مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/22 12:34
مازلت أحبك يا مصر

ما زلت أحبك يا مصر!

 

من حنين إلى مصر، وبعدها يا مصر يا حبيبة لك مني مواساة، لست أنساك يا مصر في أني أحن لك، وأشتاق لشوارعك أكثر، وأهيم حبًّا بماء نيلِكِ الصافي الرقراق بلون الذهب مع غروب الشمس، وقوارب الروعة في فسحة هانية عبر طوله، لا زلت أحبك يا مصر وسأبقى وفيَّة لحبِّي لك، فمتى تُكتب الخطوة لأمُرَّ على المعادي والجيزة وشارع الهرم وجاردن سيتي لألقي نظرة تذكُّريَّة على معهدي وخطوات العلم الذي انتهلته منه بدقَّة القانون وبحذافير التكييف لصدى الفهم الجيد من غير تعب ولا إجهاد، صدقًا العلم يؤخذ من جامعاتك في لمحة بصر، قيل لي وقتها: مَن شرب من النِّيل حتمًا سيعود مرةً أخرى، ولكم طربت لجوار شعبك المتواضع والكريم، إليكِ ألف تحية وشوق أرسلهما لك عبر ربوع رياح الأثير لتصلك مع ارتفاع أكبر هرم على أرضكِ، أرض الأنبياء، ما أحلاك يا مصر أن أظل أحلم بفُسحة طيبة عبر طرقات خريطتك، وكلي أمل أن يسكن الأمن والأمان ترابك وماءك وعطرك وشعبك وطَيرك وفراشات السلام تحوم مِن هنا وهناك!

 

لست أكتب عنك قصيدة أو شِعرًا؛ لأنك القصيدة كلها، قصيدة الأمة العربية؛ قضيةً وحلمًا ومفتاحًا ورونقًا وجمالاً وحضارة، لست أبحث عن ماضيك؛ لأنك الماضي والحاضر والمستقبل، لستُ أسأل عن كفاءتك؛ لأن شهاداتي التعليمية هي رصيدي من رحلة من ركن أهراماتك وصولاً إلى شواطئ الإسكندرية، صحيح قيل: ما مضى لا يعود، صحيح يلفُّني حزن عميق عليك؛ لكني أُكفكِف دمع الحزن بدمع الأمل أني أتطلع إلى زيارتك والسير بخطواتي على أرضك، نعم وهو كذلك؛ لأن ما بيني وبينك قصة طويلة بدأت من يوم قرأتُ: ﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ [يوسف: 99] على مدخل مطارك، ووقتها كنتُ في غير أمانٍ مع مِحَن أثقلت كاهلي، فكنتِ الحضْن الحاضِن لما حملته في محفظة دفاتري وقلبي، نعم دفاتري؛ لأن العلم كان مطيَّتي إليكِ، وقلبي لأنه فرَّ إليك يَنبض حبًّا ووفاءً، وكيف لا وأنت مَن أسكن آلامي وقتها بعبق الأمل، فبدأت أخطُّ أولى أحرُفي في الإبداع من على مشارف نيلِك، ومِن هنا تعلمت كيف أنتقي الحرف الجميل من وسط كوم الضباب المعتم لكل شيء، من أرضك تعلمت كيف أرسي قواعد التعلم عبر مدارج جامعاتك في أن الشرح المعمق يرسخ المعنى، ويطلق في نفسي حب استكشاف المخفي من جمالك خلف أشجارك ومساجدك ومتاجرك، آلمتْكِ جراح كثيرة، أعي ذلك جيدًا، وبدوري واسَيتُكِ بقلمي مثلما واسيتِني بحضنك وجامعاتك وطعامك ومائك، فكلانا يحب الآخر، فأنت تحنِّين لقلمي في لقطة إبداع مع الغروب؛ لأكتب عن جمالك وسحرِك، وأنا أحن إلى حضنك لتحضني فيَّ ذاك الحنين الذي أحمله إليك في حفيظة كتبي وأناشيدي...

 

دمْتِ رائعة، دمت هادئة، ودمت آمنة ومستقرة، أحبك يا مصر.

 



أضافة تعليق