مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/06 22:01
على حين فترة من العجز
بسم الله الرحمن الرحيم 
                                                                                                                                                                     
                                                                                                                                                                          على حين فترة من العجز
 
لا يتصل حبل الحياة جيلاً بعد جيل إلا بسلك دروب الرزق ، ذلك أن خائض غمارها بدون عمل كأنه خائض معركة بدون بينة فيظل أرباب الكسل أرقاء المسألة ! وتظل المسألة محرمة في أصلها إلا لضرورة ، سعير حرمتها تنازع بين ذلة ذات السائل وإيذاء المسئول والشكوى من الله تعالى في إظهار القلة والقصور .
على حين فترة من العجز ، يظهر فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – وقوله روائع مضامين وأسرارعمل .     
 
" لأن يأخذ أحدُكم أحبُلَهُ فيأتي الجبلَ، فيجيءَ بحُزمةٍ من حطبٍ على ظهرٍ، فيبيعَها فيستغنيَ بثمنِها، خيرُ له من أن يسألَ الناسَ أعطَوه أو منعُوه " رواه أحمدُ وأصلُه في البخاري
ومما يُروى في ذلكَ أن رجلاً من الأنصارِ أتى النبيَ - صلى اللهُ عليه وسلمَ-  يسألُه، فقال: 
" أما في بيتك شيءٌ؟ قال: بلى، حِلسٌ نلبسُ بعضَه، ونبسُط بعضَه، وقَعبٌ نَشربُ فيه الماءَ، قال: ائتني بهما، قالَ: فأتاه بهما، فأخذَهما رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-  بيده، وقالَ:
من يشتري هذين؟ قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمٍ، قالَ: من يزيدُ على درهمٍ؟ مرتينِ أو ثلاثاً، قالَ رجلٌ:
أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، واخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري َّوقالَ:
اشتر بأحدهما طعاماً فأنبذه إلى أهلك، واشتر بالآخرِ قَدوماً فأتني به، فأتاه به، فشدَّ فيه - صلى اللهُ عليه وسلمَ-  عوداً بيده، ثم قالَ: اذهب فاحتطِب وبع، ولا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يوماً، فذهبَ الرجلُ يَحتطبُ ويبيعُ، فجاءَ وقد أصابَ عشرةَ دراهمٍ، فاشترى ببعضِها ثوباً وببعضِها طعاماً، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلمَ- :
هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهكَ يومَ القيامةِ، إن المسألةَ لا تصلحُ إلا لثلاثةٍ، لذي فقرٍ مُدقِعٍ، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجعٍ"  رواه أبو داودَ والترمذيِّ وحسنَّه
 
وإذا كانت الشعوب لها قلب يحس ويشعر ولا يرى ، والحكومة لها عين تنظر ولا تشعر ولا تحس
فبحجة الحجاج  ، لابد مما ليس منه بد ..
وكلمة السر في ما ليس منه بد في فعله وقوله - صلى الله عليه وسلم – وهو الحاكم والحكومة فيما سبق          ( الحبل والقدوم ) ويمثلان آلة الإنتاج .
بمعنى اقتصادي إسلامي :
الربح هو حصيلة الإنتاج بين العمل ورأس المال بما يُقر حد الغنى أو حد الكفاية تمييزاً له عن حد الكفاف .
وبمعنى أدبي ،  مساجلة بين أيام السقوط وأيام الرفعة في تحقيق الأمن الاجتماعي والنفسي لكل فرد ، " فاليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهرغنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله"
إن عرق الجبين ملح الحياة ومن يأكل طعامه بلا ملح ؟ !
قال لقمان الحكيم لابنه يوما: "يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال:
رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به".
 
والعمل يقتل التعزية والرجاء
بذل سعد بن الربيع شطر ماله وأهله لعبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنهما-  ، فدعا له ببركة المال والأهل وقال : دلني على السوق فكان ربح أول صفقاته عِقال بعير ! وعفة ونبل تحدث بهما الدهر ! وانتهى به العمر بتجارة ضخمة قاسمها الله تعالى وإرث عظيم .

على مسافة وسطى بين مقالة زياد بن أبيه " إني رأيت هذا الأمر لايصلح إلا بما صلح به أوله " وعبارة يرددها من ينهج نهج حكماء هذا العصر " لا تعطني سمكة ولكن اعطني سنارة وعلمني الصيد .. " قف غير متحيراً على كلام نبي خاتم صلوات الله عليه وسلامه تدور عليه رحى الحياة ، اقرأ سطوره وما بين السطور فمن رأى تمنى ومن تمنى قد ينال ، ومن نال ما يُنال تمنى ما لايُنال .
 
 
أضافة تعليق