مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/02/22 20:35
في العجلة السلامة

يفرض علينا واقع اليوم أن نلقي أقوال من سبق إلى الخلف على استحياء ولنبدأ من العجلة أم الندامة فنحولها إلى السرعة أم الثقة في النفس !
والسرعة هنا لا تعني أن يكون أحدنا أهوجاً متهوراً ، فمن لا يُلقي بغطائه سريعاً وينطلق إلى بداية يومه حتى يستقر في عمله فينجز أعماله بسرعة وثقة وجدية واقتدار ظل بداية يومه يدور في بيته ويصل إلى عمله متأخراً .
عندما قال من قبلنا في العجلة الندامة كان إيقاع حياتهم يعتمد على أطراف وحركات الإنسان والحيوان فكل عمل عندهم تتداوله أيديهم ، ومركوبهم إما أرجلهم أو دوابهم بعيداً عن الحديد والفولاذ والآلات الضخمة ، والحواسيب والأجهزة الذكية بأزرتها الرشيقة ، وسرعة الصوت والضوء التي لا تدع للطير مكانته السابقة في اللحاق بها ، فمن منا سيقول اليوم إلا ترفاً يا طير بلغ سلامي للمحبوب ؟ ! ووسائل الاتصال أتت بالغائب صوتاً وصورة وحركة إليه !
ومن منا يستطيع اليوم أن يحكم على عقل أو أدب من يأكل ويشرب ماشياً وإيمان الجميع قد أعتقد واعتمد الوجبات السريعة ؟ !
من تأنى نال ما تمنى ، مثل آمن به السابقون ومضوا على سنته وهو في بعضه صحيح وفي الآخر يحتاج إلى اقتصاص ، فلو أن امرؤ القيس حين جاءه خبر قتل أبيه قام من وقته ولم يقل اليوم خمر وغداً أمر لما بكى صاحبه لما رأى الدرب دونه ولما قال هو : لا تبكِ عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا ، لقد أضله كأسه ، فصديق الكأس لا يفلح فاستحق لقب الملك الضليل !

كم خيب التردد آمالاً وكم حال دون السداد أما قال الشاعر :

إذا كنت ذا رأي فكن فيه مقدماً ... فإن فساد الرأي أن تتردّدا
والآخر لم ربط الرأي بالشجاعة ؟  فقال :
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ... بلغت من العلياء كل مكان
أما العوام فقالت : الضربة لمن سبق .
والحجاج بن يوسف وضح خط سيره في خطبته و منذ بداية ولايته فقال :
( إني والله لا أهم إلا أمضيت ، ولا أخلق إلا فريت . ) وقد صدق .
إن التردد والتراخي والتأجيل لا يحقق عملاً ولا يبلغ بصاحبه أملاً فالطبيعة التي نحن جزء منها كل مافيها متحرك منتظم لا تتوقف ثانيه لتستريح .
لندع الأمس والغد ، فعدم إضاعة الوقت هو العجلة المقصودة المطلوبة للفلاح
فما مضى فات والمؤمل غيب ... ولك الساعة التي أنت فيها .

 

أضافة تعليق