مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/09/18 17:04
إشارات التميز الدعوي
         بقلم حشاني زغيدي
إن حاجة الإنسانية  للدعوة  كحاجة  الأرض العطشى للماء في وقت الجدب فكانت إدارة الله أن أرسل الرسل و الأنبياء  حاملين رسالة الخير و قد تجملت  الرسالة بكل المزايا  و المؤهلات الميسرة لإيصال البشائر و قد أودع الله  هذه  الأمانة بعد الرسل إلى العلماء و الدعاة حتى لا تتوقف المسيرة و تستكمل الرسالة أشواطها متجملين بأبدع صور الأخلاق التي تحبب  خلق الله لرسالته .
       حين نمعن النظر في الدعوة الأولى التي رعاها الرسل حق الرعاية و زانوها بكل الموارد والمهارات التي مكنت الرواحل تأدية المهمة على أحسن وجه لتجاوز التضييق أي تعيشه الدعوة  في زمن التكالب و التشويه  المبرمج هنا وجب على الدعاة تطوير الأداء من خلال البناء الصلب الذي يراعي التكيف مع الظروف و أحسب أن هناك إشارات للتميز الدعوي على الدعاة استيعابها و الإحاطة بها لتكون من أولويات البرامج التكوينية للدعاة كي تتفجر الطاقات الشابة المؤهلة لهذه الأدوار .
       فأول إشارة التميز الدعوي سمة الوضوح التي تعد من أهم خصائص الدعوة في  قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].  و من الوضوح الذي يكون عليه الدعاة من الطبع السليمة فهو يؤثر الوفاء و يحب الصدق  فهو واضح في كل أموره ميال لقول الحق مهما كانت عواقبه هين و لين مع مخالفيه همه وصول الحق لأهله و رضاهم به   قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف ظاهره باطنه، ولا سره علانيته، وإذا نفذ حكم الله وأمره، لم يوم به، بل صرح به وأعلنه وأظهره” 
          ومن إشارات التميز المهمة أن الداعية إنسان جاد نشيط يؤثر الجد في كل النواحي همه الوصول للهدف الكبير لا تشغله الفروع أو المسائل التي سكت عنها العلماء  أو التمسوا العدر فيها و الداعية لا تصغر همته حريص على معالي الأمور قال الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه: "لا تصغرنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته" فالداعية صاحب مبادرة و قائد مشاريع فحياته كلها عطاء وبذل و تضحية  وقال ابن القيم: "لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه"  .
       من السمات المميزة للتميز لدى الداعية أن يعمل على رسم السعادة   فهو شمعة مضيئة فما أجمل ما قال الإستاد البنا رحمه الله " راحتي في تعبي و سعادتي في دعوتي " بهذه الكلمات المضيئة التي فقه الأستاذ معناها فطوع حياته كلها لها فكل همه أن يعيش سعيدا في حضن دعوته مع الله يرسم  بسمة الهداية  بالكلمة الطيبة و إدخال السرور على الناس أن تنقض غريقا من وحل الذنوب و المعاصي فسعادة المؤمن في دعوته .

و الله أكبر و لله الحمد                 الجزائر  في 13    / 09    / 2015
 
 
أضافة تعليق