مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2015/01/15 12:09
المرأة، وتغييب الحقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وبعد

تعتبر المرأة وقضاياها محور من محاور الصراع في العالم، يصورها البعض على أنها مظلومة، مسلوبة الحقوق، لم تعط حظها من العيش السعيد، لم تخرج كما تحب، ولم تعمل كما تشاء، لم تتسنم مراكز قيادية في الحياة، لم تثبت ذاتها، ولم تبرز شخصيتها، لم تستثمر طاقاتها، إلى آخر القائمة التي تشعر الإنسان بأنه فعلًا أمام امرأة مغيبة عن الحياة مظلومة، لابد أن تخرج إلى العالم وتعمل مع الرجال جنبًا إلى جنب، لابد أن تسافر بدون محرم، وتصاحب من تريد من الشباب، حتى يرفع عنها الظلم وتعيش كما الناس في هذه الحياة!

 

ولكن هل هذه هي الحقيقة؟! وهل فعلًا هذا حال المرأة؟!

إن الذين يزعمون الدفاع عن المرأة يحرصون على تغييب بعض الحقائق عنها حتى يوقعونها في شراكهم.

وإليكم بعض الحقائق المتعلقة بالمرأة والتي لا يعتريها الشك أبدًا، وهي التي يحرص أعداء المرأة على تغييبها:

 

الحقيقة الأولى: أن المرأة خلقت لعبادة الله وحده.

قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [الذاريات: 56 - 58]

ومعنى عبادة المرأة لله أن تجعل حياتها كلها منضبطة بكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فتعلي حكم الله في حياتها وتطلبه في كل أعمالها، وهذه هي السعادة الحقيقية، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 97]

فلماذا يسعى العلمانيون والليبراليون لإبعاد هذه الحقيقة عن حياة المرأة؟

 

الحقيقة الثانية: أن النساء يوم القيامة أكثر أهل النار.

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار. قلن وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير)

 

هذه الحقيقة لا يمكن إغفالها عند النصح للمرأة، إذ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نصحه لهن أخبرهن بها في يوم عيد للإسلام، إذ الهدف هو إنقاذ النساء من هذه النار، ولذلك أرشد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النساء إلى سبيل النجاة منها بلزوم الصدقة والاكثار من الاستغفار.

 

ومن رجاحة عقل الصحابيات أنهن سألن عن السبب الموقع في النار ليجتنبنه، فأخبرهن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يدور في فلك اللسان.

 

فأين هذه الحقيقة اليوم في كلام المدافعين عن المرأة بزعمهم؟ أين تحذيرهم للمرأة من الأسباب الموقعة في غضب الله ولعنته كالتبرج وإظهار الزينة وتجاوز حدود الله فيها، والتعالي على الزوج ومعاندته وغيرها.

 

أيتها المسلمة، فكري جيدًا في هاتين الحقيقتين، واعرفي من عدوك ومن ينصح لك، واحرصي على إنقاذ نفسك من النار ونيل السعادة في الدنيا والآخرة.

*موقع المسلم 

أضافة تعليق