مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
التقلب المزاجي لدى الفتاة
2014/08/17 20:16
أ. أريج الطباع
السؤال
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيُّها السَّادة، خطيبتي عمرها 14 سنة، ولسْتُ مُقْبلاً على الزَّواج (العُرْس) قبل سنَة بِعَون الله، رَغْم أنَّني عاقدٌ عليها، أحبُّ خطيبتي وتُحبُّني بجنون، لكنَّ ما يُثير جُنوني هو تقَلُّب مزاجِها الشَّديد والغريب، تارة تُمْطرني برسائل الغَرام وكلمات الشَّوق، وتارة أحسُّ أنَّها قد مَلَّت مني وأصبحَتْ لا تُحبني, تخبرني بأنها تحبُّ طعامًا أو تحب الذَّهاب إلى مكان معيَّن، وبعد أيَّام تُخْبرني بأنَّها تَكْره هذه الأمور، تخبرني بِحُبِّها للمدرسة، وبعد أسابيع تتَّصل بي لِتُخبرني بِرَغْبتها في تَرْك المدرسة!

وهكذا، تناقُضٌ وتقلُّب في كلِّ شيء، وتفاوُت في المشاعر والرَّغبات من حينٍ لآخَر، وأنا بصراحة لا عِلْم لي بشؤون الفتيات، ولكن هل صحيح أنَّ الفتاة تكون في حالة تقلُّب مزاجيَّة بشكل عام؟ وهل صحيح أنَّ الفتاة تتحكَّم فيها هرموناتُها؟ كيف أفهم خطيبتي بالشَّكل الأمثل؟ وكيف أتعامل معها؟
الجواب
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.
من الرَّائع حِرْصُك على فَهْم خطيبتك، وسؤالك عن هذا؛ إذْ يَكْمن نجاح الزَّواج في نَجاح الطَّرَفَين في فهم بعضهما، والتَّعامل وَفْق هذا الفهم.
خطيبتك عمرها 14 سنة، هذا يَعْني أنها ما زالت في عُمْر المراهَقة، ومن الطَّبيعي في هذا العمر ألاَّ تكون نفسيَّتُها مستقرَّة تمامًا، فتتقلَّب ولا تستقرُّ انفعالاتها تمامًا، ويعود ذلك أيضًا إلى طبيعة شخصيَّتها، لكن عدم الاستقرار هذا لا يستمرُّ معها طول حياتها، إلاَّ إذا كان هذا سِمَة غالبة في شخصيَّتها.
نعم، الهرمونات - ولا شكَّ - تؤثِّر على المرأة، لكن لا يعني هذا أنَّها تتحكَّم فيها، بل تؤثِّر على نفسيتها فقط، ويختلف ذلك من امرأة إلى أُخرى حسب طبيعة شخصيَّتها، والضُّغوط التي تتعرَّض لها، وطريقة تقبُّل البيئة حولها لأسلوب تعبيرها ومشاعرها.

قد تكون شخصيَّةُ خطيبتك أصلاً من الشخصيات التي تتَّسِم بالمزاجيَّة، في هذه الحالة يكفي أن تكون أنت ثابتًا وتعرف ما تريده لِتَرتاح معها.. فلا تتقلَّب بتقلُّبها، ولا تجعله يؤثِّر عليك، وتنتظر حتى تعود إلى حالتها الأولى، لكن في نفس الوقت - لِكَونها صغيرة - فيُمكنك تدريبها أكثر على ضَبْط انفعالاتها بعدم مسايرتها، إذا كان انفعالها مبالَغًا أو في غير مكانه الصحيح، أيضًا قد يُفيدك كثيرًا في فهمها ومساعدتها الحوارُ معها حول هذا التقلُّب وأسبابه، وبأن تقرأ معها ما يُفيدكما معًا لحياتكما المستقبليَّة بإذن الله.

ونسأل الله لك ولها السعادة والتوفيق في حياتِكما.
استشر الان