مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/09/21 10:01
ضرورة الاحتفال بذكرى يوم 21 سبتمبر!


بقلم: د. فؤاد الصوفي*
تختلف عادات الشعوب وتقاليدها بناء على قناعاتها ومعتقداتها، وتتنوع احتفالاتها بناءً على أفراحها وأتراحها، وقد كانت احتفالات اليمنيين بذكرى أعياد السادس والعشرين من سبتمبر التي تقام منذ أربعة وخمسين عاما تعبيراً عن مشاعرهم نحو الجمهورية وثورتها السبتمبرية و مقدار التحول الذي طرأ على البلاد تحت النظام الجمهوري ولو نسبيا.
وقد تشبعت قلوب اليمنيين بهذه الثقافة وامتزج النظام الجمهوري بوجدان الشعب ومعتقداته وتطلعاته ولم يخرج عن هذا الخط إلا القليل والقليل جدا من بقايا النظام الملكي الإمامي. فرفرف العلم الجمهوري فوق رؤوسنا من أول يوم التحقنا فيه بمدارس الجمهورية الحكومية في الأرياف والمدن، وكم رددنا تحت ظلاله (تحيا الجمهورية اليمنية) وإن كانت قيادات الجمهوريات المتعاقبة لم تلبِّ تطلعات الشعب مع قدرتها على أن تحقق أضعاف ما تحقق من المنجزات الوطنية.
فيظل النظام الجمهوري مبدأ توارثت عليه الأجيال وخالطت محبته بشاشة القلوب وللحفاظ عليه تقدم الآلاف في معارك الذود عن الجمهورية على مر العقود الماضية حتى اليوم ولم ينكص على عقبه سوى من جلس على كرسي الجمهورية عقودًا من الزمن دون أن يحقق ماكان يصبو إليه الشعب وتتوق إليه الأجيال، بل ظل يكافح لتمكين عائلته من مفاصل الدولة ومواردها ومراكز قوتها حتى صارت مملكة الجمهورية.
وكان قدد اكتسب الحصانة ولكن حقده الأعمى أبى إلا أن يجلسه على رأس حزبه لينتقم من الشعب بأدواته المختلفة حتى سلّم ما تبقى من الجمهورية إلى الإمامية الجدد فنكص على عقبه وقضى على الجمهورية في 21 سبتمبر وبهذا يكون قد أوجد مناسبة جديدة لليمنيين يحتفلون فيها ، فكما كان لهم الحق في الاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م التي فرحوا بها لقيام الجمهورية ؛ فلهم الحق أيضاً اليوم في الاحتفال ب21 سبتمبر ليس باعتباره يوم عيد وسُعدٍ ولكنه يوم حزنٍ وألم على إسقاط صالح للجمهورية والعودة بالبلاد إلى مرحلة ما قبل الثورة والجمهورية .
فهذا التاريخ ذكرى لمأساة مزقت قلب كل يمنيٍّ حر ؛  وأسقطت الجمهورية وأتلفت معها النسيج الاجتماعي  وأضعفت قيم المجتمع التي تربى عليها في ظل دستور كانت قيمه مستمدة من شريعة السماء وشيدت عليه أسس الجمهورية وكلل ذلك  بقيام الدولة اليمنية الموحدة على أمل أن تنتقل إلى الدولة اليمنية الحديثة لولا ذلك الاتفاق الغادر الذي أسقط الجمهورية بتآمر الخارج وبتنسيق بين أعداء ثورة 26سبتمبر 1962م وأعداء ثورة فبراير 2011م، فمن  الطبيعي أن يحتفل الشعب اليمني ب21 سبتمبر باعتباره يوم النكبة التي سقطت فيه الجمهورية والدولة .
دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال 
ثورةُ تمضى بإيمان على درب المعالي 
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال....

*رئيس مركز الوفاق الإنمائي الدولي -ماليزيا

أضافة تعليق