مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/11/16 18:45
قصاصات من ورق
لفيني يا رياح التغيير و المسي في جوانحي تلك  الرغبة الأكيدة أني اللحظة مسافرة حيث عش الدفء يعلوه طير النورس الذي يقضي وقت راحته طافيا فوق مياه السلام مغادرا لدفئه ، لست أرفض أن أكون متشائمة و لا متفائلة لأن بينهما شعرة الواقعية ، هذه الأخيرة التي تجعلني أديبة يوما و إنسانة باقي أيام عمري ، لست أرتدي لباسا ملونا لكني ألتزم باللون الأسود الذي يغنيني عن انتقاء الألوان المتناسقة ، لفيني في جناح الليل الصامت و أخبريني إن كان اتجاهك نحو رفة جليد ، لأني أخشى السكون و السكوت و ما تفاقم منهما حتما يزودانه برنة ضعف على أكتافي.
فان كان بنى الشوق يسرقني فاني أسترق لنفسي لحظات أكون فيها صادقة مع ربي يخذني بدءا و مع نفسي أخيرا ، نفسي التي ألجمها بلجام الردع لألا توقعني في زلات الضعف و في تفكيري تعاقب للنصح في كل لقطة يتضمنها تأنيب للضمير و لهذا فمن يسميني باسمي دون تكليف يبقى ما بيدي سوى الدعاء أتضرع به لرب العباد..خاصة إن أنا شعرت بعبرة صماء تخنقني أو أنا طرت لأبعد الآماد أو أعبر أبحر الغيمات ،يقين سأصرخ في ضمير الصمت ، ليقال لي دعك من هذا الهم و الحزن و الذي هو في أصله حزن على حال أمتي و حجم الدماء التي تسفك فيها كل يوم، قد تكون مجرد قصاصات من ورق و لكن توابع القصاصات ليست تنفصل عن بعضها البعض إلا و هي تشكل لي حزمة من أدراج قد يتسلقها الولهان للوصول إلى القمة و قد يقصها إلى اثنين ليقطع كل ترابط و تواصل فيها ، هي هكذا حكايا الأوراق حينما تبوح في فصل الخريف عبر تساقطاتها المتناثرة هنا و هناك ان من قصاصات الوريقات ينشأ البرعم الصغير المخلف  لديدن الصوت الندي مع عصافير راقصة و رائعة ، فهل أسمعتني فواصلها بعد أن تجمع قصاصات الورق و بنفس من صدرك يتفرق ما تجمع على أن نجمعه سويا إن نحن أردنا التشبيه بموقف الاتحاد في جماعة لو تعلق الأمر بالانبعاث الحضاري..ساعتها أقول تهانينا .

أضافة تعليق