مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/01 05:13
رسالة مباشرة إلى أبنائي الشباب
الشباب ثروة الأمة    :  
    في  كل زمان و مكان يعد الشباب هم رواد النهضة  و هم الثروة الخلاقة التي صنعت التغييرات الكبرى في مجتمعاتهم  و هم الأمل الذي  تعول عليه الأمة في نهوضها  فهم السواعد الي تبني المستقبل المشرق و هم  أثمن من كل الثروات التي تملكها الأمة فكل  ثروة يعول عليها مآلها الزوال و لكن ثروة الشباب  باقية بقاء العطاء و بقاء القوة   .  فعلى الأمة الناهضة أن تضع الشباب  نصب أعينها  لأن  كل تفريط   فيه   يعد خسارة عظمى لمقدرات الأمة   لأن الاستثمار الحقيق يفي ميزان النهضة  هو استغلال الطاقات  البشرية لأن  العناصر  التي بها يصنع النهوض يمتلكها  الشباب  .  وقد أكد الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله هذه الحقيقة  في رسائله   "  إنما تنجح الفكرة إذا قوي الايمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الايمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب. لان أساس الايمان القلب الذكي، وأساس الاخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا  في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى "    من سورة الكهف.   
المؤامرة على الشباب
      إن الأيادي المفسدة التي تعمل بالليل و النهار تعمل على استنساخ شباب بلا هدف و بلا وجهة  شباب  ليست له غاية  مرسومة  في الحياة  فهم  يريدون  شبابا   يكون قنابل  موقوتة تميل للتطرف بكل أنواعه  قنابل تنفجر في كل مكان تحت مسميات غريبة  لا تمت لهوية الأمة .  كما يصنعون شبابا جنسا  ثلاثا   و   رابعا  يريدون  شبابا  ميالا  للميوعة والخناثة تستهويه قصات الشعر الغريبة و موضات اللباس المقصوصة و  شباب تستهويه   الملاهي و جلسات المجون الحمراء التي تنشر الفساد و الرذيلة  بين شباب الأمة المسلم   إن الذي يرعى  هذه المشاريع بعلم منا او بجهل مؤسسات عالمية وإذا نظرنا في تبعيَّة هذه المشاريع  فسنجد أنَّ كثيراً منها لا تخرج عن دائرتين رئيسيتين: الأولى : البعثات التنصيريَّة الكاثوليكيَّة والبروتستانتيَّة ، أو بما يسمَّى  جمعيات التبشير و  الثانية: السفارات الأجنبيَّة     .إن هذا الخطر الذي يحقد بالشباب  هو شغله بسفاسف الأمور و صغارها  .  و ما برنامج ستار أكاديمي إلا عينة من هذه المؤامرات و هي لا تحتاج لتدليل فشبكة اليوتيوب غنية بذلك   .   و منه فإنه يتحتم بأهل العلم والتربية و نوادي  الشباب  وكل  الجمعيات المهتمة بشأن الشباب أن يكون لهم دور في ترشيد  الشباب وتوعيته  و الأخذ بيده  .   
التحصين التربوي    :
      رغم كل هذه المخططات التي تدار على الشباب  فالواجب على الأمة حماية الشباب     بتبني أسلوب  التحصين التربوي الفعال   لمواجهة الظواهر السلبية المورثة عبر الزمن من الجهل المركب وعوامل الهدم المديرة من خلال نهج تربوي أصيل يقوم على أسس متينة مستمدة من قيم الأمة  و هويتها و لهذا توجهت مخططات الاعداء الى تسويق منظومات تربوية هزيلة مستوردة هذه  منظومات  و المنهاج  أفرغت من كل  القيم و المبادئ الأصيلة للمجتمع .  لهذا وجهنا المولى عزو جل لهذه الحقيقة في جلاء و وضوح بتحديد  مهمة  الأنبياء عليهم السلام  في  اتباع أسلوب  التحصين التربوي من خلال التنشئة الصالحة  للجيل  من المصدر الأصيل  . فتكون طاعة الله  مرضاته هي أولى الغايات و هي أوكد الواجبات في حياته  في كل ناحية من مناحيه     يقول الله تعالى  :  " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة "  من سورة الجمعة  . و  من الرسائل المهمة  للنحصين التربوي الموجهة  لصناعة الجيل يقول الإمام البنا مخاطبا الشباب بكلمات  ندية محملة   بشحنات تعزز اليقين في النفوس اليائسة التي تبحث عن السراج يقول  :  "  آمنوا بالله و اعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه.. فلا تخافوا غيره.. ولا ترهبوا سواه.. وأدوا فرائضه واجتنبوا نواهيه.. وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات.. وكونوا أقوياء بأخلاقكم.. أعزاء بما وهب الله لكم من عزة المؤمنين وكرامة الأتقياء الصالحين.. واقبلوا على القرآن تتدارسونه  ..  وعلى السيرة المطهرة تتذكرونها.. وكونوا عمليين لا جدليين.. فإذا هدى الله قومًا ألهمهم العمل.. وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل.. وتحابوا فيما بينكم.. واحرصوا كل الحرص على رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم "
ربط الشباب بورشات العمل :
        ليس هناك خطر على الشباب بعد التحصين التربوي مثل البطالة التي تملأ الشباب بالفراغ القاتل و الفراغ النفسي الذي ينشأ عنه  اختلالات في الشخصية و الشعور باليأس و الإحباط  و عدم الشعور بالانتماء  للمجتمع فيفضل  الشاب  الهروب من مشاكله بسلوك طريق الانحراف بجميع  أشكاله   سواء الوقوع في الإدمان أو الولوج في عالم الجريمة  أو يقع تحت طائلة الاستغلال فيكون أداة صائغة لسماسرة الإجرام و الإرهاب  أو الجماعات المتطرفة أو يسرقه عالم الانحلال و المجون و السقوط  في  أوكار الرذيلة  أو أن يختار الهروب السهل فتزين له نفسه أيسر السبل بوضع نهاية لحياته ضنا  منه أن الموت هو حل لمشكلته  .  و هنا  تبرز أهمية  تدخل الشركاء لوضع حل سريع بإنشاء هيئة أو مراكز متخصصة تعنى بمشكلة الشباب من  الناشطين الاقتصاديين و علماء الاجتماع و الدعاة المربين و الجمعيات الأهلية و المجتمع المدني  لتوفير  قاعدة  معلومات متكاملة تقوم بتوفر كافة المعطيات للمساعدة لوضع حلول واقعية لمشاكل الشباب و العمل مع  إشراكه في وضع آليات الحلول لتأخذ بيده  لسوق العمل عن طريق تحرير المبادرات  كما كان لصحابة رسول مبادرات إيجابية  للقضاء على شبح البطالة  و قد استحضرت قصة واقعية لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم   : " وكان من بين المهاجرين عبدالرحمن بن عوف، آخى الرسول بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي - رضي الله عنهما - وكان لسعد زوجتان، فقال: يا أخي: إن شئت طلقت إحدى زوجتي فتزوجها بعد أن تحل، وإن شئت وهبتك نصف مالي!  قال سعد: بارك الله لك في زوجك ومالك، ولكن دلني على السوق! وكان مع سعد بضع دريهمات جاء بها من مكة المكرمة، فلزم السوق يبيع ويشتري بجد وكد وصدق وإخلاص فلم تمض شهور حتى صار معه مال، ولم تمض سنوات حتى صار معه ثروة، ثم صار أكثر الصحابة ثراء، ومن أكثرهم صدقة وعطاء!  "

أضافة تعليق