مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/12/17 09:01
عدوا ثوانيكم فحلب منتصرة
عدوا ثوانيكم فحلب منتصرة
سميرة بيطام

 
 
حتى و ان لم يحصد رصاص الحق قتلاه من الأعداء و حتى لو لم تنقل القذيفة غبار التمرد الى الضفة الأخرى للحاقدين على سوريا ، و حتى و ان لم تؤتي زوابع الغضب رصيدا من الانهيار في برامج الطامعين من الدول ، ستقول حلب كلمتها و سيسمعها الكل ، لمن تخاذل و لمن لم يتخاذل لكنه سكت ، هي سنة الله في كونه حينما خلق الكون بنظام موزون و  جعل النصر ببشائر  معلومة و على أيد نظيفة هي من ستستخلف على الأرض ، حلب من سيحسم الخلافات من حولها لتضع الحرب أوزارها و تقول لمن استنزف الدم و الحضارة أن ارفعوا الذل عن أبنائي ، فكل يعرف و يعي و يفهم جيدا أن ما من بلد دقت فيه الحرب طبولها إلا لأن  لها كنز رفيع و مقام عال من العلم و الدين و خيرات كثيرة ، لذلك كان وعد الله حقا بالنصر ،فالدين لا يمكن إلا بعد امتحان و الامامة لا تولى إلا بعد اختبار و الوصاية لا تمنح إلا بعد تجريب ، فقد حسب المذنبون من الروس و غيرهم ممن يستنزفون في ظل العار أن سوريا انتهت و طمست كل معالم الحياة فيها لكنهم لا يعرفون أو ربما يعرفون و ينكرون أن الله بسط ملائكته على أرض الشام و أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشاد ببلاد الشام في قوله صلى الله عليه و سلم عن عبد الله بن حوالة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ستجدون أجنادا ، جندا بالشام و جندا بالعراق و جندا باليمن ،قال عبد الله فقمت فقلت : خر لي يا رسول الله ،فقال "عليكم بالشام ،فمن أبى فليلحق بيمنه ، و ليستق من غدره فان الله عز وجل تكفل لي بالشام و أهله " صحيح مسلم .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فسد أهل الشام يكثر الفساد في العالم بأجمعه الى أن يصلح أهل الشام ،قال عليه الصلاة و السلام كما في المسند و سنن الترمذي "اذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم" لكن متى ما أصلحوا بإذن الله تعالى ستصلح أحوال المسلمين.
اذن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم حق و لا ينطق عن الهوى ، فكل قارئ مسلم يقرأ هذه الأحاديث سيفهم أن أمته الاسلامية لن تقوم لها قائمة حتى تصلح الشام ، فماذا ستختارون أيها المسلمون : وضع اليد على الخد و التفرج في القتلى و الجرحى يوما بعد يوم أم ستوكلون المهمة لحلب لتصنع معجزة النصر بنفسها ؟ لا أعرف أين الجواب و لكني أحس أنه ساكن في ضمير كل واحد فينا ، على الأقل دعاء أو صدقة أو توبة أو مواساه للسوريين في ألمهم ، فثق أيها المسلم من يقرأ أحرفي الآن أنه لن نسعد و لن نشعر بالقوة و لن نحقق أمانينا بكل فخر ان لم تتحرر الشام ، فلنكثر الدعاء و لنتوسل الى الله و نتضرع اليه فهذا أقل ما نقدمه لسوريا الجريحة ، و العيب كل العيب ان سجدنا و لم ندعو للشام..فهل استوعبنا هذا العيب ؟ و هل فهمنا أن نصرنا في نصر الشام؟..ان لم نفهم هذا الشرط حلب ستعطينا الجواب قريبا باذن الله...فقط لا تضعوا أيديكم على خدودكم لتتفرجوا في الجريح و هو يضمد جراحه  لينتصر بنفسه لأنه عار آخر لكم ...

اللهم فرج على حلب و على كل شبر من دمشق من فوق  أرض سوريا...
أضافة تعليق