مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2015/12/17 17:30

حذر عدد من الخبراء مما وصفوه بخطر انتشار المدارس الدولية على اللغة العربية، مشددين على ضرورة إجادة تعليم لغة الضاد بالمؤسسات بحيث تصبح ميسرة ومحببة لدى التلاميذ، مع دعوة الأجهزة الإعلامية للاقتراب من الفصحى البسيطة لضمان انتشارها بين الناس.

بدر محمد بدر-القاهرة

أقام مجمع اللغة العربية أمس الأربعاء في مقره بـالقاهرة احتفالية ثقافية حضرها عدد من الخبراء والمهتمين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو اليوم الذي تم فيه اعتماد العربية لغة أساسية في الأمم المتحدة قبل 41 عاما.
إنجاز جديد
وفي كلمته أكد رئيس المجمع اللغوي حسن الشافعي أن الاحتفال باليوم العالمي للعربية والولاء والانتماء لها والاعتزاز بها لا يتوقف على يوم أو مناسبة، إنما هو أمر ممتد في ضمير الإنسان العربي وشخصيته وثقافته.

الشافعي يؤكد أن الاحتفال باللغة العربية أمر ممتد في ضمير الإنسان (الجزيرة)

 

وأشار إلى أن المجمع قدم هذا العام عدة إنجازات لخدمة اللغة، منها إعداد معجم لغة الشعر العربي الذي يهتم بدراسة الجذر والكلمات العربية ومشتقاتها والتاريخ الذي ظهرت فيه على لسان الشاعر طوال تاريخ العربية والممتد نحو 18 قرنا.
وأضاف الشافعي أن معجم الشعر تمهيد للمعجم التاريخي للغة العربية، والمعجم الكبير وهو أكبر وأوسع المعاجم في تاريخ العربية، وقد تم إنجاز نصفه الأول، والعمل جار في النصف الثاني.
وقدم عضو المجمع محمد حسن عبد العزيز بحثا بعنوان "مستقبل اللغة العربية" انتهى فيه إلى أن انتشار التعليم بالمجتمع هو الوسيلة الكبرى للتخلص من الأمية، واللغة العامية الهابطة التي ترتبط بالجهل، وفق تعبيره.
وأكد الباحث ضرورة تحسين تعليم العربية بحيث تكون مقبولة لدى التلاميذ في مدارسهم، ولدى عامة الناس، وتكون فصحى بسيطة وميسرة، ومعجمها مناسب للأغراض التي توجد لأجلها اللغات، مشددا على ضرورة البحث عن الوسائل التي تحبب الناس في هذه اللغة.
وعبر عبد العزيز عن اعتقاده بأن أجهزة الإعلام مسؤولة عن كثير مما ينبغي أن يكون في نشر العربية بين الناس لأن اللغة سماعية، وأجهزة الإعلام فيها الجانبان المقروء والمسموع.
وقال "ينبغي أن تقترب هذه الأجهزة من الفصحى البسيطة المعاصرة حتى تنتشر بين الناس بتلقائية".

مدكور: تدهور النظام التعليمي من أهم الأخطار التي تواجه اللغة العربية (الجزيرة)

 

أخطار
ويشير بحث أعده عضو المجمع محمد شفيع الدين إلى ما قال إنه خطر "المدارس الدولية" على اللغة، في ظل ازدياد عددها في مصر خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير حتى بلغت نحو 169 مدرسة، لافتا إلى أن معظم هذه المدارس لها مناهج تختلف عن تلك المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم.
وقال شفيع الدين للجزيرة نت "أرسلنا نسأل وزير التعليم السابق عن عدد المدارس الدولية، وموقع العربية في مناهج هذه المدارس فلم ترد علينا الوزارة إلا بالقرار الوزاري الذي يطالب بضرورة أن تلتزم هذه المدارس بمنهج اللغة، دون دليل على مدى تنفيذ ذلك".
من ناحيته، أكد أستاذ التربية بجامعة القاهرة علي مدكور أن تدهور النظام التعليمي -سواء في مصر أو في الدول العربية- يعد من أهم الأخطار التي تواجه العربية الآن، وهو ما شجع الآخرين على إقامة مدارس وجامعات غير عربية تعلم بلغاتها ابتداء من رياض الأطفال وحتى الجامعات.
ورأى مدكور في حديث للجزيرة نت أن مؤسسات إعداد المعلم في الوطن العربي تعرضت لهجمة شرسة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 عملت على تغريب هذه المؤسسات، وإبعاد العربية عن عملية التعليم والتعلم بها، بينما تخرج منها مسؤولون يضعون السياسات والنظم والقوانين في الوقت الحالي، حسب قوله.
ودعا عضو المجمع إلى إقامة الندوات والمؤتمرات لتعريف المجتمع بالأخطار المحدقة باللغة، مؤكدا على أهمية أن يكون للمجمع اللغوي مرصد إعلامي للدفاع عن هذه اللغة.
*الجزيرة نت

أضافة تعليق