مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/05/19 18:47
لماذا نهتم بالتنمية البشرية؟

أ.معاذ عليوي*
كثر في الأونة الاخيرة المدربون والمدربات والمتدربون في تقديم العديد من الدورات المتعلقة بالتنمية البشرية، بل فتح الباب على مصراعيه لإن تقام شركات ومؤسسات ربحية تحت غطاء التدريب والتنمية والتربية والتحديث الثقافي.
لكن السؤال الأكثر اهمية الإ وهو هل المدربون والمدربات هم في غالبيتهم على إطلاع مستمر بالتنمية البشرية، أم أن البطالة وقلة فرص العمل هي التي سنحت للعديد أن يقدم الدورات، ويصبحُ مدربا عملاقا دون أن يدرس العلم أو يكتسبه بالمهارة والفن بصيغة تؤهله للإعداد المستمر، والقيام بالدورات على أكمل وجه.
التنمية البشرية في عالمنا العربي حديثة المفهوم والجوهر أطلت علينا قبل سنوات، لم تكن بهذه الصورة التي نعرفها اليوم. بل كان في السابق تقام الدورات بطرق فنية وبصيغة تؤهل المتدرب لإن يكون قادراً على العمل والإعداد بطريقة ناجحة.
أما اليوم تقام الدورات في غالبيتها من اجل أمرين لا ثالث لهما:- الأول قلة العمل وشبح البطالة الذي يؤرق العديد من الشباب ويدفع بهم إلى الالتحاق بالتنمية البشرية ظناً منه تحقيق أهدافه في العمل وإن كانت بصورة جزئية في غالبيتها.
أما الثانية هي الحصول على الشهادة التي يهدف من ورائها تعزيز سيرته الذاتية لكي يتكمن من الالتحاق بفرص العمل. وهذه الأخيرة دفعت بالعديد لإفتتاح وإنشاء شركات تنموية هدفها الربح المادي بعيدة كل البعد عن الماسسة والتطوير وصقل القدرات. ولقد كان لي تجربة شخصية في العمل مع عدة اكاديميات حيث كان المتدرب يستطيع الحصول على اكثر من شهادة في آن واحد، وكأن العقل العربي قادر على استيعاب كل هذا الكم المعرفي بدون تمحيصه أو التأكد من صدقيته.
أما المدربون للأسف غالبيتهم يفتقرون إلى المهارات الثقافية والفكرية بل إلى المداخل الرئيسية في التأسيس والمنهجية العلمية الداعمة للبناء العلمي القادر على إعداد اختبارات مسبقة للمدرب قبل خوض المهنجية التجريبية.
خلاصة:-
إني اقدم صيغة فنية للعديد من المدربين والمتدربين العاملين في حقل التنمية البشرية:-
سؤال للمدربين ما هو الهدف الرئيسي من الالتحاق بالتنمية البشرية؟ هل سبق وأن درستم في معاهد وجامعات عالمية مؤهلة لذاك الغرض التنموي؟
هل التنمية البشرية تدريب تقليدي فقط، ام يستلزمها كوادر مؤهلة ذو صيغة علمية تهتم بالبحث العلمي كونه رافعة للبناء والتطوير؟
هل البحث العلمي اولوية مهمة من اولويات المؤسسات التنموية أم مجرد شعار تدوّنه المؤسسة من اجل تحقيق اهدافها المنوطة، وسرعان ما تتخلص منه؟
هل المتدربون جلهّم بل في غالبيتهم على اقتناع تام بفكرة التنمية البشرية، أم أن البعض يلتحق بها من باب تعزيز الكمّ الهائل من الشهادات العلمية دون أن يدرك الابعاد المتوخاه من ذلك.
كل هذه الاسئلة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وتؤسس لمرحلة منتظمة بعيداً عن العشوائية والاعتباطية، وأن يكون دور فاعل للمؤسسات التعليمة والتربوية داخل الوزرات بحيث يتم  تفعيل نظام الرقابة القائم على التطوير وبناء منهجية مؤسسية هدفها بناء الذات.
* كاتب وباحث اجتماعي، ماجستير في التخطيط والتنمية السياسية طالب دكتوراه في جامعة نجم الدين اربكان. تخصص الادارة العامة.
 

أضافة تعليق