقارنة بين حالنا و بين حال أولئك "الكفرة الفجرة" بحسب تعبير البعض! ينتابني إرهاق معنوي شديد لحظة ما يتعين علي شرح لماذا لا نتحرك وفق القوانين ؟ ألم يكن موقف الإسلاميين الأتراك معتمدا علي فلسفة و استراتيجية[1] احترام النظام و محاسبة الحكومة عوض تكفيرها و التمرد عليها ؟

لسنين عديدة وقع تطوير خطاب في اتجاه سلبي تماما، الديمقراطية كفر بائن، النتيجة، انهيار بعد انهيار، ألم يكيف النظام الإمبراطوري في اليابان الحكم السياسي في بلاده وفق نهج و الأمر شوري بينهم. ألم تسند الكلمة لشعب متعلم يقظ في اختيار حكامه ؟

لماذا أهملنا التعليم و التربية لننكب علي وجوب الانقلاب السياسي و ليس التغيير لنفترق و نتقاتل علي كلمة و مصطلح فضفاض ؟

ثمة شيء عبثي في أجواءنا مثل شهادة ذلك الياباني الذي استنكر صمت الكبار علي عبث الصغار بالعصافير و تعذيبها علي ضفاف نهر النيل العظيم، لماذا الصمت؟ لماذا اللامبالاة القاتلة؟

هل يعقل أن تسير الحياة عادية في مصر و السجون مكتظة و القبور زاحفة علي وجه الأرض؟ هل كل ما نستحق قبضة من حديد و مارشال بزي حفار القبور؟

نعم كل ذلك ممكن، لأننا لا نقوي على الفعل الواع المضحي، لا نقدر علي جمع الكلمة و سوء الظن يحكمنا في تعاطينا مع الآخر، النتيجة، نحن من نعيق فعل النهضة و ليس الأعداء التقليديين و من منهم يريد لنا الخير و نحن علي ما نحن فيه؟

نحن حتي في خلافاتنا ننحدر إلي التهديد و الغدر و الخيانة و التشفي و المكابرة في الحقد، فكيف بأمة مثل هذه  يقدر لها الحياة الكريمة؟

وطنا أنفسنا على الحقد و الكراهية و فعل المحبة أكبر منا للأسف. كلما نتصفح جريدة أو موقع تطالعنا هذه العناوين "عربي ضد كردي" شيعي ضد سني" هذا ضد هذا و من هم مرتاحين للوضع القائم، طبعا هم الأعداء التقليديين و حكايتنا العجيبة في إلقاء المسؤولية علي كاهل الأنجلو الساكسوني أو الصهيوني أو الروسي و هلم جرا!!! إلى متي و نحن علي هذا الحال؟

هم لا يكترثون لنا علي كل حال ثم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالإسلام و المسلمين لم تأتي علي ايدي الأعداء التقليديين، فمن يحاصر الفلسطينيين في غزة دولة مصر! و من يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة هو نظام الأسد و من يحارب الإسلام كنظام سياسي هم مملكة آل سعود و إمارة الإمارات هذا دون أن ننسي إستراتيجية إيران الخفية. هذا و ما تفعله القبائل ببعضها البعض في اليمن و ليبيا و القائمة مفتوحة، من أين للعدو أن يقدر عليها؟

نحن من مكنا العدو من أنفسنا، خضع الرئيس جورج ولكر بوش لصوت البرلمان التركي عندما صوت ضد مساعدة تركيا لقوات التحالف في 2003، أغضبه القرار البرلماني التركي لكنه اضطر لاحترامه، فهذه سيادة شعب تركي علي أرضه. لا نستفيد من دروس التاريخ و لا من تجارب بعضنا البعض و كما قال لي أحد مسؤولي وزارة الخارجية الجزائرية من سنين عدة" تتقن الدول العربية معاداة بعضها البعض عبر لوبيات في واشنطن، أما أن نراها تتوحد في صف واحد من أجل قضية واحدة فلا."*

و هنا الداء و أما الدواء، فلا علاج ما دام لا يعتبر نفسه المريض مريضا!

 

*  لم أستأذن المسؤول الجزائري في وزارة الخارجية الجزائرية في إيراد ما ذكره



مراجة مقالة الأستاذ الكبيسي "نحن و التجربة التركية" منشورة في موقع عفاف عنيبة.نت.[1]

 
أضافة تعليق