مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2016/08/26 17:19
متطلّبات الوحدة العربية في ظلّ الحروب والفتن الراهنة

د. ساسين عساف
بات من الضرورات الآنيّة الملحّة أن يعمد المعنيون بشؤون الوطن العربي، أعني العروبيين الوحدويين منهم بخاصّة، الى تحديد سلّم أولوياتهم التاريخية في ضوء الدروس والعبر المستخلصة من راهن ما يجري من حروب وفتن ، فيتوجّه التفكير والخطاب والعمل نحو ديناميات التحوّل التاريخي التي أحدثت، في ظلّ الكلام على سايكس/بيكو جديد لا وجود فيه لشيء يبشّر بإمكان عربي وحدوي، انقلاباً في مفاهيم الاستقلال الوطني والسيادة القومية والدولة والسلطة والهوية.

من واقع ما نحن فيه في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وسائر الأقطار نرى الى متطلبات الوحدة العربية في المشهدين الدولي والإقليمي والى العلاقات بين أقطار الوطن العربي وعلاقاته بدول الجوار والقوى الاقليمية والدولية التقليدية منها والصاعدة..

رؤيتنا إلى تلك المتطلبات تفترض تحرير العقل العربي من البنيات التقليدية التي كبّلته وأقعدته عن الابداع، فهي بنيات عقيمة تحميها أجهزة بيروقراطية عسكرية ومؤسسات عائلية حاكمة.. وهي تفترض تحريره كذلك من أفكار وتيارات دينية متطرّفة إلى حدّ الغلوّ وإباحة المحرّم دينياً وأخلاقياً وإنسانياُ. كيف للعرب أن يعوا متطلبات وحدتهم وبنيات التخلّف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والديني والعلمي والثقافي لا زالت قائمة؟! كيف لهم أن يتفاعلوا مع ديناميات التاريخ المعاصر وقواه العقلية والعلمية والتكنولوجية الجديدة وهم في خضمّ العصبيات القطرية والقبلية والعشائرية والدينية والمذهبية المتصادمة؟!

اذا أضفنا واقع التخلّف الى واقع الحروب والفتن القائمة الى واقع الاحتلال والتبعية وجدنا ما يسوّغ طرح السؤال:

متى يخرج العرب من حال الإنقسام والتجزئة التاريخيية التي منها ما هو من صنع الأجنبي، ومنها ما هو من صنع أيديهم! الحرب على فلسطين والعراق وليبيا واليمن كما الحرب على سوريا ولبنان أوليس جميعها من هذا القبيل؟!

هذه الحروب القديم منها والراهن أمست حروبا على المستقبل العربي، على فكرة السيادة القومية، على فكرة الحدود والدولة والأمّة والهويّة. الموقف العربي الرّسمي، موقف أكثرية الحكومات والأنظمة العربية، يسهم بدرجات متفاوتة في استمرار هذه الحروب على المستقبل العربي. ومعظم الحكّام العرب شركاء فيها!. الموقف العربي الشعبي، موقف الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني من نقابات ومنظمات وأحزاب وتجمّعات وتيارات وحدة الأمّة، على الرّغم من تعبيره عن ارادة عربية قومية جامعة وداعية لانهاء هذه الحروب، يبدو عاجزاً عن التأثير في قرارات أصحابها ومنفّذيها.

على الرغم من ذلك تبقى الأولوية في متطلبات الوحدة القيام بمبادرات شعبية ضاغطة في اتّجاه وقفها والدعوة إلى مصالحات تاريخية ممكنة بين أبناء الشعب الواحد داخل القطر الواحد وإلى مواجهة العقل الطغياني التوسّعي الاستضعافي المتحكّم ببعض الأنظمة.

هذه الحروب والفتن تركت الوطن العربي لقمة سائغة للاستفراد الأميركي/الصهيوني ولتحقيق أطماعه الاقتصادية والسياسية والأمنية الكامنة وراءه. فالحرب على العراق أو ليبيا أو سوريا لم يكن لحماية الشعوب من أنظمة القهر والإستبداد أو التربية على الديموقراطية وحقوق الإنسان ولم يكن، تالياً، لحماية الاستقرار الاقليمي والدولي بادّعاء أنّ العراق يمتلك أسلحة نووية وباليستية وكيماوية وجرثومية وبأنّ ليبيا تشكّل خطراً على الإستقرار في أوروبا الأطلسية وبأنّ سوريا دولة إستبدادية. ما هي الأطماع الحقيقية الكامنة اذاً وراء هذه الحروب؟ العامل النفطي والأمن الإسرائيلي يختزلانها جميعاً .. فالاقتصاد الأميركي يعتمد على مصادر الطاقة في الخليج. خشي الأميركيون أن يصبح اقتصادهم مرهوناً لارادة الحاكم العراقي، فكان أن اتّخذوا قرار الحرب عليه والإقتصاد الأوروبي عينه على النفط الليبي فكان أن اتّخذ الأطلسي الحرب عليه، ولا أمن لإسرائيل بدون إخضاع سوريا فكانت الحرب عليها. لذلك نقول:

حرب الخليج الثانية مثلاَ هي حرب أميركية لاحتلال منطقة الخليج قبل أن تكون، في مستوى النتائج، حرباً عراقية لاحتلال الكويت.والحرب على ليبيا هي حرب أطلسية لاحتلالها ومصادرة ثرواتها والحرب على سوريا هي لضمان أمن الكيان الصهيوني واستمرارية وجوده.

ما لم يرتق العرب الى مستوى هذا الفهم للسياسة الأميركية وأطماعها لن يتمكّنوا من استخلاص الدروس والعبر، ولن يتمكّنوا، تالياً، من استرجاع حقّهم القومي في ثرواتهم الطبيعية وما يستتبعه من حقوق في التنمية والتحرير والسيادة والوحدة.

الحرب على العراق وليبيا وسوريا عمّقت تبعية بعض الأنظمة العربية وارتهانها للولايات المتحدة الأميركية والاستقواء بها، وجعل بعض المعارضات تستعين بها لإسقاط الأنظمة، فتمّ توظيف الحرب في اتّجاهين: أنظمة عربية في مواجهة أخرى، معارضات في مواجهة أنظمة..

أمّا المستفيد الأوحد من تلك الحروب والفتن فهي إسرائيل التي تحظى بدعم الولايات المتّحدة لها منذ قيامها. لقد أطلق العراق صواريخ سكود على الكيان الصهيوني فاستشعر المسؤولون الصهاينة، ربّما لأوّل مرّة، بامكان تدميره وازالته .. عندها سارعت الولايات المتّحدة الى تبديد هذا الشعور ومحو الذعر من نفوس الاسرائيليين بتدمير المنشأات العسكرية العراقية والى اجراء تجارب على صواريخ باتريوت المضادّة والى انشاء شبكة دفاعية منها حول تل أبيب.

هنا نطرح السؤال المساعد على فهم الحروب الأميركية الأطلسية على العراق وسوريا: بسبب من تخاض هذه الحروب وتثار هذه الفتن؟ أوليست إسرائيل هي السبب؟

من يشجّع الكيان العبري على العدوان؟ من يوفّر له الحماية ويدعمه في المحافل الدولية ويمنع المجتمع الدولي من ادانة اعتداءاته على العرب؟ من ساعده في حرب حزيران؟ من يؤّمن حاجاته العسكرية؟ من أنقذه في حرب تشرين؟ من يغدق عليه سنوياً مساعدات مالية ضخمة؟ من دعم موقفه في محادثات ما سمّىي التسوية آنذاك وابتزّ العرب بالترغيب والترهيب؟ من بنى نهج كامب ديفيد ورسّخه وفق مصالح الدولة العبرية؟ من يلتزم الصّمت الكامل ازاء البرنامج النووي الاسرائيلي؟ من هدّد مصر بالفتن لأنّها أثارت موضوع هذا السلاح النووي وطالبت بازالته؟ من شجّع اسرائيل على عدم توقيع معاهدة حظر هذا السلاح؟ من وضع اسرائيل فوق قرارات الشرعية الدولية؟ من فرض على الأمم المتّحدة التراجع عن قرارها القائل انّ الصهيونية هي حركة عنصرية؟ من جعل القرارات الدولية بفرض العقوبات على العراق قرارات الشتاء والصيف فوق سطح واحد وقرارات الوزن بميزانين والكيل بمكيالين؟ فالكيان الصهيوني المتغطرس والمدعوم من الولايات المتّحدة وأتباعها الأوروبيين ينتهك يومياً القرارات الدولية الخاصة بقضيّة فلسطين والأراضي العربية المحتلّة ولا يلقى جرّاء انتهاكاته عقوبة من المراجع الدولية المختصّة أو على الأقلّ الأقلّ تهويلاً بعقوبة، بل على العكس من ذلك يلقى الدعم والتغطية اللاّزمة لأفعاله العدوانية. وليس من المغالاة في شيء القول: انّ الأمم المتّحدة أصبحت دائرة من دوائر وزارة الخارجية الأميركية، ومجلس الأمن الدولي بات فرعاً من فروع مجلس الأمن القومي الأميركي. اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي هي فوق القوانين الدولية وقرارات المنظمات الدولية. قانونها العدواني الخاص يعلو كلّ القوانين العامّة بفضل الدعم المطلق الذي توفّره لها الولايات المتّحدة.

آن للعرب أن يدركوا من هو عدوّهم الأصلي!

في هذا الاطار الاستراتيجي الثابت نفهم لماذا احتلّت القوات الأميركية العراق، ولماذا شنّت على سوريا حرباً كونية: إسقاط الدولتين من معادلة الصراع العربي/الصهيوني.

وفي إطار هذا الفهم يحقّق العرب الشرط الأوّل لمباشرة النهوض التدريجي من واقع التشرذم وحال الانكسار التاريخي الذي خلّفته الحروب الأميركية المتلاحقة التي تتجاوز بمخطّطها التدميري العراق وسوريا لتشمل الوطن العربي بأسره.

الحرب على العراق وليبيا وسوريا ولبنان والسودان واليمن والصومال وإثارة الفتن في مصر والبحرين والجزائر هي حرب على العرب في مخطّط التفتيت والتجزئة.

هذه الحرب هي حرب على الأمّة، ولا يجوز التعامل معها الاّ من خلال هذا الفهم وليس من خلال فهم جزئي يفرضه منظور المصالح القطرية.

إنّها جريمة متمادية ترتكبها الإدارة الأميركية قائدة هذه الحروب والمحرّضة على الفتن، حتى بلغت حدّ صنع الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسليحه.. ما تعانيه سوريا والعراق تحديداً من إرهاب هو نموذج الإرهاب الدولي أو إرهاب الدولة العظمى.

قال فرانسيس فوكوياما لوكالة " أورينت برس " بعد صدور كتابه " نهاية التاريخ" في آب 1992:

" لقد حقّقنا في أميركا أكبر انتصار مع نهاية القرن العشرين، ابادة الشيوعية وسحق العراق، ولا أحد يشكّ الآن في أنّ أميركا هي زعيمة العالم. نحن الأقوى والأعظم. "

أوليست العبرة من هذا الكلام لدى جميع أحرار العالم وأحرار العرب الاتّحاد لمواجهة سياسة السّحق والابادة وبدء تاريخ جديد عنوانه الصراع المفتوح مع " زعيمة العالم الأقوى والأعظم"، أمبراطورية الارهاب..

أميركا ليست القضاء والقدر. انّها في صراع مع أكثرية شعوب العالم، وهو صراع من نوع جديد، ونحن العرب لنا الموقع المتقدّم على جبهات هذا الصراع. فلنعتصم بالمقاومة والوحدة..

من عناوين الدروس المهمّة التي كشفتها الحروب الأميركية/الصهيونية علينا عنوان الاعتصام بالمقاومة والوحدة.. فالشعب العربي شعب صامد وصابر ومعتصم بالمقاومة والوحدة مواجهاً، بعريه وجوعه وموت أطفاله، قوى الارهاب والهيمنة الدولية. وهو درس عنوانه يصلح أن يكون للعرب عنوان المرحلة.

الاعتصام بالمقاومة هو الردّ الكافي والمتاح في هذه المرحلة العصيبة..

مقاومة الاحتلال حقّ من حقوق الانسان والأمم والشعوب، وهو حقّ كفلته الأعراف والمواثيق الدولية.

اذا كانت الأمّة مستباحة من قوى الارهاب الدولي تنفيذاً لمؤامرات خارجية متجدّدة بأشكال متعدّدة ومضمون واحد منذ العشرينيات حتى اليوم، فماذا عن حال الأمة التي كشفتها حروب الساعة في العراق وسوريا وليبيا واليمن والتي تسمح لتلك المؤامرات أن تأخذ طريقها الى التنفيذ؟ كيف الخروج من هذه الحال بمشروع قومي نهضوي جديد كفيل بردّ المؤامرات الخارجية المتمادية؟

تلك الحروب وما أفرزته من فتن تدفع المستقبل العربي الى الغرق في مزيد من القتامة لا يمكن الخروج منه إلاّ بالمواجهة المفتوحة مع الأنظمة السياسية المسؤولة عن الهزائم والنكبات التي أصابت الأمة على امتداد قرن بكامله، لبناء الدولة الحديثة في الوطن العربي، واستنهاض فكرة الوحدة العربية وتسييل الخطاب القومي الديموقراطي الجديد، وإحياء مؤسسات النظام العربي على أساس فيدرالي، وإقامة علاقات ندية متوازنة بإيران وتركيا.

نستنتج من تجربة الحروب والفتن القائمة كم هو كبير حجم معاناة الشعب العربي مع حكّامه والأنظمة، وكم هو كبير كذلك حجم التحكّم بالقرارات المصيرية المحصورة بيد الحاكم الأوحد، وكم هو كبير حجم المسافة الفاصلة بين الشعب والحاكم. ممنوع على الشعب أن يحاور أو يناقش أو ينتقد. ممنوعة عليه التعدّدية السياسية، ومحظور عليه أن يبتدع آليات لتداول السّلطة بأساليب ديموقراطية، ومحظور عليه حتى التفكير بحقّ الاختلاف والتمايز في الرأي والموقف والتطلّع. فكيف لأمّتنا أن تنهض في ظلّ هذه الممنوعات ما لم تبادر قوى التغيير والتنوير والوحدة القومية على امتداد الوطن العربي كلّه الى انجاز مشروع قومي نهضوي وحدوي جديد مبني على فكرة الديموقراطية والحريات والعقلانية؟

من اشكاليات الديموقراطية في الوطن العربي واحدة تتعقّد فيها جميع الاشكاليات الأخرى، انّها اشكالية بناء الدولة الحديثة. الدولة في الوطن العربي هي مجرّد سلطة. هي مجرّد حاكم. والسلطة فيه تعتدي على الدولة والمجتمع. انّ ما يجري في مجتمعاتنا ليس من مآثر الدولة القمعية بل هو من مآثر السلطة القمعية. وبديل أن تكون السلطة أداة في يد الدولة صارت الدولة أداة في يد السلطة، والسلطة في يد الشخص، فتشخصنت وتماهت وأصبحت ملكاً خاصاً. العبرة من كلّ هذا هي ردّ الاعتبار الى الدولة وردّ الدولة الى المجتمع وتحريرها من سلطة الحاكم الفرد، حينذاك يستقيم الكلام على تداول السلطة بين القوى السياسية التي ينتجها المجتمع ويصدّرها الى مؤسسات السيادة الشعبية.

التخلّف السياسي في ممارسات الحكّام والأنظمة القطرية مسبوق بتخلّف اجتماعي وهو يزداد بازدياده ويتّسع باتّساعه، يتقلّص بتقلّصه ويزول بزواله. والعبرة من كلّ ذلك هي التأسيس على فكرة التنمية والوحدة العربية.

الحروب والفتن شدّت العصبيات القطرية الى أعلى درجات التوتّر ورسّخت في أذهان الكثيرين أنّ كلاماً على الوحدة العربية قد بات من عمر مضى، وأنّ كلاماً على العصبية القطرية وما دونها إلى المذهبية والعشائرية قد صار من صلب المرحلة.

العبرة من ذلك هي أنّ الدولة القطرية تستمدّ مشروعيتها من خصوصية في التاريخ والجغرافيا والثقافة والقاع السوسيولوجي بمكوّناته الأساسية والموضوعية، وليس لها أن تستمدّ هذه المشروعية من عصبية ارتدادية تستثيرها عدوانية حاكم أو سلطة أو نظام أو عقيدة .. فالوحدة العربية هي فكرة قائمة للمستقبل العربي، وهي لا تتأثّر بفعل من هنا وردود فعل من هناك والاّ لما صمدت ممكناً تاريخياً ثابتاً في الوعي السياسي القومي العربي بالرّغم ممّا أصاب العرب من هزائم ونكبات سبّبتها فتن الداخل كما حروب الخارج على حدّ سواء. من هنا تولد الحاجة الى تكوين رؤية لمشروع قومي نهضوي جديد مبني على مراجعة أمينة وصادقة لتجارب المشروع القومي الوحدوي المنكسر أو المهزوم، وعلى عمل نوعي جديد لوحدة الأمّة.

الوحدة العربية مشروع حضاري للمستقبل العربي، والأمّة العربية لا تمتلك سواه. هذا المشروع هو الثابت التاريخي الوحيد والممكن للمستقبل العربي وبقاء العرب في داخل التاريخ.. وما عداه تكريس لواقع التجزئة والتفتيت وتحقيق طوعي للمؤامرة التي حاكها التحالف الاستعماري /الصهيوني على الوطن العربي منذ اتفاقات سايكس/بيكو حتى الاتفاقات الأخيرة المعقودة مع الكيان الصهيوني مروراَ باغتصاب فلسطين والعدوان الثلاثي على مصر وسياسة الأحلاف وحرب حزيران وحرب لبنان واتفاقات كامب ديفيد وحرب الخليج الأولى والثانية، وحروب الساعة فضلاً عن النزاعات الأهلية بين الأقطار وداخل كلّ قطر.. وهي نزاعات كانت تغذّيها دائماً أياد أجنبية، خصوصاً النزاعات الدينية والاتنية التي هي امتداد لما يعرف في دوائر الاستعمار الغربي " المسألة الشرقية ".

نقول بالوحدة فكرة دائمة للمستقبل العربي لأنّ القومية العربية حقيقة تاريخية وايديولوجية قائمة وراسخة.

تأييد الشعوب العربية لفلسطين العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان مصدره شعور قومي ووعي قومي وحسّ قومي بالانتماء الى قوم واحد ذي تاريخ ومستقبل واحد.

فشل الوحدة العربية، من حيث هي صيغة سياسية قابلة للنجاح وللفشل، لا يعني انتفاء القومية العربية من حيث هي حقيقة تاريخية وايديولوجية ثابتة. هزائم الدول العربية لا تعني انهزام الفكرة العربية. سقوط الأنظمة العربية بما فيها أنظمة ذات مرجعية فكرية قومية في الدوائر القطرية الضيّقة لا يعني سقوط الفكر القومي أو انعدامه. عدم انجاز التحرير الشامل والتنمية الشاملة لا يعني عجزاً أو قصوراً أو عيباً تكوينياً في الايديولوجيا القومية.

القومية العربية لم تمت لا في نكسة حزيران ولا في نكبة الخليج الثانية ولن تموت في خضمّ الحروب والفتن الجارية حالياً.

أضافة تعليق
آخر مقالات