مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/11/03 17:00
لا تيأس مع الحياة
في الكثير تغلق الأبواب أمام الشباب المغمور بالحياة  في بناء ذاته و تحقيق حلمه حين يطرق  الأبواب الموسدة المشعة  .    الشباب الذي لا ينقصه المؤهلات و لكنه يقف عاجزا بين أحلامه فتضيق الدنيا في عينيه  ، فيحسب ان النهاية  و الخيبة والانعزال و الهروب للوراء و الاختباء هي نتيجة لكثرة المحاولات الفاشلة  فتموت تلك الأحلام التي أوقفتها العقبات الوهمية   و المتاريس الحواجز  الرملية .
 إن أخطر عائق يصيب الشباب هو القلق الزائد ، القلق الذي يسيطر على الكيان ، فيكون القلق عائقا لتحديد الروية الصائبة و المخرج المناسب فيصاب الشاب بالإحباط  و الخوف الشديد  للوصول للهدف و الخوف من المستقبل ، كما  يفقده البوصلة فلا يعد قادرا على إدارة  النفس و فقد القدرة على الحركة  .  فإن تحقيق الشروع  يتطلب رؤية هادئة متأنية ووقفة  واعية  للمشكلة و قراءة واقعية للذات ، لأن كل النجاحات المحققة للرواد في الحياة هي صناعة  أيديهم و بجهودهم المحضة الخالصة و هي ثمرة مجاهدة و هي ثمرة كسر للعوائق الكثيرة .
 على الشباب تلمس الطريق النجاح في الحياة من قصص أولئك الرواد ، الذين شقوا طريق النجاح الصعب في شتى الدروب و المجالات  وتحقيقهم تلك الأهداف المرسومة في أعماق نفسهم ، بكسر الأوهام و إزاحة  العوائق .  ان طريق النجاح واحدة  في التاريخ فما تحقق على أيدي العرب المسلمين أو غير المسلمين هي خطوط سير واحدة متشابهة  وإن ‘إبداعهم  و نجاحهم لم يولد في القصور أو الرفاه إنما ولدته العزيمة و الصبر و قوة الإرادة و الرغبة الجامحة للتميز في صناعة البصمة التي شعارها " أردت أن أكون مميزا عن غيري و أن أحقق مشروعي الصغير بتعبي "  .
 إن القواعد المشتركة في حياة كل العظماء واحدة ،  و ان هذه القامات التي زخر بها التاريخ الحديث و التاريخ  القديم خلد أسماء ولدت في بيئات بسيطة رأس مالها التحدي للوصول للقمة ، زادها الوحيد عشق الحياة و هدفها السامي إضافة لمسة ايجابية للحياة ، فهانت كل الصعاب و تفتتت كل التحديات . فلا عجب أن يكون الرئيس المصري فك الله أسره من بيئة فلاحة فأبوه مزارع بسيط و أمه ربة بيت عادية  في قرية العدوة بمحافظة الشرقية بمصر في ظل هذه البيئة يحصل الرئيس محمد مرسي على بكالوريوس هندسة من دامعة القاهرة و في أدق  التخصصات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف و بعدها ماجستير في  هندسة الفلزات من نفس الجامعة كما حصل على منحة دراسية من بروفيسور كروجر من جامعة جنوب كاليفورنيا لتفوقه الدراسي، وعلى دكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 و يحقق معها نجاحات في الحياة في أصعدة متنوعة ليكون أول رئيس شرعي تعرفه مصر ..
   قد شدتني كلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب  للعالم  الياباني تاكيو أوساهيرا لعل الشباب يستلهم منها الدروس و العبر اكتفيت بلب القول و أنفعه يقول  "  ابتعتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ بألمانيا، لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، ذهبت إلى هناك و أنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي وسمعي وبصري وحسي، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً  " .  فصنع المحرك  زرع نهضة أسهمت في تطور دولته 
أضافة تعليق