مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2016/05/02 16:49
أدب الطفل في المقرر المدرسي الجزائري، دراسة نقدية

د.أم كلثوم بن يحي
                د. بن يحي أم كلثو                 د. بن دحان الطيب**
 
الاستشهاد المرجعي للمقال: بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية، تحت شعار: " اللغة العربية في خطر الجميع شركاء في حمايتها"، خلال الفترة من 07 – 10 ماي 2013م الموافق لـ: 27- 30 جمادى الآخرة 1334هـ، المجلس الدولي للغة العربية، دبي، الإمارات العربية المتحدة، ج3، ص، ص: 503-519.
 
ملخص :
         الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وصفوته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين... أما بعد :
إن أدب الطفل أدب يراعى خصائص الطفولة ومداركها، وهو أدب يتدرج في بناء شخصية الطفل وإشباعها بالقيم والفضائل وحب الاستطلاع وسعة الخيال والقدرة على التمييز بين الصالح والطالح بما يتناسب وعمر هذه الفئة، ويتخذ أشكالا متعددة منها: القصة، المسرحية، الشعر، الأغنية....وغير ذلك، ولا يخفى على باحث قيمة هذا النوع من الأدب لما يحتويه من ثروة لغوية يفترض أن تكون سليمة يستمتع الطفل بتعلمها واكتسابها لأنها تقدم في قالب أدبي مشوق يساهم مع مرور الوقت في أن يكتسب الفرد لغة عربية سليمة من حيث البناء ومن حيث الطرح، ويتشبع بحب وطنه ويفخر بهويته وانتماءه في زمن العولمة الفكرية والثقافية.
وفي محاولة للوقوف على واقع أدب الطفل في المقرر المدرسي الجزائري وما إذا كانت الكتب المدرسية تساهم بشكل فعال في الحفاظ على الهوية العربية عند الأجيال القادمة من الأمة الجزائرية، قام الباحثان بتوزيع استبيانات على المدرسين، ثم دراستها للخروج برؤية نقدية حول الموضوع، بالإضافة إلى تتبع الكتب المدرسية من الطور الأول إلى الطور الثاني ودراسة ما جاء فيها من قصص وشعر ونصوص دراسة نقدية تساعد على وضع تصور واضح إما بالإيجاب وإما بالسلب، وكذلك القيام بعملية مسح للقصص والكتب الموجودة في المكتبات المدرسية للوقوف على دورها في نشر أدب متوازن يحافظ على الهوية وينمي القدرة على الإبداع دون مساس باللغة والانتماء.
المبحث الأول: أدب الطفل في الجزائر
المطلب الأول: ماهية أدب الطفل
يعرف أدب الأطفال بأنه: "شكل من أشكال التعبير الأدبي، له قواعده ومناهجه، سواء منها ما يتصل بلغته وتوافقها مع قاموس الطفل، ومع الحصيلة الأسلوبية للسن التي يؤلف لها، أم ما يتصل بمضمونه ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أم ما يتصل بقضايا الذوق وطرائق التكنيك في صوغ القصة، أو في فن الحكاية للقصة المسموعة"،([1]) ومن هذا التعريف يتبين لنا أن الكتابة للطفل أكثر تعقيدا وصعوبة من الكتابة لغيره؛ لأن الكاتب الذي يتوجه بأدبه للطفل ملزم بمراعاة لغة المتلقي وقاموسه حسب المرحلة العمرية التي يخاطبها، ويظهر ذلك على عدة أصعدة، فعلى صعيد الألفاظ والتراكيب اللغوية ينبغي عليه  الاعتماد على الألفاظ والتراكيب السهلة وتجنب الصعبة منها والغريبة، واللجوء إلى التكرار الغير ممل في الألفاظ والتعابير، وعلى صعيد الجمل ينبغي عليه استخدام الجمل القصيرة المبسطة وتجنب الطويلة منها والمركبة، أما على صعيد الأسلوب فينبغي عليه اعتماد الأسلوب اللغوي البسيط الذي يؤدي المغزى من النص دون تكلف ودون تشتيت لعقل الطفل، والاستفادة من أسلوب الراوي في الحكاية الشعبية الشفهية([2]).
أهداف الكتابة للطفل:
يهدف المؤلف من خلال أدبه الموجه إلى الطفل تحقيق أحد الأهداف الأربعة:
1- أهداف عقدية:
والمقصود بذلك ترسيخ العقيدة السليمة لدى الطفل في شكل أسس دينية بسيطة يتدرج الطفل في فهمها واستيعابها مع مرور الوقت وتكسبه أمنا فكريا يمكنه أن يقف سدا منيعا في وجه الانحراف في التصور العقدي وطغيان أحد الفكرين إما الفكر التكفيري المنظر للإرهاب، والمستند على التأويل الباطل للنصوص، والقصور في الفهم الصحيح لمبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، وإما الفكر الإلحادي الذي يلغي الدين، ولا يؤمن إلا بالمادي والملموس من الأمور، يقول الإمام الغزالي:"ثم يشغل في المكتب –يعني الطفل- فيتعلم القرآن وأحاديث الأخيار، وحكايات الأبرار ليُغرَس في نفسه حب الصالحين" ([3]).
2 - أهداف تعليمية:
وهو ما نبه إليه عبد الفتاح أبو مِعال بقوله:"ولما كان الإحساس بالحاجة إلى المعرفة عند الأطفال جزءاً من تكوينهم الفطري لأن غريزة حب الاستطلاع تنشأ مع الطفل وتنمو معه، ومحاولة الطفل التعرف على بيئته تعتبر من العوامل الهامة التي إذا عولجت بحكمة؛ فإن ذلك يؤدي إلى تنمية ما يمكن أن يكون لديه من إمكانات وقدرات"([4]).
3 - أهداف تربوية.
حيث يعتبر الأدب أداة من أدوات التربية الإبداعية وقد وعى مفكروا الغرب ذلك فحثوا المربيين على الإهتمام بأدب الطفل من حيث الشكل والمضمون، يقول بياجيه: "إن الهدف الأساسي من التربية هو خلق رجال قادرين على صنع أشياء جديدة، ولا يقومون فقط بتكرار ما صنعته الأجيال السابقة، رجال مبدعين، مبتكرين، ومكتشفين"،([5]) وبالتالي يتهيأ الطفل لهذه الأمانة.
4 - أهداف ترفيهية:
لا بد أن يكون هذا الهدف داخلاً في الأهداف السابقة؛ لأن الطفل يحب التسلية والترفيه ويمل من الجد؛ فعندما نقدم له العقيدة والتعليم والتربية عن طريق الترفيه فلا بد أنه سيُقبل عليها وتنغرس في ذهنه أكثر مما لو كانت خالية من التسلية والترفيه.([6])
المطلب الثاني: واقع أدب الطفل في الجزائر
استقلت الجزائر وهي تعاني أزمةً في الهوية، ذلك أنها ورثت نظاما تربويا استعماريا سعى بكل ما ملك من تفوق سياسي وعلمي إلى طمس هوية شعبها العربي المسلم ومحو شخصيته الوطنية ومقوماتها متمثلة في الوطن واللغة والدين، هذا السعي الحثيث من جانب المستعمر قابله صمود وتحد من قبل علماء الجزائر ومفكريها الذين وعوا خطورة المخطط، فإنبروا لإفشاله عن طريق تبني المنهج الإصلاحي الذي يعيد للأمة الجزائرية هويتها، والذي وضحت معالمه شيئا فشيئا مع جمعية العلماء المسلمين التي جعلت من الأدب سلاحها، إضافة إلى حملة التعريب التي شهدتها الجزائر بعد الاستقلال.
         هذا الصراع أفرز أدبا متأثرا بالثقافتين : الثقافة الإسلامية العربية التي عرفها الشعب الجزائري مع الفتوحات الإسلامية ودافع عنها وساهم في نشرها وأبدع في التعبير عنها واحتضانها، والثقافة الغربية ذات الأصول الأوربية الاستعمارية التي تجعل من الآخر تابعا مسلوب الإرادة مجمد الفكر، وأدب الطفل جزء لا يتجزأ من الأدب الجزائري يخضع للمؤثرات الخارجية والداخلية التي يخضع لها الأدب عموما.
وقد برزت في كل ما يتعلق بأدب الطفل الجزائري من قصة وشعر ومسرح  شخصيات كثيرة أثرت الساحة الثقافية منذ الاستقلال إلى وقتنا الحاضر وإن كان هذا الأخير شهد تراجعا ملحوظا في الاهتمام بأدب الطفل، وفي الشعر تبرز شخصيات عدة منها: محمد الأخضر السائحي، الذي نشر أول ديوان له بعنوان همسات وصرخات سنة 1965م، ومحمد عبد القادر السائحي، ومحمد ناصر، ويحيى مسعودي، وبوزيد حرز الله، وجمال الطاهري، ومحمد العيد آل خليفة، ومحمد الهادي السنوسي الزاهري، أحمد سحنون وربيع بشامة وغيرهم.
وفي القصة نجد من الذين برزوا على الساحة الجزائرية: رابح خدوسي، وجميلة زنيبر، وخلاص جيلالي، ومحمد الصالح حرز الله، وعبد العزيز بوشفيرات، وعبد الحميد سقاي، وعبد الوهاب حقي.
أما في المسرح نجد أنه ظهر حتى قبل الاستقلال في فترة الثلاثينيات من القرن، فقد ألف محمد العيد آل خليفة مسرحية" بلال" سنة 1938م التي تعد أقدم نص مسرحي وصل إلينا من تلك الفترة، وهناك مسرحيات أخرى كتبها الأستاذ محمد الصالح رمضان وهو الكاتب الذي دبج المقالة، والخطابة، والمحاضرة، والقصة، والمسرحية، وأدب الرحلة، وأدب الرسالة، وغيرها من فنون النثر الأدبي الحديث ، فكان بذلك أحد أدباء مرحلة الأربعينات، أدباء الجيل الثالث- جيل الاتجاه الإحيائي المجدد- في حركة النهضة الأدبية الحديثة في الجزائر، ومن مسرحياته التي ترجمت أدبه الإصلاحي مسرحية "  الناشئة  المهاجرة"، ومسرحية"الخنساء" ، ومسرحية " مغامرات كليب" ([7])، وثمة مسرحيات أخرى كتبت ما بين الأربعينيات وبداية الخمسينيات من قبل  أحمد رضا حوحو وأحمد بن ذياب ...
إلا أن الحديث عن أدب الطفل في الجزائر المعاصرة حديث يختلف عن جزائر ما بعد الإستقلال حيث يرى الدكتور يخلف أنه توجد كتابات عديدة لكن لا ترقى إلى مستوى أدب الطفل من المستوى المعرفي والإدراكي والمعارف التي يمتلكها في محيطه، مشيرا إلى أن العائق الذي يقف وراء غياب الكتابة للطفل في الجزائر وهو الكتابة في حد ذاتها، والتي قال عنها إنها تمتلك خصوصيات هي صعبة جدا، كما أن عدم فهم الطفل واحترام حاجياته سبب انعدام الثقة بين المؤلف والطفل([8]).
المبحث الثاني: أدب الطفل في الكتب المدرسية
المطلب الأول: أدب الطفل وملاحظات المعلمينوالأساتذة عليه
لا يختلف اثنان على أن الجزائر قطعت أشواطا طيبة في مجال التعليم والتعريب ومحو الأمية وتطوير المناهج التربوية، واستضافت مرارا ملتقيات نشطها مفكروون وأكاديميون بارزون من داخل ومن خارج البلاد، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل ملاحظات سلبية مؤثرة في المنظومة التربوية الجزائرية، ملاحظات ونقائص لا اختلاف عليها بين المؤسسة الرسمية والأساتذة الباحثين؛ منها ما قاله الدكتور أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية في كلمته الافتتاحية للندوة الدولية حول:" الكتاب المدرسي، النص الأدبي والقيم":" أن الكتاب المدرسي من الأهمية بمكان، وذلك لأنه من أكثر الكتب تداولا من ناحية، ومن ناحية ثانية كونه الأداة التي يعول عليها في اجتذاب المتعلم للقراءة والمطالعة وتشويقه إليها، فضلا عن تأثيره الواضح في توجيه ميول الفرد وتمكينه من تحديد مساره في هذه الحياة، وبين أننا بالرجوع إلى الإحصائيات نكتشف مدى تدني نسبة القراءة في البلاد العربية، وهذا معناه أن الكتاب المدرسي قد أخل بإحدى وظائفه الهامة، وهي تحبيب القراءة والمطالعة لأبنائنا وغرس هذه العادة عندهم، فهل قصّر في الاضطلاع بوظائفه الأخرى"؟([9]).
  ومنها ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح: "إن اطلاعنا على الحصيلة من المفردات التي تقدم للطفل في المدارس الابتدائية أظهر لنا معشر اللسانيين في المغرب العربي عيوبا ونقائص في هذه الحصيلة لا يكاد يتصورها المربي ...".([10])
ومن الملاحظات التي تكررت بشكل لافت عند الأساتذة والمعلمين والمختصين والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع:
أولا: ملاحظات تربوية وتعليمية
1- عدم مراعاة قابلية التلميذ وقدرته العلمية: ([11])
من المآخذ التي يمكن تسجيلها في كتب القراءة المدرسية احتواءها على مفردات صعبة تتعدى قدرة التلميذ على الفهم والاستيعاب، وكثير من الأحيان تكون بعيدة عن اهتماماته، كما أنها تفسد عليه متعة الاسترسال في القراءة حيث يتوقف في كل مرة لشرح الكلمات المبهمة، وقد حاول الكثير من المهتمين والباحثين تقديم دراسات عن لغة الطفل، منها بحث:" لغة الطفل"وهو دراسة تحليلية نقدية، وبحث:" لغة الأطفال في السنة الأولى ابتدائي"، وبحث:" تطور اللغة عند الطفل الجزائري في ضوء النظريات اللسانية"، وغيرها من البحوث،([12])من أمثلة ذلك:
أ- كتاب السنة أولى ابتدائي:
فمثلا أنشودة مدرستي في كتاب القراءة للسنة الأولى ابتدائي تضمنت ألفاظا تعتبر في نظر التلميذ صعبة الفهم مثل: " أغدو، أديب".
 وكذلك أنشودة وداعا مدرستي من الألفاظ الصعبة الني وردت فيها:" آن –بمعنى حان-، خليل –بمعنى صديق-، العود –بمعنى الرجوع.
وكذلك في أنشودة الماء الواردة في نفس الكتاب ألفاظ فوق مستوى تلميذ سنة أولى من بينها:" الحسن، البهاء، المدى".([13])
ب- كتاب السنة الرابعة ابتدائي:
نأخذ كمثال قصيدة معروف الرصافي "أم اليتيم " التي وردت في الصفحة 34 من كتاب القراءة بألفاظ مبهمة مثل: الإملاق، الورس، سمج"، هذه الألفاظ تعتبر صعبة على الطفل الجزائري لعدم استعماله اللغة العربية في غير المدرسة على عكس الطفل المشرقي، وكذلك نص " عليك مني سلام الذي ورد كاملا في الصفحة 16 بدون أن يرفق بهامش لشرح الكلمات الصعبة والتي يستعملها التلاميذ لأول مرة، ونص" أنشودة مطحنتي"، الصفحة 97 الذي وردت فيه جملة جرش البرغل بدون شرح، مع العلم أن البرغل غير معروف في الجزائر ولم يشاهد التلميذ الجزائري شخصا يجرش برغلا في حين يعرف مصطلحات أخرى خاصة ببيئته.
2-             عدم وجود انسجام بين الأهداف التربوية المسطرة واختيار النصوص. ([14])
ثانيا: ملاحظات لغوية
1- الأخطاء اللغوية والبلاغية والنحوية والعروضية المتكررة:
هذا الخلل طال جميع الكتب المدرسية في جميع الأطوار حتى الثانوي، وهو ما نبه إليه الدكتور "مخلوف عامر" الذي قدم مداخلة للندوة الدولية حول" الكتاب المدرسي: النص والقيم" التي عقدت يوم 05-06 سبتمبر في الجزائر تحت عنوان:" تدريس النص الأدبي في الطور الثانوي" حيث انتقد الكتاب المدرسي المتداول في هذا المستوى من التعليم من عدة جوانب؛ منها فوضى النصوص مما يدل على الارتجالية والتسرع في إنجاز الكتاب المدرسي، كما انتقد كثرة الأخطاء اللغوية، وتدني نصيب الأدب الجزائري من النصوص المضمنة في الكتاب المدرسي.([15])
2- خلو بعض الكلمات من الضبط، فقد يسبب ذلك عطلا لغويا للمعلم و المتعلم، ويؤدي إلى عسر في المعنى. ([16])
ثالثا: ملاحظات منهجية
1- كثرة النصوص:
من الملاحظات التي تكررت عند الأساتذة والمعلمين حول المنظومة التربوية الجزائرية عامة، ومقررات القراءة خاصة: كثرة النصوص حيث طغى الاهتمام بالكم على حساب الكيف، حيث تطبق في المدرسة الجزائرية طريقة" بافلوف" حيث يلقن التلميذ في السنة الأولى ابتدائي ويحفظ دون استيعاب، وهذا ما يولد تراكما للدروس يترتب عنه إجهاد وإنهاك للتلميذ يجعله ينفر من المدرسة.
كما يشتمل كتاب القراءة للسنة الرابعة على سبعة و تسعين نصا، فهذا من شأنه أن يحدث الملل، وفقدان درجة استيعاب، وعدم السيطرة على المضامين([17])، هذا الطول والكثرة  في النصوص والذي لا تتناسب مع الحجم الساعي المقرر، يجبر المعلم على إتباع أحد الحلين: إما تجاوز بعد النصوص، وإما معالجتها معالجة سريعة تخل بالهدف من دراستها.
2- عدم إعادة الكلمات الجديدة في سياقات لغوية مختلفة:
حيث أن عدم إعادة استعمال الكلمات الجديدة في سياقات لغوية مختلفة يؤدي إلى إبعادها من المجال اللغوي للتلميذ، فيصبح إذاك عاجزا عن التعبير إزاء مواقف معينة. ([18])
4- اعتماد الجمل الطويلة في النصوص:
إن اعتماد الجمل الطويلة في أدب الطفل سبيل إلى تشويش فكره، وصعوبة فهمه للقصة، على عكس الجمل القصيرة التي تبسط المعنى وتؤدي الغرض من النص بشكل سلس بسيط يفهمه الطفل في وقت قصير.
5- إغفال التوثيق العلمي لهذه النصوص وسوء التصرف فيها. ([19])
رابعا: ملاحظات حول قضايا المواطنة والهوية
1-تغييب الأدب الجزائري:
من الهنات الخطيرة هزالة وجود الأدب الجزائري في المقرر المدرسي الذي يعبر عن هوية شعب له خصوصيته التي تميزه عن باقي الشعوب العربية ناهيك عن الشعوب الأخرى،  لأنه يمثل ثقافة أجيال  بأكملها ففي عملية مسح قامت بها يومية الفجر تبين أن نسبة وجود الأدب الجزائري في المقرر المدرسي بأطواره الثلاثة بما في ذلك شعبة الآداب في الطور الثالث ذات التوجه الأدبي لا تتجاوز 15% من إجمالي النصوص الأدبية، حيث تم عد 592 نص هو عينة الدراسة  أن الأدب الجزائري لا يتعدى 15،46% وهي السدس. ([20])
2- غياب الأدباء الجزائريين المعاصرين في المقرر المدرسي
وإذا تحدثنا سابقا عن التواجد الجزائري الهزيل في المقرر المدرسي، نتحدث الآن عن غياب الأدباء المعاصرين في هذا القليل الموجود حيث تتوزع النصوص الجزائرية بين مولود فرعون وابن باديس، وعبد الحميد بن هدوقة ومبارك الميلي ومالك بن نبي ورضا حوحو وكاتب ياسين وهم كتاب لهم فضل كبير في التعريف بالأدب الجزائري وتوضيح معالمه، لكن ضرورة العصر تفرض علينا نوعا من الأدب يكون فيه الأديب معاصرا للجو العام الذي يعيش فيه الطفل ليقف على حاجاته الأدبية من جهة وعلى التحديات التي تفرضها العولمة من جهة أخرى.
 
 
 
 
 




ولتدعيم ما ذكر من الملاحظات هذا ملحق خاص بمثال عن جملة الأخطاء اللغوية والمنهجية والتربوية في المقرر المدرسي الجزائري(السنة الخامسة ابتدائي).([21])

 

 

الرقم

            
الخطأ

مكـــان وجـــوده

نــوعـه

تصـــويــــبـــــــــــه

الوحدة

الصفحة

الموضوع

النشاط

الفقرة

01

إلى صغيري : هأنتذا.....

/

10

الافتتاحية

/

1

إملائي

إلى صغيري : ها أنت ذا .....

02

وافق الثور....قائلا:"عندك كل الحق...."

01

11

رسالة سلام

قراءة

الأخيرة

تعبيري

وافق الثور.....قائلا:"معك كل الحق...."

03

مر رجل عجوز

05

32

الأصدقاء الثلاثة

قراءة

الثانية والأخيرة

معلومات

مر شيخ لأن كلمة العجوز تدل على المؤنث وتعني المرأة المسنة

04

أتعرف على الجملة الاستفهامية والتعجبية

07
08

48
52

الجملة الاستفهامية والتعجبية

 
قواعد

 
القاعدة

مصطلح

ظهور مصطلحين جديدين هما : الجملة الاستفهامية والتعجبية والأصح هو أسلوب استفهام وأسلوب تعجب

05

أعرب: يا أبناء الجزائر أبشروا/ يا أطفال اجتهدوا في الدراسة

09

56

أتعرف على النداء

قواعد

أتدرب 2

/

تعتمد جملتا الإعراب على الأفعال الخمسة مع ملاحظة أن درس الأفعال الخمسة مسطر للتقديم في الوحدة26

06

وفيك حُلْمٌ وعطف

 

61

الكشاف

محفوظات

البيت 5

مطبعي

وفيك حِلْمٌ وعطف

07

العنوان لا يعكس المضمون

11

68

بين التمساح والطيور

قراءة

النص

 

يحكي النص حياة التماسيح ولم يشر إلى علاقتها بالطيور إلا في الفقرة الأخيرة

08

الفقرتان: تنبهت ليلى..../ لكن سرعان....

 

76/77

ليلى بين أحضان الطبيعة

مطالعة

10
11

مطبعي

تقديم الفقرة11: لكن سرعان......في الفضاء تليها الفقرة10: تنبهت ليلى.....كئيب

09

تقول لكُلَّ من مر بها......

14

90

لوحات من صحراء بلادي

قراءة

01

مطبعي

تقول لِكُلِّ من مر بها ....

10

تركت هذه الرٍّحلة .....

14

91

نفس العنوان

قراءة

الأخيرة

مطبعي

تركت هذه الرِّحلة......

11

حينما كان يجلس عصام مع ابني خالته تقدمت منهما امرأة وحيتهما

15

100

سبانخ بالحمص

قراءة

03

قواعد

عدد الأطفال 3: حينما....تقدمت منهم امرأة وحيتهم

12

كان رامي بجانب سماعة التليفون

17

108

رامي بطل السباحة والغطس

قراءة

01

مصطلحات

كان رامي بجانب سماعة الهاتف ( لغتنا ثرية بالمفردات لماذا نستعمل غيرها؟)

13

هل يمكنني التكلم مع رامي السباح الشهير.

17

108

نفس العنوان

قراءة

01

قواعد

هل ........الشهير؟ (عياب علامة الاستفهام)

14

ثم أضاف"لرامي أيضا...."

17

109

نفس العنوان

قراءة

الأخيرة

قواعد

ثم أضاف:" لرامي ...." غياب علامة الترقيم :

15

قرروا اختيار الضاحية كلها كأجمل زهرة

22

144
145

في مهرجان الزهور

قراءة

الأخيرة

 

أعتقد أنه لو تغيرت النهاية واختارت اللجنة لوحة الشاب الذي يحمل أمه العجوز والأم التي تحمل توأمها كأجمل زهرة لكان للنص مغزى أعمق وبعد ديني وقيم أخلاقية أرقى

 

 
المطلب الثاني: أدب الطفل وأثره على التلاميذ
للوقوف على الدور الحقيقي الذي يؤديه أدب الطفل في المقرر المدرسي الجزائري قمنا بتوزيع استبيانات على عينات عشوائية من المدارس الإبتدائية بلغ عددها مائة معلم ومعلمة من الطور الابتدائي الأول والثاني، كما قمنا بطرح أسئلة على العينة خاصة بجنس المعلم، مؤهله العلمي، تخصصه وكذلك مدة مزاولته لمهنة التدريس، فكانت النتيجة أن هذه الأسئلة تؤثر على الاستبيان وفق الآتي:
1-              الإناث من الملتحقين بسلك التعليم أكثر وعيا واهتماما وحرصا على مردودية التعليم.
2-              أن التخصص يؤثر على مردودية التعليم حيث أن أصحاب التخصصات العلمية يجدون بعض الصعوبات في تدريس المواد الأدبية والعكس.
3-              الخبرة تؤثر بشكل مباشر على مردودية التعليم.
4-              تختلف نظرة المعلم للمقرر المدرسي من طور لآخر، بمعنى أنه يوجد لكل طور ملاحظات تميزه تختلف عن الطور الآخر.
 

استبيان حول المقرر المدرسي الجزائري
 
معلومات حول المعلم:
1-  الجنس:
2-  المؤهل العلمي:
3-  التخصص:
4-  الطور المدرسي المدرس:     
 
 

العبـــــــــــارات

الجواب

لا أدري

نعم

لا

أحياناً

1- يسهم النص الأدبي في النمو اللغوي عند الطفل.

 

 

 

 

2- تؤدي القصة إلى زيادة الثروة اللغوية عند الطفل.

 

 

 

 

3- هناك مواضيع في المقرر المدرسي لا تؤدي الدور التربوي ولا تفيد في تكوين التلميذ  لغويا ومعرفيا

 

 

 

 

4- توزيع موضوع النص إلى جزأين يضعف قدرة التلميذ على الفهم

 

 

 

 

5- يحتوي المقرر المدرسي على أخطاء نحوية وبلاغية

 

 

 

 

6- يحتوي المقرر المدرسي على أخطاء لغوية

 

 

 

 

7- يجد التلميذ صعوبة في فهم الكلمات الصعبة، وينساها بسرعة

 

 

 

 

8- يحتوي المقرر على الأدب الجزائري بشكل كاف للحفاظ على الهوية الجزائرية

 

 

 

 

9- يستطيع المقرر غرس حب الوطن وتنمية قيم المواطنة لدى الطفل ليتحمل المسئولية مستقبلا

 

 

 

 

10- يحتوي المقرر على نصوص كثيرة مأخوذة من الانترنت

 

 

 

 

11- هناك أشعار يجد التلميذ صعوبة في إلقاءها لاختلال الوزن فيها.

 

 

 

 

12- يحس التلميذ بالملل عند قراءة بعض النصوص، والقصص والأشعار.

 

 

 

 

13- يجد المعلم صعوبة في جعل التلميذ يتجاوب مع الدرس بسبب صعوبة النص أو بسبب عدم وضوح أهدافه.

 

 

 

 

14- يعبر التلميذ عن رأيه بوضوح في حالة وجود خلل في النص(يحس بالملل/ لم يفهم/ لم يعجبه النص)

 

 

 

 

15- يكتشف التلميذ بعض الأخطاء والخلل بنفسه ويعبر عن ذلك لمعلمه.

 

 

 

 

16 – إجمالا هل ترى أن المقرر المدرسي جيد وكفيل بتربية جيل معتز بهويته العربية وانتمائه الوطني في ظل تحديات العولمة

 

 

 

 

 

 
 
تحليل الاستبيان:
- السؤال الأول: يسهم النص الأدبي في النمو اللغوي عند الطفل؟.

 

النسبة

نعم

95.7

لا

4.3

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول:يتضح من خلال الجدول أن الغالبية الكبرى من المعلمين يوافقون على أن النص الأدبي يسهم في النمو اللغوي عند الطفل بنسبة 95.7% مقابل 4.3% لم توافق.
المناقشة: هذه النتيجة تعكس وعي المعلم بالدور الذي يؤديه النص اللغوي.
- السؤال الثاني: تؤدي القصة إلى زيادة الثروة اللغوية عند الطفل؟.

 

النسبة

نعم

95.7

لا

4.3

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن غالبية المعلمين يوافقون على أن القصة تساهم في زيادة الثروة اللغوية عند الطفل بنسبة 95.7%، مقابل 4.3% لا يوافقون.
المناقشة: هذه النتيجة تعكس وعي المعلم بالدور الذي تؤديه القصة.
- السؤال الثالث: هناك مواضيع في المقرر المدرسي لا تؤدي الدور التربوي ولا تفيد في تكوين التلميذ  لغويا ومعرفيا؟.

 

النسبة

نعم

83.0

لا

17.0

المجموع

100.0

 

 
التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن غالبية المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 83.17%، مقابل17% أجابوا بلا.
المناقشة: هناك مواضيع في المقرر المدرسي لا تؤدي دورا تربويا ولا معرفيا.
السؤال الرابع:  توزيع موضوع النص إلى جزأين يضعف قدرة التلميذ على الفهم؟..

 

النسبة

نعم

66.0

لا

34.0

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 66%، مقابل34% أجابوا بلا، وإن كانت نسبة الأغلبية أقل من النسب في الأسئلة السابقة.
المناقشة: تقسيم موضوع النص إلى جزأين يضعف قدرة التلميذ على الفهم؛ لأن تقسيم النص يؤدي إلى بتر الفكرة.
- السؤال الخامس: يحتوي المقرر المدرسي عل أخطاء نحوية وبلاغية؟..

 

النسبة

نعم

78.7

لا

21.3

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 78.7%، مقابل21.3% أجابوا بلا.
المناقشة: توجد أخطاء نحوية وبلاغية في النصوص الأدبية.
- السؤال السادس: يحتوي المقرر المدرسي على أخطاء لغوية؟.

 

النسبة

نعم

74.5

لا

25.5

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 74.5%، مقابل25.5% أجابوا بلا.
المناقشة: توجد بعض الأخطاء اللغوية في النصوص الأدبية،  الأمر الذي يؤدي إلى ترسيخها في ذهن الطفل.
- السؤال السابع: يجد التلميذ صعوبة في فهم الكلمات الصعبة، وينساها بسرعة؟.

 

النسبة

نعم

95.7

لا

4.3

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 95.7%، مقابل4.3% أجابوا بلا.
المناقشة: هناك شبه إجماع بين المعلمين على أن التلميذ يجد صعوبة في فهم الكلمات الصعبة وينساها بسرعة.
- السؤال الثامن: يحتوي المقرر على الأدب الجزائري بشكل كاف للحفاظ على الهوية الجزائرية؟.

 

النسبة

نعم

40.4

لا

59.6

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن نسبة المعلمين الذين أجابوا بنعم  40.4%، مقابل59.6% أجابوا بلا.
المناقشة: أغلب المعلمين يرون أن المقرر المدرسي الجزائري لا يحتوي على الأدب الجزائري بشكل كاف.
-السؤال التاسع: يستطيع المقرر غرس حب الوطن وتنمية قيم المواطنة في الطفل ليتحمل المسئولية مستقبلا؟..

 

النسبة

نعم

57.4

لا

42.6

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 57.4%، مقابل42.6% أجابوا بلا.
المناقشة: هناك تباين في أراء المعلمين حول قدرة المقرر على غرس حب الوطن وتنمية قيم المواطنة في الطفل، وكذلك تقارب النسب.
-السؤال العاشر: يحتوي المقرر على نصوص كثيرة مأخوذة من الانترنت؟.

 

النسبة

نعم

57.4

لا

42.6

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 57.4%، مقابل42.6% أجابوا بلا.
المناقشة: من النسب يتبن وجود نصوص كثيرة مأخوذة من الأنترنت.
-السؤال الحادي عشر: هناك أشعار يجد التلميذ صعوبة في إلقاءها لاختلال الوزن فيها؟.

 

النسبة

نعم

66.0

لا

34.0

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 66%، مقابل34% أجابوا بلا.
المناقشة: توجد في المقرر المدرسي أشعار يجد التلميذ صعوبة في إلقاءها لاختلال الوزن فيها.
-السؤال الثاني عشر: يحس التلميذ بالملل عند قراءة بعض النصوص، والقصص والأشعار؟.

 

النسبة

نعم

87.2

لا

12.8

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 87.2%، مقابل12.8% أجابوا بلا.
المناقشة: يعاني التلميذ من الملل عند قراءة بعض النصوص والقصص والأشعار.
-السؤال الثالث عشر: يجد المعلم صعوبة في جعل التلميذ يتجاوب مع الدرس بسبب صعوبة النص أو بسبب عدم وضوح أهدافه؟.

 

النسبة

نعم

89.4

لا

10.6

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 89.4%، مقابل10.6% أجابوا بلا.
المناقشة: غالبية المعلمين يجدون صعوبة في جعل التلميذ يتجاوب مع الدرس بسبب صعوبة النص أو بسبب عدم وضوح أهدافه.
-السؤال الرابع عشر: يعبر التلميذ عن رأيه بوضوح في حالة وجود خلل في النص(يحس بالملل/ لم يفهم/ لم يعجبه النص)؟.

 

النسبة

نعم

61.7

لا

38.3

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 61.7%، مقابل38.3% أجابوا بلا.
المناقشة: يعبر التلميذ عن وجود صعوبة في تعامله مع النص.
- السؤال الخامس عشر: يكتشف التلميذ بعض الأخطاء والخلل بنفسه ويعبر عن ذلك لمعلمه؟.

 

النسبة

نعم

66.0

لا

34.0

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بنعم بنسبة 66%، مقابل34% أجابوا بلا.
المناقشة: يكتشف التلميذ بنفسه الأخطاء الموجودة في المقرر المدرسي.
- السؤال السادس عشر: إجمالا هل ترى أن المقرر المدرسي جيد وكفيل بتربية جيل معتز بهويته العربية وانتمائه الوطني في ظل تحديات العولمة؟.

 

النسبة

نعم

42.6

لا

57.4

المجموع

100.0

 

التعليق على الجدول: يتضح من خلال الجدول أن أغلب المعلمين أجابوا بلا بنسبة 57.4%، مقابل42.6% أجابوا بنعم.
المناقشة: من خلال النسب نستنج أن المقرر المدرسي لا يساعد بالشكل المطلوب والكافي في تربية جيل معتز بهويته العربية وانتماءه الوطني في ظل تحديات العولمة.
بعد هذا العرض لوجهة نظر المعلمين وملاحظاتهم على أدب الطفل في المقرر المدرسي يمكن إجمال النقائص التي يجب تداركها في المقرر من حيث أثره على التلميذ في النقاط التالية:
1-              أن أدب الطفل في المقرر المدرسي لا يسهم بالشكل الكافي في تعريف الطفل بوطنه وتعزيز انتمائه له والدفاع عنه مستقبلا.
2-              الهوية الإسلامية في أدب الطفل في المقرر المدرسي يجب أن تنمى أكثر من خلال النصوص ذات الطابع الديني الأخلاقي التي تساهم تدريجيا في بناء جيل وسطي لا متطرف ولا متغرب.
3-              عجز أدب الطفل عن تنمية القدرة الإبداعية عند الطفل؛ لأن المجتمع المتطور النموذجي هو مجتمع يحتوي بين فئاته على أفراد مبدعين، والابداع لا ينتج من عدم بل من منهج تربوي مبدع من حيث الطرح والشرح يحسن من خلاله التلميذ الحكم على الأمور وتقدير العواقب، وطرح الحلول وهو ما يفتقر إليه المقرر المدرسي الجزائري.
 
 
المبحث الثالث: أدب الطفل في الكتب المدرسية
يشكل أدب الطفولة  الركيزة الأساسية في تكوين الطفل، ويعمل على تنشئة شخصيته بما في ذلك موهبته الفطرية ودعم القيم الاجتماعية والدينية، والثقافية فيه، كما يعمل على تنمية مهاراته الاتصالية بالمحيط والمجتمع والمدرسة ويجعل منه مشروعا ناجحا لشاب المستقبل الطموح المبدع.
لهذا ولغيره من الأسباب تعد الكتابة للطفل صناعة قائمة بذاتها في الدول المتقدمة، أما بالنسبة للجزائر فمن الصعب تقديم تقييم عام وواضح عن أدب الطفل بسبب غياب دراسة دقيقة في هذا المجال تساعدنا على عملية التقييم، ويضاف إلى هذا المشكل مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو أن الجزائر تعاني من أزمة مقروئية حيث يقرأ الجزائري نصف كتاب في السنة بينما يقرأ الطفل الجزائري مدة دقيقتين في السنة([22]).
أولا: الأدب العربي:
يلاحظ في كتب أدب الطفل المتواجدة على رفوف المكتبات المدرسية ما يلي:
- ضعف دور المكتبات المدرسية:
تعتبر نسبة المقروئية لدى الطفل الجزائري ضعيفة جدا أو شبه منعدمة، وذلك لمجموعة من الأسباب منها: معاملة الطفل على أساس أنه عنصر مستهلك أكثر منه منتج فلا تصرف الطاقات المالية والبشرية الكافية في سبيل تنمية مهاراته، كذلك غياب استراتيجة واضحة ترفع درجة الاهتمام بالمكتبات من قبل المسئولين، كما لا نغفل دور الأسرة التي عرفت الفعل القرائي للطفل بأنه حفظ الدروس ومراجعتها من أجل الامتحانات فقط.
- هيمنة القصة على باقي أنواع الأدب الخاصة بالطفل:
إن كان للقصة دور لا يغفل قدره في صقل شخصية التلميذ واشباعها بالقيم، إذ تعد قراءة القصة للطفل في سن مبكرة من العوامل المساعدة في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين شخصيته والوصول بها إلى درجة من النمو والنضج، وتسمح للطفل أن يعيش حياته مستمتعاً بها ومتفاعلاً مع البيئة التي يعيش فيها بمداخلاتها المتعددة.([23])
إلا أن هذا الدور لا يكون كاملا وفاعلا بدون باقي أنواع الأدب كالنصوص والأشعار والمسرح...وغيرها وهو ما سجل في المكتبات المدرسية للطورين الأول والثاني، وإضافة إلى ذلك يسجل وجود بعض الملاحظات حول نوعية القصص الموجودة في المكتبات المدرسية، حيث لا تؤدي الدور المنوط بها، إذ يفترض في القصة أن تؤدي دورا مهما في تنمية قدرات الطفل العقلية المختلفة مثل، التذكر والتخيل والتفكير والتحليل والنقد والقدرة على حل المشكلات، ولها دور في تعريفه بمجتمعه ومقوماته، كما تعمل على ترقيق العواطف والوجدان وتنمية المشاعر والإحساس، وتخفيف التوترات الانفعالية وتخليص النفس من الانفعالات الضارة وتكوين الميول والاتجاهات.([24])
- غياب الدور التحسيسي والتوعوي حول أهمية القراءة للأسرة والمدرسة:
يقع على عاتق المدرسة والأولياء مسئولية تحسيس التلميذ بأهمية القراءة في حياته ودورها في تغذية ميوله وقدراته الإبداعية، بل يجب على المدرسة أن تضع خططاً لتدريب التلاميذ على الكتابة الإبداعية، والمساهمة الايجابية في توفير أدب للطفل يكتبه بنفسه.
- ضعف القيمة المعرفية والتربوية للكتب الموجودة في المكتبة:
الكثير من الكتب الموجودة في المكتبات المدرسية كتب لا تنمي مهارات الطفل، ولا تضيف أي جديد لشخصيته لا معرفيا وتربويا، وهو أمر تعاني منه المكتبة العربية إجمالا، يقول الدكتور محمد شاكر سعيد: "إن كثيراً مما كتب للأطفال في واقعه ليس صالحاً للأطفال لتجاوزه مستويات الأطفال، أو لتجاوزه الجانب التربوي المناسب للأطفال، أو لعدم تضمنه قيماً أخلاقية تسهم في تربية الأطفال وتنشئتهم"([25]).
ثانيا: الأدب العالمي المترجم:
أغلب الكتب المترجمة الموجودة في المكتبات المدرسية كتب عن الأساطير اليونانية والإغريقية والقصص الخرافية، وقد لا تناسب المرحلة العمرية للطفل، فانتشار الخرافة والخيال على حساب القيم والعلوم يضعف قدرة الطفل على التعامل مع الواقع يقول حازم العظم: «إن معظم ما تنشره دور النشر للأطفال مترجم أو مؤلف بغير خبرة كافية؛ فالأدب الخاص قليل ويمر بأزمة وجود، وهذه الأزمة أتاحت لبعض الناشرين في غيبة الرقابة والنقد: البحث عن مجلات وكتب الأطفال الرائجة، فقدموها لأطفالنا مترجمة بالصور نفسها بغير تمحيص، مع أنها تحوي قيماً تربوية غير ملائمة لعقيدتنا وقيمنا الروحية، أو مرفوضة حتى في البلاد التي تصدر عنها"([26])، ويقول عبد التواب يوسف: "والأطفال لدينا اليوم ضاقوا بسذاجة الكتب التي تسمى: (كتب الأطفال)، وضاقوا ببساط الريح وسندريلا وغيرها"([27]).
خاتمــــة:
بعد هذا العرض الموجز الذي لا يفي الموضوع حقه يتبين لنا خطورة الأزمة التي تعاني منها غالبية الدول العربية، ومدى الاهمال الذي يعاني منه أدب الطفل في مجتمعاتها؛ لأنه ومهما كانت قابلية الطفل للتعلم والابداع والنمو الفكري السليم، فإنها تبقى كامنة ما لم  تجد البيئة الخصبة التي تستثمر هذه القابلية وتحولها إلى انجازات على أرض الواقع تجعل من الطفل أرضية صلبة لمشروع الحضارة مستقبلا، حضارة بقدر ما نتلهف لرؤية بوادرها يوما بعد يوم بقدر ما نصدم بدرجة ابتعادنا عنها جيلا بعد جيل.
النتائج:
- وجود نقائص واضحة شكلا ومضمونا في المقرر المدرسي الجزائري.
- هناك نوع من عدم الدقة في اختيار النصوص للمراحل الثلاثة من التعليم وكذا سرعة المراجعة اللغوية والتدقيق ما يوقع في أخطاء تربوية ولغوية ومطبعية.
- من الملاحظ أن أدب الطفل في الجزائر عرف تراجعا كبيرا وانحصارا واضحا في وقتنا الحالي، ولعل العامل الرئيس وراء ذلك قلة الدعم والاهتمام الرسمي من الدولة من جهة، وقلة الإقبال الجماهيري على هذا النوع وغيره من الأدب من جهة أخرى.
- أن التكنولوجيا أثرت سلبا على أدب الطفل في الجزائر حيث تراجع الإقبال عليه إنتاجا وقراءة بسبب كثرة الفضائيات الخاصة بالأطفال والتي يميز أغلبها الطابع التجاري، إضافة إلى العالم الافتراضي الذي أفرزه الإعلام الرقمي والذي خدر عقول الأطفال وشل تفكيرهم السليم لاعتماده على اللامنطق ولا هوية واللاأخلاق.
التوصيات:
- ضرورة إشراك الأدباء والعلماء في اختيار النصوص الأدبية لجميع المراحل الدراسية للتلميذ للوصول إلى الهدف المنشود من المنظومة التربوية.
- لابد من إعادة النظر في الأسس التربوية للمدرسة الأساسية، واختيار ما يناسب واقع التلميذ الجزائري اللغوي، والنفسي، والاجتماعي. ([28])
- يتعين على المؤسسات المعنية حكومية كانت أو أهلية بذل المزيد من الجهد للنهوض بأدب الطفل ليكون في مستوى التحديات الداخلية والخارجية عن طريق تنظيم مسابقات أدبية وتخصيص جوائز قيمة تجعل الإقبال على هذا الفن معتبرا.
- يجب بذل مزيد من الاهتمام بكتاب أدب الطفل ومبدعيه، وأن تشجع المطابع والمكتبات التي تهتم به عن طريق وضع خارطة طريق واضحة تتكفل الدولة برعايتها وتطبيقها.
- عقد المزيد من الندوات والملتقيات للوقوف على النقائص التي تعتري أدب الطفل في النصوص المدرسية، وترجمة التوصيات التي تقرها على أرض الواقع.
- يجب طبع الرسائل الجامعية التي تناولت موضوع أدب الطفل في المقرر المدرسي بشكل جدي؛ لتعم الفائدة منها بدل تركها في رفوف المكتبات الجامعية التي نوقشت فيها، فقد لا تصل إلى المعلم الذي لا صلة له في كثير من الأحيان بالجامعة.
- ضرورة تفعيل دور المكتبات المدرسية وتكييفها مع المعايير الحديثة من أجل مواكبة التطور الحاصل في العالم، ذلك أن دور المكتبة المدرسية لا يقل أهمية عن المقرر المدرسي في غرس حب الانتماء والمواطنة والهوية العربية.
 قائمة المصادر والمراجع:
- أحمد، سمير، أدب الأطفال قراءات نظرية ونماذج تطبيقية، 1429هـ، دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان.
-  أبو فنة، محمود، القصة الواقعية للأطفال في أدب سليم  خوري،2001م، دار الهدى للطباعة والنشر،  حيفا.
- الشيخ، محمد، أدب الأطفال وبناء الشخصية،1417هـ، دار القلم، الإمارات العربية المتحدة.
- قطامي، يوسف وقطامي، نايفة، سيكولوجية التدريس، 2001م، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان – الأردن.
- الغزالي، أبي حامد، إحياء علوم الدين، تقديم ومراجعة: صدقي محم جميل العطار، 2003م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروتن لبنان.
- الكيلاني، نجيب، أدب الطفل في الاسلام، 1411هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت.
- يحيى، رافع، تأثير ألف ليلة وليلة على أدب الأطفال العربي، 2001م، دار الهدى للطباعة والنشر، حيفا.
المجلات والجرائد:
- الحقيل، ابراهيم بن سعد، لمحات في أدب الطفل، مجلة البيان، السنة 17، العدد: 179.
- جريدة البصائر، العدد: 614، الاثنين 26 أوت 2009م.
- جلولي، العيد، اللغة في الخطاب السردي الموجه للأطفال في الجزائر، مجلة الأثر، العدد:03، 2004م، جامعة ورقلة.
- صالح، عبد الرحمن الحاج، مدخل إلى علم اللسان الحديث، أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرسي ، اللغة العربية(1)، اللسانيات ع(4)، 1994م، جامعة الجزائر معهد العلوم اللسانية والصوتية، ص: 46.
- الكتابة للطفل في الجزائر، جريدة الفجر الجزائرية، 18/02/2009م.
- كراكبي، محمد، نشاط القراءة في التعليم الأساسي الجزائري، مجلة الدراسات اللغوية، العدد:06، 1431هـ/2010م، مخبر الدراسات اللغوية، جامعة منتوري، قسنطينة.
- مجلة التوثيق التربوي، وزارة المعارف السعودية، عدد 36.
- ابن يسمينة محمد، المرحوم الشيخ محمد الصالح رمضان وجهوه في خدمة الدين والوطن والعلم، جريدة البصائر، الاثنين:18-24 فيفيري2013م.
-  يومية الفجر، 27/09/2007م: http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=125376%3Fprint
- يومية الفجر الجزائرية، 28/09/2009م: http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=125379%3Fprint
الكتب الأجنبية:
 Fisher, Robert. (2001) .Teaching Children to Think . Nelson Thornes Ltd. United Kingdom:
المواقع اإلكترونية:
-  http://www.4shared.com/rar/VuEV1MB9/__2.html
- معمري، خالد، المقروئية في الجزائر، موقع دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة: http://www.hikmahouse.com/index.php?option=com_content&view=article&id=88:2011-02-18-17-27-17&catid=1:homme-news&Itemid=18

 


*  أستاذة محاضرة بجامعة بشار ، قسم التاريخ. ** أستاذ محاضر بجامعة بشار، قسم الأدب .

([1]) يحيى، رافع، تأثير ألف ليلة وليلة على أدب الأطفال العربي، 2001م، دار الهدى للطباعة والنشر، حيفا.

([2])  أبو فنة، محمود، القصة الواقعية للأطفال في أدب سليم  خوري،2001م، دار الهدى للطباعة والنشر،  حيفا، ص:18.

([3]) الغزالي، أبي حامد، إحياء علوم الدين، تقديم ومراجعة: صدقي محم جميل العطار، 2003م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان:(3/64).

([4]) مجلة التوثيق التربوي، وزارة المعارف السعودية، عدد 36، ص 86.

([5]) Fisher, Robert. (2001) .Teaching Children to Think . Nelson Thornes Ltd. United Kingdom:

([6]) الحقيل، ابراهيم بن سعد، لمحات في أدب الطفل، مجلة البيان، السنة 17، العدد: 179.

([7]) ابن يسمينة محمد، المرحوم الشيخ محمد الصالح رمضان وجهوه في خدمة الدين والوطن والعلم، جريدة البصائر، الاثنين:18-24 فيفيري2013م.

 الكتابة للطفل في الجزائر، جريدة الفجر الجزائرية، 18/02/2009م.([8])

([9]) جريدة البصائر، العدد: 614، الاثنين 26 أوت 2009م.

([10]) صالح، عبد الرحمن الحاج، مدخل إلى علم اللسان الحديث، أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرسي ، اللغة العربية(1)، اللسانيات ع(4)، 1994م، جامعة الجزائر معهد العلوم اللسانية والصوتية، ص: 46.

([11]) يومية الفجر، 27/09/2007م: http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=125376%3Fprint

([12]) جلولي، العيد، اللغة في الخطاب السردي الموجه للأطفال في الجزائر، مجلة الأثر، العدد:03، 2004م، جامعة ورقلة، ص: (09-10).

([13]) يومية الفجر، 27/09/2007م: http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=125376%3Fprint

([14]) كراكبي، محمد، نشاط القراءة في التعليم الأساسي الجزائري، مجلة الدراسات اللغوية، العدد:06، 1431هـ/2010م، مخبر الدراسات اللغوية، جامعة منتوري، قسنطينة، ص:202.

([15]) صالح، عبد الرحمن الحاج، مدخل إلى علم اللسان الحديث، أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرسي ، اللغة العربية(1)، اللسانيات ع(4)، 1994م، جامعة الجزائر معهد العلوم اللسانية والصوتية، ص: 46.

([16]) كراكبي، محمد، نشاط القراءة في التعليم الأساسي الجزائري، ص:197.

([17]) المرجع نفسه، ص: 196.

([18]) المرجع نفسه، ص:197.

([19]) المرجع نفسه، ص:197.

([20]) يومية الفجر الجزائرية، 28/09/2009م: http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=125379%3Fprint

([21]) http://www.4shared.com/rar/VuEV1MB9/__2.html
 

([22]) معمري، خالد، المقروئية في الجزائر، موقع دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة: http://www.hikmahouse.com/index.php?option=com_content&view=article&id=88:2011-02-18-17-27-17&catid=1:homme-news&Itemid=18

([23]) أحمد، سمير، أدب الأطفال قراءات نظرية ونماذج تطبيقية، 1429هـ، دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، ص:152.

([24]) الشيخ، محمد، أدب الأطفال وبناء الشخصية،1417هـ، دار القلم، الإمارات العربية المتحدة، ص:(79-101).

  الكيلاني ، نجيب، أدب الطفل في الاسلام، 1411هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ص:38.([25])

([26]) سعيد، محمد شاكر، الكتابة للأطفال، ص 12.

([27])  الكيلاني، نجيب، أدب الطفل في الاسلام، ص: 165.

([28]) كراكبي، محمد، نشاط القراءة في التعليم الأساسي الجزائري، ص:202.

 

من اعمال الباحث
أضافة تعليق