مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/09/05 07:42
لا مفرّ من التعايش.. زيد بن علي الشامي

لا مفرّ من التعايش..
زيد بن علي الشامي
2014/9/2م

خلقنا الله على هذه الأرض نبنيها ونتعايش عليها، قد نختلف؛ قد نتصارع، لكن في نهاية المطاف لا بد أن نبحث عن وسائل تنهي الخلاف، وتقود للعيش المشترك ، ونعمل لحماية الحريات وصيانة الحقوق، وتطبيق العدالة والمساواة.
الانتصار للنفس وتحقيق المكاسب الخاصة ومحاولة غلبة الآخرين - وحتى أن تم - فتلك حالة استثنائية ما تلبث أن تزول، تبقى المظالم ناراً تحت الرماد تنتظر الفرصة لتثأر وتستعيد ما فاتها، فالموازين تتغير؛ وتبقى القوة والدوام لله وحده.
خلال الأسابيع الماضية تأزم الوضع في العاصمة صنعاء، وزادت المخاوف عند المواطنين، خاصة عندما حوصر المواطنون يوم الاثنين الماضي وتوقفت أعمالهم، وساعدت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في إشعال النيران، ولكن العقلاء ظلوا يؤكدون بأن الحكمة اليمانية ستمنع الانزلاق نحو الهاوية، ولن يقبل اليمنيون الدخول في حرب أهلية، على الرغم أن الخطر ماثل، والتّـحَفُـز قائم، والخشية من الفعل ورد الفعل، وعود ثقاب قد يحرق مدينة؛ بينما عملية الإطفاء تحتاج إمكانات وجهوداً ووقتاً؛ وقد لا ينجح الإطفاء إلا بعد فوات الأوان!!
جاءت مبادرات الأحزاب السياسية وهيئة الاصطفاف الشعبي كمحاولات لنزع الفتيل، ثم كان الاجتماع الموسع الذي دعا إليه الأخ رئيس الجمهورية الثلاثاء 2014/9/2م ، وتم فيه الاستماع لمقترحات اللجنة الوطنية الرئاسية التي دعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخفيض سعر البنزين والديزل، واقتراح المعالجات الأخرى التي تضمن إنهاء التوتر، وبسط سلطة الدولة، والتوجه لاستكمال استحقاقات المرحلة، وصولاً للانتخابات التي تعيد للشعب الحق الكامل في اختيار من يحكمه، وقد حظيت هذه المبادرة بالرضا والقبول ممن حضروا الاجتماع، وهم يمثلون مختلف الأحزاب والشرائح والفئات، حيث جاءت تلك البنود بعد مخاض عسير ومشاورات مكثفة استطاعت أن توفق بين المطالب الممكن تنفيذها في ظل الظروف الراهنة.
لا يخلو أي عمل بشري من القصور والاستدراك، وهذا ما ينطبق على مبادرة اللجنة الوطنية المذكورة، التي جاءت في الوقت المناسب، وإلا فإن مخرجات الحوار قد ذكرت مضمون ما جاء في تلك المقترحات، وسبق لمجلس النواب أن طلب تغيير الحكومة والتأكيد على معيار الكفاءة والنزاهة في اختيار أعضائها، صحيح أن المبادرة غير كافية، ولكن لئن نمضي مجتمعين في اجتهاد ضعيف، أفضل بكثير من أن نفترق على اجتهادات قوية، والموافقة على الحلول الممكنة خيرٌ من السير في خيارات صعبة غير محسوبة العواقب، وتجنب الصدام والبعد عن الاحتراب هو الأصل الذي يجب أن تكون له الأولوية وتحرص عليه جميع القوى السياسية.
أتمنىٰ أن لا يحسب أي طرف سياسي ماذا ربح وماذا خسر؟ فالسلام والوئام والتعايش هو ما يجب أن يحرص عليه الجميع وهو المكسب الكبير، ومن يقدم التنازل اليوم سيكافئه الشعب غداً، ومن يريد كل شيء قد لا يحصد إلا الخيبة والندم!
تستحق اليمن منا جميعاً أن نضحي من أجلها وفي سبيل استقرارها، والشعب اليمني الطيب والصبور يستحق أن يتنازل له الجميع ليعيش عزيزاً كريماً آمنا، ولا مفر لليمنيين من القبول بالتعايش والتعاون والاحترام المتبادل بعيداً عن لغة القوة والعنف والاستكبار..
أضافة تعليق