مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/27 14:45
بعيدا عن السياسة
بعيدا عن السياسة
سميرة بيطام
 
كلمني عن شيء يدخل السرور الى قلبي المثقل بهموم أمتي..حدثني عن عمل أظفى لك و لي و سيضفي للغير رصيدا من الحب و التسامح و التفوق على كل ضعف ..على كل شر..على كل ما من شأنه أن يجعلنا غير مؤهلين للعب أدوار رائعة..لما لا ..ما دام لك عقل يفكر و قلب ينبض بالحب ،فبإمكانك أن تغير العالم الى حيث سكن آخر حلم..لا تقلق من كلامي الذي يبدو لك حالما أكثر من واقعيا ..و هل يتأتى الواقع من غير سابقة أحلام..فكل أعمال و منجزات المميزين جاءت بعد أن حلموا و حلموا و سعوا سعيا حثيثا لتلك الأحلام الجميلة...فقط حينما تكلموا عن الانجاز لم يقحموا السياسة في حديثهم لأنهم  كرهوا السياسة أن تقتحم حيز الابداع لديهم ، فقد بدوا أشخاصا  آخرين غير أولئك الصارمين  و الجديين، الأقوياء في قراراتهم ..اذا أترك السياسة جانبا لمقام آخر...
دعنا نخطو خطوات نحو الجديد و التجديد معا لنربح صفقة الوقت لصالحنا ، و أتركنا نفكر في احتمالات الاخفاق أو العثرات ، لا تقل لي أنه يستحيل حدوثها بل لنخصص لها ركنا من المخطط ، لنبدو أكثر منطقا و لنترك العاطفة جانبا حينما نرسم أبعاد العمل ، فالعمل يجب أن يطلق الأحاسيس لكي لا تضعف الشخصية القيادية التي لزمت النظام في كل شيء ، نعم هي مؤهلات النجاح و تفادي تبذير الوقت و الجهد...
لننطلق من تغيير ذواتنا و الغاء السلبيات التي آلمتنا بالأمس ،  و لنفكر في قائمة مع من سنتكلم و أي الناس سنخاطب لأن هذا ضروري جدا لمقام وقوفنا ، فليست كل الأمكنة تليق بالوقوف و ليست كل الشخصيات توحي لنا بالاحترام و التقدير ، انه الوقت المناسب لكي نلتزم المؤهلين أخلاقيا و الديناميكيين و المفكرين و لكن بدقة متناهية في حساب الخطوات و مكان وضعها حتى لا نصطدم بجدار الخيبة ..فلا داعي للتسرع أو الثقة المتزايدة في  أشخاص لا نعرفهم و لم  نعرف بعد امكانياتهم البنائية جيدا ، نعم حينما نربي أنفسنا على الانتقاء الجيد نكون قد أغلقنا أبواب الضجيج و الفوضى و التزاحم في المشاركة في مشروع البناء و هو في رزنامته الأساسية لا يقبل أيا كان لحمل أعمدة البناء ووضع أساس التشييد..
لذلك  و حرصا مني على الانتقاء و التنظيم لا يجب أن تقحم السياسة في مجال الابداع و التجديد إلا ما كان ملازما لأهل السياسة في تمثيل البلد ديبلوماسيا أو رصد شخصيات ذات نفوذ عبقري في مواكبة الساسة المتقدمين عالميا..هي الحنكة و القوة و الصرامة من ترتديها السياسة ثوبا لها لان تقحم نفسها هي الأخرى في البناء..فلا أحد يفكر في التجديد للصالح العام إلا القلة القليلة و ان أحدث اللقطة الأولى للانطلاق شخص عبقري من العباقرة سارع الكل في وضع بصمته و هو لم يعي بعد شروط البناء الحضاري الذي يحتاج لكثير من الجمال و الانضباط و العلم و المعرفة و الثقافة في كل الميادين و الالتزام الديني خاصة لأنه عماد التفوق..
مبدئيا يشترط صناع الحضارة المميزين في برنامج التحضر و التجديد أن لا تقحم السياسة حتى يحين دورها و يتسع مجالها لأنه حري جدا لأن تكون اضافة كما أنه ممن الممكن أن تلحق الخسارة للبرنامج الجديد الذي ستسعى اليه نخبة نظيفة مقتدرة بكل مقومات النجاح ، و لا ينفي وجود زلات أو اخفاقات او انتكاسات لأنها ضرورية لعملية مراجعة بواطن الخلل و الأخطاء...
هي الصورة و الرؤية الثاقبة و التخطيط الجيد الذي يجب أن يتصف بها صناع الحضارة أينما كانوا و في أي زمن انطلقوا..فقط دعوا السياسة جانبا. 
أضافة تعليق